غالباً، لا تكفي الكلمات لتنقل للطفل أو الطفلة مدى حبّ الأهل. قد يكرّر الأهل كلمة «أحبك» 50 مرة يومياً على مسامع الطفل وبشكل روتيني، بينما لا يجب أن يغيب عن بالهم أنّ التعبير عن الحبّ بالأفعال يبقى أساسياً وربما أهم من التعبير بالكلام، خصوصاً أنّ الأفعالَ تُثبت صحّة الكلام.تلفت المحلّلة النفسية الفرنسية ليليان هولستاين إلى أنّ العلاقة بين الأهل والأبناء شهدت تطوّراً كبيراً خلال العقود الماضية، إذ انتقلت المجتمعات من حقبةٍ أهمل فيها الأهل قولَ كلمات الحب على مسامع الأبناء والبنات الصغار إلى فترة يَستخدم فيه الأهل مفردات الغرام مع أولادهم. ولكن، في وقت يبالغ فيه الكثيرُ من الأهل في قول كلمات الحب كيف تؤكّدون حبكم لطفلكم دون اللجوء إلى ترداد كلمة «أحبك» طوال الوقت؟
قول «أحبك»
طبعاً، يحتاج الطفل إلى سماع كلمة «أحبك» ولكنّ ترداد هذه العبارة على مسامعه بشكل كبير جداً يُفرغها من معانيها ويحثه على الإجابة بـ «وأنا أيضاً». كلمة «أحبك» يجب أن تنبع من القلب ولا أن تُسمَّع للطفل وكأنها إجراء روتيني أو عبارة يجب قولها.
وتذكّروا أنّ قولها يكون من أجل الطفل وليس لتحرّر الأهل من الشعور بالذنب لأنهم لا يمنحون أبناءَهم وبناتهم الوقت أو الاهتمام الكافي، كما لا يجب أن يردّدَ الأهل كلمة «أحبك» فقط بهدف سماعها في المقابل، من الطفل.
«نحن فخورون بك»
قول «نحن فخورون بك» للطفل أو «نحن نثق بك» قد يكون أحياناً أهم من كلمة «أحبك». فبالنسبة للأطفال والمراهق، فخرُ أهلهم بهم ومنحِهم الثقة أهم من ترديد كلمات الحب.
إختضانُ الطفل
تؤكّد المحلّلة النفسية أنّ الحنان هو عطر الروح، وعندما تشعرون أنّ الطفل بحاجة للحنان لا تتردّدوا في إحاطته بالرعاية الجيدة والاهتمام بتفاصيل حياته.
إحترام رغباته
من المهم أن يصغي الأهل للطفل ويأخذوا رغباته بعين الاعتبار، فلا يطبّقوا في حياته طوال الوقت ما يرونه صائباً فقط، ويجبرونه بالتالي على القيام بما لا يحب.
مثلاً كانت والدة «سامر» تحلم بأن تصبح عازفة بيانو ولكنّ أهلها لم يوفّروا لها الإمكانات في صغرها. عندما رُزقت بابنها قرّرت تحقيقَ حلمها من خلاله، وأخذت تحثّه وحتّى تجبره على متابعة دروس في العزف على الـ»بيانو»، بينما لم يكن يحب ممارسة هذا النشاط إنما القيام بنشاط رياضي. من هنا، إنّ احترام رغبات الطفل ضروري ليتمكّن من تحقيق نفسه، والثقة بقدراته وبناء شخصيّته.
منحه الوقت
يجب أن يمنح الأهل طفلهم الوقت والاهتمام ليشعر بحبهم، فلا يكونوا «مش فاضيين» دائماً. تخصيص الوقت له، ومشاهدة الرسوم المتحركة معه مثلاً أو قراءة قصة له قبل أن ينام، ودعوته للمشاركة في تحضير قالب حلوى من النشاطات التي تسرّه إلى حدّ كبير.
الاستماع
من المهم أن تصغوا للطفل أو الطفلة عندما يأتي أحدُهما ليخبرَكم عن يومه في المدرسة أو عن فترة لعبه مع الأصدقاء... وإن لم يكن أبناؤكم وبناتكم من الذين يبادرون إلى الكلام لإخباركم عن يومياتهم، اسألوهم عن ما فعلوه اليوم، فذلك يُثبت لهم اهتمامَكم بهم. وحاوِلوا إظهارَ الدعم للطفل في حال أخبركم عن مشكلة معيّنة يواجهها، إذ يجب أن يشعر أنكم بقربه في كل الأوقات وأنكم مستعدون للتصرّف بسرعة لمساعدته.
مفاجأته
لا يكون التعبير عن الحب بصرف الأموال الطائلة عليه ما يُعتبر وسيلة سهلة جداً للتعبير عن الحب بالنسبة للأهل الأغنياء، وإنما بلفتات صغيرة تُظهر للطفل اهتمامَ أهله وتفكيرَهم به.
الإحاطة بالطفل
رسم الحدود للأبناء والبنات وتذكيرهم بما يمكنهم فعله وبالمحظورات يوضح لهم أنّ أهلَهم يحبونهم.
حبّ الشريك
شعورُ الطفل بأنّ أمّه وأباه متحابان يهدِّئه ويطمئنه بشكل كبير، ويُفهمه بأنه يعيش في كنف عائلة لكل شخص فيها مكانته. ويجب تفادي قول كلمات الحب بكثرة للطفل إذا كنا لا نقولها للشريك، فلغةُ الحب والغرام في هذه الحالة قد تشكّل اضطراباتٍ للطفل خصوصاً في مرحلة «أوديب» أي وهو بين 3 و 5 سنوات من العمر.
الأمّ الهادئة
ببساطة، إنّ الأم السعيدة تُشعر أولادها بالحب، فهم يفضلون الأمَّ الهادئة والمسترخية وغير المشنَّجة.
تعليقات: