لمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور، وتحت شعار " 100 عام على وعد بلفور والمقاومة مستمرة"، نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في منطقة صور ندوة سياسية - فكرية تحت عنوان " فلسطين بين وعد بلفور وإعلان أوسلو "، تحدث فيها الكاتب والباحث الفلسطيني جابر سليمان، وذلك في قاعة مركز الشباب الفلسطيني - مخيم البرج الشمالي.
استهلت الندوة بترحيب من إحسان عقل بالحضور والأستاذ جابر سليمان، مشيرًا إلى أهمية القراءة الدقيقة والمسؤولة للتداعيات والنتائج الكارثية لذلك الوعد الذي ما زالت فلسطين والمنطقة تعاني من نتائجه.
واستهل الأستاذ جابر سليمان مداخلته بالتعبيرعن اعتزازه بوجوده بين أهله وشعبه في مخيم البرج الشمالي، كما توجه بالشكر للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وعرض سليمان للظروف التي سبقت ورافقت ما سمي " إعلان بلفور"، معتبرًا إياه سلسلة من الجرائم التي تعاقب عليها العدالة الإنسانية والقانون الدولي، مؤكداً في السياق ذاته على أن المطلوب ليس فقط اعتذار الحكومة البريطانية عما أقدمت عليه، بل مطالبتها بإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل إعلان بلفور، وإعادة الحق إلى أصحابه .
وتناول سليمان العديد من المفاصل التاريخية وكفاح الشعب الفلسطيني، في مواجهة المؤامرة منذ ما قبل إعلان بلفور وما رافقه، والانتفاضات والهبات الجماهيرية، متوقفًا أمام الثورة الفلسطينية الكبرى 1936-1939 باعتبارها مفصلًا تاريخيًّا ونضاليًا بارزًا في تاريخ كفاح الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى التآمر الدولي وتواطؤ بعض الزعماء العرب، بالإضافة إلى دور بعض القيادات الفلسطينية، وسوء تقديرها، ما أدى إلى إجهاض تلك الانتفاضة الكبيرة، نتيجة الخداع البريطاني .
كما توقف سليمان في مداخلته أمام نتائج النكبة الفلسطينية وما سبقها من قرارات دولية ظالمة منحت فيها العصابات الصهيونية كل التسهيلات السياسية والاقتصادية والعسكرية، كما ساهمت وغطت الكثير من المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية، التي أدت إلى اقتلاع شعب كامل من أرضه وإحلال مهاجرين من كل أصقاع الدنيا مكان أصحاب الأرض الحقيقيين .
كما تحدث عن مهمات نضالية هامة هي " الانتفاضة الأولى " في العام 1987 التي انطلقت لتؤكد تصميم الشعب الفلسطيني على رفض المؤامرات والمشاريع الهادفة إلى تصفية قضيته الوطنية، مؤكداً أن الانتفاضة، وبفضل نضالات وتضحيات الشعب الفلسطيني وما حققته من تغيير في موازين القوى، وما أحدثته من تغييرات على المستوى الوطني والقومي والدولي لصالح الشعب الفلسطيني.
واعتبر سليمان أن إعلان أوسلو كان خطأ تاريخيًا وقعت فيه القيادة الرسمية لمنظمة التحرير الفلسينية حينما ارتضت بالاعتراف بدولة (إسرائيل) مقابل اعترافها بالمنظمة ممثلا للشعب الفلسطيني، مشترطة تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، بالإضافة إلى ملحقات أوسلو الأمنية والاقتصادية.
ودعا سليمان إلى مراجعة نقدية شاملة لمسيرة ربع قرن من الزمان على عمر أوسلو، ووضع استراتيجية فلسطينية موحدة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني، باعتباره مشروع تحرر وطني، مشددًا على ضرورة إتمام تلك المراجعة وصياغة استراتيجية مقاومة تمكننا من استعادة حقنا بأقل االكلفة وبأقصر زمن ممكن .
وختم بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل كفاحه مهما اشتدت الصعوبات حتى استعادة حقوقه الوطنية على قاعدة " لا يضيع حق وراءه مطالب " .
وتلا المداخلة نقاش وأسئلة واستفسارات، أجاب عليها الأستاذ سليمان .
تعليقات: