جون:

اقيم مهرجان حاشد لتكريم الفنان الراحل نصري شمس الدين في ذكرى ميلاده التسعين ، برعاية وحضور وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، بالتعاون مع بلدية جون ولجنة احياء تراث نصري شمس الدين ومعرض خليل برجاوي للطوابع البريدية وجمعية بيت المصور في لبنان ومنتدى الخميس حفظة الذاكرة

حضر المهرجان وزير البيئة طارق الخطيب، النائبان محمد الحجار وايلي عون، طلعت حمادة ممثلا الوزير مروان حمادة، العميد غسان شمس الدين ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، الدكتورة غنى بصبوص ممثلة اللواء ابراهيم بصبوص، الاب جيلبير وردة ممثلا المطران ايلي بشارة الحداد، المونسنيور غازي خوري ممثلا المطران مارون العمار، وكيل داخلية اقليم الخروب في الحزب الاشتراكي الدكتور سليم السيد ممثلا تيمور جنبلاط، منير السيد ممثلا النائب نعمة طعمة، اندريه السرنوك ممثلا النائب جورج عدوان، حسين بربر ممثلا الوزير السابق ناجي البستاني، امين عام تيار المستقبل احمد الحريري ممثلا بمنسق عام جبل لبنان الجنوبي وليد سرحال، محمد صالح ممثلا مسؤول اقليم جبل لبنان في حركة امل، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الشمالي زياد الحجار، وفد من راهبات دير سيدة البشارة برئاسة رئيسة ثانوية سيدة البشارة حياة اسكندر ممثلة الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الام منى وازن، رئيسة ثانوية الراهبات الأنطونيات في النبطية الأخت كميليا القزي رؤساء بلديات ومخاتير الاقليم، وفعاليات سياسية وحزبية وعسكرية ، عائلة الفنان نصري شمس الدين، وحشد كبير من ابناء جون والاقليم ومحافظتي الجنوب والنبطية.

بداية النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من عضو مجلس بلدية جون محمد غصن، ثم تحدث رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي ورئيس بلدية جون جورج مخول فوجه بداية “تحية وفاء وتقدير لتضحيات جيشنا البطل الصامد في الجرود والمقاومين الشرفاء لحمايتنا وحماية وطننا من جماعات الارهاب والتكفير، جماعات القتل والتدمير، لا يقبلون الفكر الاخر، ومن يحاورهم فقد كفر”.

وقال: ان محاربة هذه الشمولية التكفيرية لا تقتصر على معارك الجرود، ولا على استعمال المدفع والبارود، لانها فكر يتخطى الحدود وفي كل مجتمع موجود، اذ لا طائفة له ولا دين ولا وطن، فمجابهة الفكر تكون بالفكر والتوعية والثقافة، ومن اولى بوزير ثقافتنا الذي يعمل على نشر الوعي والثقافة والتعميم ثقافة الحياة.

ونوّه بجهود رجال الدين على اختلاف طوائفهم على التوعية والتثقيف للاجيال الصاعدة وشرح الفاهيم الصحيحة للقيم الاخلاقية المنبثقة من المفهوم الحقيقي للاديان. كما شكر كل كل من ساهم وشارك في التحضير للمهرجان، وخص بالشكر النائب محمد الحجار الذي كان السباق في تحديد المواعيد مع الوزير جمال الجراح الذي وقّع على قرار اصدار طابع بريدي باسم الفنان نصري شمس الدين.

وشكر تيمور جنبلاط والنواب والوزراء ورجال الدين المشاركون الذي اضفوا على السهرة قيماً مضافة. ووجه تحية للفنان نصري فقال: يا ابن لبنان والعالم العربي، لقد ظلمت في حياتك وظلموك في مماتك واستمروا بعد غيابك ، لقد كنت على المسرح اميراً وبويجياً وفي الحالتين كنت ملكاً، لكن ضيعتك واحباءك سوف يبقونك اميرا خالدا مدى الدهر، فتحية اليك وليس الى روحك لأن امثالك لا يموتون، وإن بخلت عليك بعض الاذاعات والمحطات، فإن صوتك الرنان يبقى يدوّي ما دام الاثير موجودا، وما هذا التكريم الا لفتة وفاء صغيرة لك ولكل الفنانين المظلومين امثالك.

واعلن في ختام كلمته انه هذا المهرجان هو الاول في جون، انما سيكون مهرجانات لاحقة في السنوات المقبلة، ليصبح لجون مهرجانا سنويا يدخل الفرحة الى القلوب والطرب الى الاذان والثقافة الى العقول.

ثم كانت كلمة لرئيس جمعية بيت المصور الاعلامي كامل جابر وهو من صمم الطابع البريدي والميداليات الذهبية باسم نصري شمس الدين ، كلمة باسم الجمعيات المشاركة لتكريم نصري جاء فيها :

في عرسك المنتظر أربعة وثلاثون عاماً، ينحني الكلام يا نصري وتتهاوى المفردات

أيها العملاق في ندرة الصوت ودفئه، وعطائك الذي أغنى ذاكرتنا الوطنية والشعبية وأنعش أحلامنا في زمن الصفاء السائد على أي تلوث، نعود إليك اليوم لنعتذر منك، لأننا تأخرنا قليلاً عن زيارة كرمك ومرجك العامرين بالجمال والأصالة ولم ننسكَ… وعينك، «عين حيرون» التي رويت قلوبنا وعقولنا من عنفوان مائها السلسبيل غدت سواقٍ تقاطر الشاربون اليوم ليعبّوا من معينها ومعينك… يا نصري… لمّا تزل جون وفية لذكراك، وكذلك هذا الوطن الرافض لكل نشاز، غفا مئات ومئات مروا على المسؤوليات الرسمية والمحلية من منحك ما تستحقه من تقدير، لكنك لم تغادر الوجدان، فها أن وزارة الثقافة وبشخص معالي الوزير الدكتور غطاس خوري يعيد بحضوره ورعايته اعتراف الدولة اللبنانية بحقك في التكريم، وله على ذلك ألف شكر وتحية.

ولم يتردد وزير الاتصالات لحظة واحدة في التوقيع على قرار منحك طابعاً بريدياً تذكارياً وهو من أرفع الأوسمة التي تمنحها الدول لمبدعيها، وسوف نشهد قريباً بعد استكمال أعمال التصميم والطباعة من قبل ليبان بوست، عرساً آخر يحتفي بمجدك غير الضائع”، مثنيا على دور نائب المنطقة الدكتور محمد الحجار من تسهيل ورعاية لهذه الخطوات، وحيّا جهود رئيس البلدية على جهوده في هذا التكريم وهذه البادرة، شاكرا عائلة الفنان الراحل التي وقفت وقدمت كل التسهيلات لانجاح الفكرة التي اعادت الاعتبار الى الوالد الذي له في كل بيت من بيوت جون عائلة ومكانة.

وشكر باسم الجمعيات المشاركة كل المشاركين، واعلن اطلاق مئة ميدالية محفورة ومذهّبة لنصري شمس الدين تم تنفيذها في شركة عبد الله عبسي بعلبة فاخرة تحمل شعار وزارة الثقافة وتوقيع نصري، بالاضافة الى ست بطاقات بريدية لصور نادرة للفنان راحل ضمن علبة اعدت لهذه المناسبة وزعت على الحضور.

ثم كانت كلمة النائب محمد الحجار فقال: نصري شمس الدين، إبن البلدة الجميلة جون٬ إبن الإقليم الغني برواده وكباره٬ ترك مئات الأغاني وشارك في عشرات المسرحيات٬ عرف لبنان معه وفي عهده المسرح الغنائي الرحباني الجامع للنص والحركة والموسيقى٬ وكان رائداً له مع كباره في أعمال أشادت بالوطن ومحطاته٬ بالعواطف الراقية٬ بالأمثال والقصص التي نعتز بها.

نصري شمس الدين قامة ملأت أفق الفن اللبناني ٬ وحققت صلة الرحم بين الغناء والموسيقى والمسرح. إنه المتألق فنياً٬ والشامخ غنائياً٬ والمبدع مسرحياً٬ والذي أوصل السعادة الى قلوب الأجيال قبل أن يترجّل عن صهوة العطاء وهو في ذروة مجده بعد أن شارك في رسم معالم الأغنية اللبنانية وأصبح علامة فارقة مع باقة الرحابنة الملهمين.

واعتبر ان “الموسيقى والغناء يبعدان المتذوق لهما والمتأثر بهما عن السلبية٬ وعن التطرف بكل أشكاله، بل يدفعانه ربما إلى المحبة وأكيد إلى المشاركة وإلى رقي العواطف والإحساس.

وتابع: للأسف لبنان الرسمي لم يكرم قبل الآن نصري شمس الدين مثلما كَرَّم كباراً آخرين مستحقين مثل وديع٬ صباح وفيروز. اليوم تستذكره قريتُه ومجلس بلديتها وجمعيات وأصدقاء له٬ أهلُه ومحبو فنه. وتستذكره منطقتُه، إقليم الخروب الذي يفتخر بفنان كبير مثِله٬ صَدَح صوتُه في فضاء الأغنية اللبنانية. اليوم تكرّمه وزارة الثقافة بشخص الوزير الصديق غطاس خوري برعايته لهذا المهرجان٬ فشكراً لك معالي الوزير

وتمنى الحجار من الوزير خوري ولمناسبة إطلاق وزارة الثقافة الخطة الثقافية للخمس سنوات القادمة “أن يكون للموسيقى وللغناء الشعبي دور مهم إستيعادي وتشجيعي في هذه الخطة، فكفانا أغاني هابطة لا تمثل التراث ولن تمثل بالأكيد المستقبل الذي نصبو إليه.

وتوجه “بالشكر إلى معالي وزير الإتصالات جمال الجراح الذي عندما زرته برفقة رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الجنوبي٬ رئيس بلدية جون الصديق جورج مخول٬ وأبناء نصري مصطفى وألمازة٬ ورئيس جمعية بيت المصور كامل جابر٬ وصاحب معرض خليل برجاوي لطوابع البريد٬ ورئيس منتدى صالون الخميس – حفظة الذاكرة الجار المهندس عبدالله عبسي٬ وقدمنا لمعاليه طلب إصدار طابع بريدي تذكاري لفناننا الكبير٬ فوقّع فوراً بالموافقة عليه.

وختم: نحن على هذا الخط الثقافي الفني التربوي٬ نقيم هذا المهرجان٬ نعلّم٬ ونستمع ونردّد، كلنا ثقة أن نصري وأمثالَه معلِّمون للذوق الفني٬ وطنيون إنسانيون أكثر من متبجحين ومدّعين كثيرين. هذه سياستنا، البناء والتخطيط لجيل جديد٬ سنراه ناجحاً إن شاء الله في كل مكان٬ في الوظيفة٬ في الخدمة الوطنية٬ وفي رفع شأن لبنان وشعبِه.

ثم تحدث راعي الحفل وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري فاكد ان الوزارة ستعوّض عمّا في القلب لنصري عبر الاوركسترا الوطنية الشرق عربية بقيادة المايسترو اندريه الحاج، وقال ان جون هذه البلدة الجميلة التي يتعايش فيها ابناؤها ويتشاركون الحياة الواحدة هي المثال الحقيقي للبنان. من لم يستمع لنصري شمس الدين، فهو يفتقد شيئا من هويته الوطنية، هناك شيء بهويتنا يرتبط باسماء الكبار امثال نصري ووديع الصافي والرحابنة وغيرهم.

وختم: هذا التكريم اتى متأخرا، انما اعدكم اننا سنعمل المزيد وسنتشارك مع رئيس البلدية باقامة مكتبة وطنية موسيقية للفنان نصري في جون، هذه المكتبة ستكون لتعليم التراث الشعبي، وسيكون في جون خير سفير لنصري.

كلمة العائلة القاها ابن الفنان الراحل مصطفى شمس الدين، فشكر كل من ساهم بانجاح هذا المهرجان لتكريم والدي الفنان نصري شمس الدين، وخصّ بالشكر وزير الإتصالات جمال الجراح، ووزير الثقافة غطاس خوري، ورئيس بلدية جون جورج مخول، وكل من عمل وسهر في التحضير لهذا المهرجان من المؤسسات المشاركة، ووقف الكنيسة، واوركسترا الشرق عربية، الفنان جيلبير جلخ، وفرقة الفنون لثانوية الصباح النبطية، وشكر لكل من حضر، متمنيا للبنان السلام الدائم.

ثم وزعت الميداليات الذهبية على عدد من الفعاليات، كما وزعت بطاقات بريدية تحمل صورا نادرة للفنان نصري على الحضور، ثم قدمت فرقة الفنون في ثانوية الصباح الرسمية في النبطية رقصات فلكلورية (دبكة) على اغاني نصري، وفي الختام انشد جيلبير جلخ مجموعة من اغاني نصري على وقع الاوركسترا الشرق عربية بقيادة المايسترو اندريه الحاج.