لم يحدد دندش بعد مشاريعه لحياة الرفاه المُقبل عليها
ماذا يعني أن تصبح غنيّاً بين ليلةٍ وضحاها؟ وأن تكون مواطناً فقيراً يشقى ويسعى لقليلٍ من الرزق، ثمّ تتحول إلى صاحب ثروةٍ في يده مليون و700 ألف دولار أميركي؟
هذا ليس حلماً. إنّها حقيقةٌ يعيشها أحمد دندش البالغ 60 عاماً. ورقة اللوتو قلبت حياته رأساً على عقب، منذ أن تبلّغ فوزه بالسحب في 25 أيلول. لا يزال دندش تحت وقع الصدمة. "الفقر مؤلم لكن الغنى المفاجئ يؤلم أيضاً"، تقول شقيقته ليلى.
دندش بائع السمك، الذي كان يجول بسلّته في شوارع طرابلس نهاراً، ويحرس قصر النائب فيصل كرامي ليلاً، أفقده "الرِبح" وعيه وأصاب صحته. بعدما عرف نفسه فائزاً، "لم نصدق الخبر مثله". جلس على الكنبة، قلبه يكاد يخرج من صدره وهو يخفق، وجهه يحتبسُ دماً أحمر، ويداه ترتجفان. حدّث نفسه محتاراً، بصوته المبحوح ولهجته الطرابلسيّة القديمة: "مين أنا؟ كيف يعني صرت غني؟ لمين هول المصاري؟ شو بدي أعمل فيهم؟".
عندما قصدنا منزل دندش، في أحد الأحياء القديمة في منطقة الزاهرية، طرقنا الباب ولم نجده. بعضُ جيرانه يقولون إنّه "صار خواجة" وترك بيته المتواضع. وبعضهم الآخر يرجح أنّه هرب من الأقارب والجيران خشيةً من طمعهم بثروته المستجدة. لكنّ، شقيقه محمد يشير إلى أن دندش "الذي قبرتْ ورقة اللوتو فقره"، هو خارج طرابلس لـ10 أيّامٍ تقريباً، إلى حين أن يستوعب معنى أن يكون ثرياً، وقد كسر هاتفه الخليوي كي يرتاح من الاتصالات التي انهالت عليه إمّا مُهنّئةً أو سائلةً عن "الحلوان". "الذين كانوا لا يرمون السلام عليه، اتصلوا به للتعبير عن محبّتهم له".
لم يحدد دندش بعد مشاريعه لحياة الرفاه المُقبل عليها. لكنّه قبل أيّ شيء سيشتري المنزل الذي يسكنه، بعدما هدده صاحبه بالطرد بسبب التأخر عن دفع الإيجار. أمّا أولاده الأربعة فمتحمسون إلى تحقيق أحلامٍ كانوا يظنّونها مستحيلة.
المصدر: المدن
تعليقات: