على ورقة صغيرة دوّن عبد السلام العزّو مخطّط الأعمال الإرهابيّة التي أوعز إليه مركز قيادة تنظيم "داعش" في الرقة تنفيذها في لبنان. سارع الشاب إلى إرسال تلك الأهداف عبر تطبيق "تلغرام" إلى الأمير الأمني أبو خالد العراقي لأخذ "المباركة"، أبرزها كان تنفيذ عمليتين إنتحاريتين كبيرتين يُفترض أن توقعا أكبر عدد من الضحايا: العملية الأولى في الضاحية الجنوبية لبيروت والثانية في كازينو لبنان.
العملية الأولى تقضي بأن تدخل إلى الضاحية سيّارة إسعاف مجهّزة بمواد وعدّة طبيّة بالإضافة إلى طاقم طبّي، على أن تكون مفخّخة بحوالي 155 كيلوغرام من المتفجّرات. ينزل من الإسعاف "أخّان" (ينتميان إلى التنظيم) ويقومان بتفجير نفسيهما بحزامين ناسفين وذلك بعد أن تبتعد سيارة الإسعاف قليلاً عن المكان، لتنقل سيّارة الإسعاف نفسها إنتحاريّاً ثالثاً يفجّر نفسه وسط الناس بعد أن يتجمهروا في مكان الإنفجار.
أمّا الهدف الثاني، وفقاً للرسالة، فهو"كازينو لبنان المعروف من قبل الجميع، وهو موجود في منطقة جونية على الساحل اللبناني . عادة ما تكون فيه حفلات وهو يتكوّن من 5 طوابق تقريباً. يذهب إليه أخ بحجة السهر ويكون مجهّزاً بحزامٍ ناسف. وتوجد صالة أفراح في المكان، فيها فجور وفسق والعياذ بالله ويتمّ التنفيذ داخل الصالة. أمّا إذا أراد دخال السلاح فينفّذ إطلاق نار ثمّ الدخول بالحزام والهدف صليبي والعمل ناجح بإذن الله... والله من وراء القصد".
قبل تنفيذ المخطّط وفي عملية أمنية مُحكمة تمّ توقيف عبد السلام العزو مع شقيقه "حمّد" و"أحمد" والسوريين عبد السلام الرحون وسليم الخطيب وحسّام الحمّود، وجرى الإدّعاء عليهم بجرم "الإنتماء إلى "داعش" وتشكيل خلايا أمنيّة بهدف تنفيذ عمليتين كبيرتين في لبنان واستقبال إنتحاريين لتنفيذهما والهجوم على مراكز الجيش في عرسال العام 2014 والتخطيط لخطف أحد رجال الدين".
باستجواب الرأس المدبّر لتلك العمليتين عبدالسلام العزو، اعترف بالإنتماء إلى تنظيم الدولة الإسلاميّة وتدوين أفكاره على ورقة وإرسالها عبر أحد مواقع التواصل الإجتماعي إلى أحد مسؤولي "داعش" أبو خالد العراقي الذي طلب منه القيام بعمل أمني في لبنان، مشيراً إلى نيّته القيام بما يلي:
. تفخيخ سيارة الأسعاف المنوي تفجيرها في الضاحية الجنوبيّة.
. وضع تصوّر واضح للتفجير الأوّل ولتفجير الكازينو.
.الحصول على تمويل من قبل قيادة "داعش" في الرقة قبل تنفيذ العمليتين، وإلّا وفي حال تأخّر التمويل خطف أحد رجال الدين المسيحيين أو أحد رجال الأعمال ليصار إلى إطلاقه لاحقاً مقابل كفالة ماليّة.
وأقرّ الموقوف بعرض الأهداف على شقيقيه من أجل معاونته، في حين اعترف شقيقه "محمّد" أنّ "عبد السلام" كان لديه مخطط ينوي تنفيذه في لبنان وطلب منه مساعدته فيه من دون أن يُخبره تفاصيله.
هذا وذكر الشقيق الثاني لعبدالسلام المدعى عليه أحمد العزو أنّه تلقّى إتصالا من "عبد" يخبره فيه أنّه سينقطع عن الإتصال بهم من دون إخبارهم بالتفاصيل.
وقد حدّدت المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله يوم الخامس من تشرين الأول المقبل موعداً لإستجواب الموقوفين.
ويواجه "عبد السلام" قضية مماثلة جرى استجوابه فيها اليوم لدى القاضي هاني حلمي الحجّار تتعلّق بتجنيد إنتحاريين والتخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية في لبنان مع ثلاثة سوريين آخرين.
* المصدر: لبنان 24
تعليقات: