صيام يوم عاشوراء «حرام»

الحاج صبحي القاعوري
الحاج صبحي القاعوري


الجزء الأول:

ما هي قصة صيام هذا اليوم ، وكيف انتشرت ، ومن وراء هذا الحدث والأسباب التي دعت من وراء الستار لنشره والتركيز عليه .

جاء في صحيح البخاري - كتاب الصوم - الحديث 2004 عن ابن عباس ، أن النبي (ص) لما قدم المدينة رأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فسأل ما هذا؟

قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى

فقال: أنا احق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه.


وقبل البدء بالتعليق على صحة هذا القول من عدمه ، نود القول بأن النبي ( ص ) لما ورد المدينة وبإتفاق أهل السير ورد في شهر ربيع الأول ، ولو صام هذا اليوم فعلاً ، وهو محل شك ،فإنما صام العاشر من شهر ( تشري ) وهو الشهر الذي تصوم فيه اليهود ، وكان دخوله المدينة في ربيع الأول وفي هذا اليوم صادف يوم العاشر من شهر ( تشري ) ، وليس العاشر من شهر محرم .


بمجرد القول كما ورد في صحيح البخاري الحديث 2002و 2004 بأن النبي ( ص ) صام يوم العاشر من شهر ( تشري ) وأمر بصيامه ، والأخذ في هذا القول تكون الرسالة الإلاهية موضع اخذ ورد حيث قال الله سبحانه وتعالى : وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113النساء) ،

التشديد هنا على علمك ما لم تكن تعلم ، اي علمك كل الأمور حتى المخفي منها ، وهذه ميزة اجاد الله بها على النبي محمد ( ص ) عن غيره من الأنبياء .

الذي يعلم بأمر من الله هل يخفى عليه صيام اليهود ؟

وكذلك قال: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (4)

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ (5) سورة النجم .

وما ينطق عن الهوى ، يعني انه لا خطأ ولا خطيئة في اقوال محمد ، وكذلك في افعاله للملازمة بين العصمة في الأقوال والعصمة في الأفعال .

إن هو إلا وحي يوحى ، وضمير هنا راجع للقرأن لأن محمداً ( ص ) ليس بوحي بل موحى إليه .


علمه شديد القوى ، وشديد القوى جبريل لصفاته التي تؤهله لأمانة الوحي وأدائها لأنبياء الله ورسله ، والنبي ( ص ) اخذالقرأن من جبريل عن الله .

نستنتج مما ورد بأن هناك تشكيك في الرسالة :


١- مجرد اعتراف النبي ( ص ) في يوم العاشر من ( تشري ) بأنه صيام وأمر بصومه على انه هو احق بموسى، دليل قاطع عدم الإعتراف بالرسالات ، التي جاءت تدريجياً ، كما لو بسطنا الأمر عندما يدخل الطفل الروضة ومن ثم الإبتدائية والمتوسط والثانوي والجامعة ، وهكذا كانت أوامر الله عندما بلغ نبيه ابراهيم بأن مهمتك التبليغ بوجود خالق واحد وهو رب واحد ، ومن ثم الأنبياء من بعده حتى تهيأ العقل البشري لقبول الرسالات المكتوبة ، فأنزل التورات على سيدنا موسى ومن ثم الإنجيل على سيدنا المسيح حتى اصبح البشر مهيأ تماماً لقبول الفرائض وتقيد المجتمع المدني بما له من حقوق وما عليه من واجبات .


٢- نسبة الصوم يوم العاشر ، وهو صوم اليهود ، الى النبي ( ص ) ما هو إلا استخفاف بالنبوة وبالرسالة ، لأن الأيادي التي كانت خلف هذا الخبر تدرك وتعي تماماً ماذا تريد من وراءه ، وهو لا نبوة لمحمد ولا رسالة نزلت عليه ، ولو كان نبياً ورسولاً كما يدعي ما كان ليقر ويأمر بصيام هذا اليوم لأن الصيام فريضة الهية وأمره دليل على عدم النبوة ، وبالتالي لا يوجد قرآن منزل من الله سبحانه وتعالى .

*الحاج صبحي القاعوري - الكويت

الجزء الثاني من مقالة الحاج صبحي القاعوري: صيام يوم «عاشوراء» حرام

تعليقات: