Still Black حالة «الحزن الدائم» تتفجّر موسيقياً

حسين ووسيم وعلي اثناء التمارين في البرج
حسين ووسيم وعلي اثناء التمارين في البرج


يضجّ الشارع بأصوات موسيقى مرتفعة فتنطلق الشتائم والاحتجاجات على «ضجيج» من نوع آخر صادر من موسيقى حيّة وعزف مباشر على مجموعة من الآلات. ففي برج البراجنة، وتحديداً في شارع عثمان، جمعت الموسيقى الغربية شباناً من أعمار متقاربة في فرقة أطلقوا عليها اسم «Still Black» «ستيل بلاك». لمعت فكرة إنشاء الفرقة التي تضم ثلاثة عازفين، قبل ثمانية أشهر بعدما كان حسين قمح (18 عاماً) ووسيم همدر (19 عاماً) قد بدآ بالتدرب والغناء منذ سنتين. كان العمل محصوراً في الإطار التدريبي، إلى أن «اتخذ القرار» و«استدعي» العضو الثالث علي (20 عاماً) الذي نال «حقيبة» ضابط إيقاع ليكتمل نصاب الفرقة، فانطلقت الرحلة.

في البداية، واجهت الفرقة مصاعب كثيرة، كان أبرزها تأمين كلفة الأدوات الموسيقية وأجهزة الصوت، لكنّ «الشباب» استطاعوا تأمينها فيما بعد من عملهم ودعم أهاليهم. ثم بدأ التدرّب، والعمل على التأليف الموسيقي والغنائي.

واللافت أن أعضاء الفرقة يتكلون على مواهبهم في تأليف الأغاني وتلحينها، يقول وسيم « نحن لا نؤدّي ألحاناً وأغاني لغيرنا من الفنانين الأجانب»، ويعترف بأن هناك فارقاً بالخبرة مع هؤلاء الفنانين.

وعلى الرغم من ميول كل من الأعضاء الى نوع موسيقي مختلف فهم يجمعون على الـ«Punk Rock» كميزة لغنائهم.

«وجدت حزناً وكآبة في داخلي أحببت أن أعبر عنها بالموسيقى، كلّما ضربت أوتار الغيتار شعرت بأني عصفور خرج من قفصه»، هكذا يقول وسيم شارحاً الدوافع التي رمت به في أحضان الموسيقى. أنامل حسين تنشد السلام و العدل عبر «ثورة بالموسيقى». أمّا علي، فيرى في موسيقى الروك مساحةً للتعبير عن آرائه، وخاصة «أنها ليست موسيقى تافهة كما يظن الكثيرون. بل تحمل معاني جدية وهي أفضـل بكثير من أغاني الحب والغرام التي مللنا منها».

أما رسالتهم المشتركة التي يسعون إلى إيصالها عبر أغانيهم، فهي أنهم «ضد النظام». و لكن ضد أي نظام؟ يجيب حسين «النظام القائم على فكرة التبعية لزعيم أو قائد. صرختنا هي لإيقاظ الناس من جهلهم». كما يدعمون من حيث المبدأ جميع حركات المقاومة والتحرر في العالم.

و عن اسم الفرقة «Still Black» يشرح علي سبب التسمية، فيرى أن هذا الاسم ليس مجرّد تسمية لفرقة تعزف الأغاني الغربية، بل هو تعبير عن حالة «حزن دائم ومستمر» يمرّ بها الفرد.

«واجهنــــــا ولا نزال مشاكــــــل مع المجتمــــــع الذي يحيط بنا، بدءاً بمظهرنا الخارجي وانتهاءً بانزعاج الناس من التمارين التي كنا نقوم بها في مساحة ضيقــــــة بين المنـــــازل».

لكن الفرقة ماضية بمشروعها، وقد بدأت بإحياء حفلات في مناسبات اجتماعية وحفلات مدرسية وجامعية مجاناّ، وهي تسعى إلى ضمّ مغنٍّ جديد إلى صفوفها للبدء بالعمل «رسمياً» كفرقة متكاملة.

تعليقات: