إستطاع الممثل والمخرج اللبناني قاسم إسطنبولي من إعادة فتح منصات ثقافية تاريخية بعد عقود من الزمن على إقفالها في مدينتي صور والنبطية جنوب لبنان، حيث أنشأ مسرح إسطنبولي في مدينة صور عام 2014، وهو مسرح صغير يطلق عليه مسرح الغرفة، من ثم أعاد إفتتاح «سينما الحمرا» في مدينة صور بعد 30 عاماً من الغياب، وأسس مهرجان صور الدولي في المسرح والسينما والموسيقى لدورات متتالية بمشاركة فنانين لبنانيين وعرب وأجانب، كما وأعاد إفتتاح «سينما ستارز» في مدينة النبطية بعد 27 عاماً من الإقفال وأطلق فيها مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي، فضلاً عن تأسيس «محترف تيرو للفنون» للتدريب المجاني بالمسرح والسينما والتصوير والرسم، وذلك لتعزيز القدرات والمهارات الفنية لدى الشباب، ويقوم فريق المسرح حاليّاً بالعمل على إعادة تأهيل“سينما ريفولي" في مدينة صور بعد 29 عاماً من الإقفال.
وقد أنجز أعمال مسرحية مع الطلاب منها "في انتظار غودو"،"من أجل السلام" ، "تخ تخ تو"، "مرحبا"، "غالي والشعب رخيص" وأقام معارض رسم وصور فوتوغرافية وأفلام قصيرة، وقد تخرّج من المحترف حوالي 70 طالب وطالبة، ومن الأعمال المسرحية التي قدمتها الفرقة والتي تختص في عروض الفضاء المفتوح ومسرح الشارع : "قوم يابا" ،"نزهة في ميدان معركة"، "زنقة زنقة"، "تجربة الجدار"،"البيت الأسود"،"هوامش"،"الجدار"،"عرس النصر"، "حكايات من الحدود "،"مدرسة الديكتاتور"، "محكمة الشعب" ، "نساء بلا هوية"، وقدمت جميعها في مسارح ومهرجانات وعرضت أمام السفارات وفي الساحات العامة وعلى الأرصفة .
وشاركت الفرقة في عدد من المهرجانات المحلية والدولية في كل من تونس والجزائر والمغرب والكويت وسوريا والأردن والعراق وإسبانيا والبرتغال وهولندا وإيطاليا وفرنسا وتشيلي وتركيا وجورجيا واليونان وبليجيكا ولبنان ،وحصدت الفرقة جائزة أفضل عمل مسرحي من وزارة الثقافة اللبنانية في مهرجان الجامعات عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان "عشيات طقوس" في الأردن عام 2013، أما عمل "تجربة الجدار" الذي شارك في مهرجان ألماغرو الإسباني فيعتبر أول عمل عربي يدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان في العام 2011.
وفي العام 2015، أسس مع فريق المسرح «جمعية تيرو للفنون»، وهي جمعية غير حكومية تهدف إلى تفعيل الحركة الثقافية والفنية في المناطق والقرى المهمشة من خلال إيجاد منصات ثقافية وإقامة الورش التكوينية والنشاطات الفنية، وشاركت الجمعية في تنظيم مهرجان السينما الأوروبية، والسينما تقاوم، ومهرجان الربيع، ومهرجان سينما على الطريق، ومهرجان بيروت للأفلام الفنية الوثائيقية، ومهرجان فيلم 100 ثانية، ومهرجان أيّام فلسطين الثقافية، وذلك في الحمرا و ستارز.
ووقعت إدارة المسرح إتفاقية تعاون ثقافي بين صور وبغداد، وبين النبطية وكوردستان العراق، وعقدت شراكة سينمائية مع مهرجان الصيف السينمائي في مدريد، وأقامت تبادل ثقافي بين طلاب تيرو للفنون وطلاب مدرسة ريتفيلد في هولندا، وعرض طلاب المحترف ولمناسبة اليوم العالمي للسلام عرض شارع تم بثه مباشرة من مقر الأمم المتّحدة في جنوب لبنان إلى مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك بحضور الأمين العام “بان كي مون” وطلّاب من مختلف أنحاء العالم ، وأنتج المسرح أعمالاً لشوشو الإبن منها "جوَا وبرَا" و"حكاية العم شوشو".
هذا وتأثّر إسطنبولي بمسرح أرابال وبريشت ولوركا وبيتربروك والمسرح الفقير، وقام بتدريس المسرح في عدد من المدارس، وشارك في أعمال درامية وسينمائية منها: "فويه ألبير" لبرونو طبال، و"الغالبون" لباسل الخطيب ، و"درب الياسمين" لإيلي حبيب، "وهلق لوين؟" لنادين لبكي، و"33 يوم" لجمال شورجة ، و"المحضر" و"رمشة عين" لشادي زيدان، و"أيودي" لفرقة مشروع ليلى، من إخراج نويل بول .
تعليقات: