الطبسون حيوان مهدد بالانقراض


صرخة قبل فوات الآوان لصيادي الجنوب: الطبسون من الحيوانات المهددة بالانقراض في لبنان رغم أنه يحمي الأخضر ويحافظ على التوازن البيئي.

كان صيادو الطيور حتى الأمس القريب يصادفون "الطبسون" مستمتعاً بأشعة الشمس، أثناء ممارسة هوايتهم المفضلة لأنه غالباً ما يعيش في بيئة صخرية وسط المرتفعات ويأنف المناطق المنخفضة الإرتفاع، محتمياً مع صغاره من الصيادين والفضوليين.

أعداد الطبسون تراجعت كثيراً في الآونة الأخيرة، وأدرج في قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض في لبنان، بعدما اختفى من بعض المناطق نتيجة التمدد العمراني من جهة ووجود المقالع والكسارات من جهة أخرى، إلاّ أنّ معظم الصيادين لا يزالون يطاردونه طمعاً بلحمه الطري. حيوان "غامض" إذا سألنا البعض عن هذا الحيوان اللبون، سنكتشف أنهم لا يعرفون شيئاً عنه. لذا، لا بدّ من أن نشير الى أنه غير معروف كثيراً ومثير للجدل. فهو يوصف بالغموض من عارفيه، حتى في المرويات الشعبية لم يلقَ اهتماماً لأسباب يعزوها البعض الى بيئته الوعرة وبقائه بعيداً من الانسان، باستثناء الاشارة الى تشبيه موفوري الصحة بـِ "متل الطبسون". علماً أن الدراسات العلمية لم توصّفه، في ما عدا توصيفه فيزيولوجياً وعلمياً ودراسة بيئته، فلا دراسات وافية عنه، بدليل أن كل الدراسات المتوافرة لم تذكر أهميته في التوازن البيئي. ويقول صياد عتيق "كنت أصطاد الطبسون في الستينات من القرن الماضي، واقوم بسلخه وتنظيفه قبل طبخه. وكان شائعاً آنذاك اصطياد هذا الحيوان في منطقة المتن الاعلى، علماً أن لحمه لا يتميّز بشيء عن سائر أنواع اللحوم المعروفة". وأشار الى أن معظم الصيادين كانوا يفضلون اصطياد هذا الحيوان، لذا كانوا يعمدون الى نصب الافخاخ له ولغيره كالنيص والغرير". يقلّم الشجر ويحفظ الغابات يعرف الطبسون علمياً باسم Procaviacapensis، وهو من الثدييات الصغيرة والتي تعيش ضمن مجموعات يترأسها ذكر بالغ، وهو لا ينتمي الى فصيلة القوارض بل الى الظلفيات وهي حيوانات شديدة الحذر. وتعزو الجمعيات البيئية تراجع أعداد الطبسون الى الصيد الجائر والتمدد العمراني وانتشار الكسارات، علماً أنه يتغذى بالنباتات وأوراق الشجر، ولا يحتاج الى شرب الماء لأنه يحصل علية من غذائه. يعيش في تجاويف الصخور لأنه لا يستطيع الحفر، وتقارب مدة حمل الأنثى 6- 7 أشهر. لا يستطيع الطبسون تنظيم درجة حرارة جسمه كبقية الحيوانات ذات درجة الحرارة الثابتة، بل تتذبذب درجة حرارته وفق حرارة المنطقة المحيطة به، لذا يفضل الجلوس دائماً في الشمس الدافئة. وتتولى الأنثى تأدية دور الحارسة الشجاعة وتحذر صغارها من أي خطر داهم من بنات آوى والنسور وغيرها. لدى الطبسون 21 صرخة مختلفة، ويحمل في ظهره غدداً تفرز هرموناً يحدد منطقة نفوذه من الطباسين الأخرى، ويتوزع على ثلاثة انواع في لبنان: طبسون الصخر Rock Hyraxes وطبسون الغابات Heterohyraxbrucei وطبسون الشجرDendrohyraxarboreus. ويعتقد العلماء أن الطبسون والفيل انحدرا من أصل واحد يرجع إلى 7 ملايين سنة. وتُشير الدراسات إلى خاصية أخرى تميّز الطبسون هي أنه "أقرب حيوان إليه هو الفيل في التشريح وله الرائحة نفسها تقريباً". ورغم وجود أعداد قليلة منه في مناطق بعيدة ونائية وشاهقة، فقد عثر باحثون على مجموعات من الطبسون في العبادية ورأس المتن (المتن الاعلى)، والشقيف (الجنوب)، وإقليم الخروب (الشوف) ونهر ابرهيم. لكن المجموعات الكبيرة موجودة في بعض المحميّات، مثل محميتي أرز نيحا وجبل موسى. أخيراً، يسهم الطبسون في المحافظة على التوازن البيئي لأنه يقتات انواعاً معيّنة من النباتات، ويوفر الحماية للغطاء الاخضر، ويعمل على تجديد الغابة، إضافة الى أنه يقلّم اغصان الاشجار حين يتناول قوته منها.


تعليقات: