ميشو معوّض
يُبدي الرئيس المصري محمد حسني مبارك اهتماماً خاصاً بالأزمة اللبنانية. كلّف نفسه عناء الاجتماع بقائد الجيش ميشال سليمان. خرج التوافق على سليمان مرشّحاً رئاسيّاً إلى النور. وحين تعذّر عقد جلسة الانتخاب، رفع مبارك الصوت عالياً، محذّراً من خطورة الوضع ومن «ضياع لبنان». وهدّد مبارك بـ«نفض يده» وأيدي الآخرين من القضية اللبنانية، إذا ما استمرّ الوضع على حاله.
طبعاً، لا بدّ في البداية من شكر الرئيس مبارك. لكن ينبغي، في الآن نفسه، الإشارة إلى ارتكابه خطأً أسهم في تفاقم الأزمة. إذا كان الرئيس المصري مهتمّاً فعلاً بحلّ الأزمة اللبنانية، فلمَ لا يعاملنا كما يعامل بلده؟ لمَ لم يرشّح للرئاسة عندنا السيّد إميل إميل لحود؟ شاب نشيط، ونائب في البرلمان، وفيه من الميّزات الشخصيّة ما يذكّر بالمرشّح للخلافة المصرية السيّد جمال حسني مبارك. لمَ اللجوء إلى الجيش ما دامت الخلافة مؤمّنة وبطرق سلسة، وخصوصاً أنّ مصر التي اعتادت منذ الثورة رئيساً من صفوف الجيش، تغيّر اليوم عادتها بعدما اكتشفت نعمة التوريث. فلمَ الإصرار على حرمان لبنان هذه النعمة؟ وإذا كان ثمّة إشكال حول شخص السيّد إميل إميل، فقد أنجب الرئيس الياس الهراوي عدداً من الأبناء. لمَ لا يُستفاد منهم؟
إنّه لمن دواعي الأسف أن يمعن القادة العرب في تعميق الأزمة، فيما الحلول بمتناول اليد.
أف... نسينا ميشو معوّض.
تعليقات: