عن المرياع والقرقاع والحكّام العرب

 المرياع
المرياع


المرياع هو شيخ قطيع الغنم، أصله خروف ابن ساعته لم يذق حليب أمه ولم يشرب حليب اللبا منها (واللبا هو سائل يخرج من الثدي في أول أيام بعد الولادة ويتكون فقط في الأسبوع الأول والثاني بعد الولادة ثم يختفي وهو غني بالمواد الغذائية والأجسام المضادة لزيادة مناعة الوليد ومقاومته للأمراض)

يتم فصل المرياع عن أمه منذ ولادته، ويتم إرضاعه من حمارة أو من زجاجة موضوعة في خرج حمار، ومع مرور الزمن يصبح الحمار بمثابة أمه وأبيه أينما ذهب، حيث يبقى حوله وخلفه، وفي مرحلة متقدمة من عمره يتم خصيه والعناية به ليسمن ويوضع في رقبته جرس خاص يسمى «القرقاع» لتصبح مهمته قيادة القطيع خلف الحمار المدرب على السير باتجاه المرعى…

وكلما سار المرياع يدندن الجرس وهي إشارة للقطيع ليلحق به وهكذا دواليك…!

هذه المعلومات القيمة وضعها على حائطي في الفيس بوك، أحد الأصدقاء ذات يوم، ووضع صورة كبش عظيم الشأن، ليدعم الكلمة بالرسم، يسترسل صديقي، فيقول.. تحضرني قصة هنا وهو أن مرياعا سار بالقطيع في منطقة وعرة حتى وصل إلى حافة واد سحيق …. فانزلقت قدماه فسقط أسفل الوادي فما كان من باقي القطيع إلا أن لحقه – بحكم الاقتداء – واحدا تلو الآخر كون النعاج والخراف اعتادت أن تقاد …..!

إن بين البشر من هم على شاكلة الغنم لا يحلو لهم السير إلا خلف مرياع ودون أدنى تفكير …!؟ المهم أنه عندما يسير المرياع يسير القطيع كاملا وراءه ويتبع خطاه مُعتقداً أنه يسير خلف الخطا الواثقة لزعيمه البطل …

ولكن المرياع ذو الهيبة العظيمة المَغشوشة لا يسير إلا إذا سار الحمار أمامه ولا يقدم على تجاوزه أبداً.

عندها يتلخص المشهد في المعادلة التالية: الأغنام خلف قائدها وقائدها خلف الحمار.

هذه المعادلة تنطبق الى حد كبير على الكثير من زعماء القوى السياسية المحلية وعلى أغلب الحكام العرب فالشعب الذي يسير خلفهم يكون كالأغنام..

كل واحد منهم مرياع يسير خلف راعي دولي يرضعه الخيانة مع الولاء الأعمى لها!

تعليقات: