ندوة في عين الحلوة تحت عنوان «بلفور.. مؤامرة القرن، ما العمل؟»


لمناسبة مئوية وعد بلفور، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، منطقة صيدا، ندوة سياسية تحت عنوان: بلفور.. مؤامرة القرن، ما العمل؟ في مكتب الشهيد سعيد الصالح " أبو صالح "، في مخيم عين الحلوة، قدمها عضو حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان، وأمين سر الحملة العالمية لحق العودة إلى فلسطين الدكتور عبد الملك سكرية، حضرها قيادة و كوادر و أعضاء الجبهة وأصدقاؤها في منطقة صيدا.

قدمت للندوة الدكتورة انتصار الدنان، حيث أكدت أن وعد بلفور كان أحد الأعمدة الرئيسية التي ثبتت قيام الكيان الصهيوني، و أنشأ كيانا سرطانيا في قلب العالم العربي، و قاعدة متقدمة للإمبريالية في المنطقة، و لن يمحى هذا الوعد ومفاعيله و تداعياته إلا بهزيمة الاستعمار العالمي وأدواته في المنطقة.

و تحدث الدكتور سكرية عن أن الحركة الصهيونية العالمية كانت تبحث عن وطن قومي لليهود، و بحث هذا الموضوع في مؤتمر بازل في سويسرا عام 1897، و كان هناك التقاء للمصالح بين أطراف الاستعمار مع الحركة الصهيونية، بحيث تحدث وزير خارجية بريطانيا عام 1905 هنري بزمان أن وراثة السلطنة العثمانية وزوالها يحتم تفتيت العرب إلى دويلات صغيرة، وزرع كيان غريب بينها يمنع وحدتها في المستقبل، وكانت فلسطين مرشحة لذلك، لموقعها الاستراتيجي في قلب العالم العربي وقربها من قناة السويس، والتقاء المصالح أنتج الوعد المشؤوم الذي أنتج مشروعا استعماريا لاستعباد المنطقة العربية برمتها، وكان العرب غائبين عن الساحة الدولية، وكانوا هم الضحية، ولأن مشروع وعد بلفور هو مشروع استعماري محمي من الاستعمار، وقد أنشأ هذا الكيان الاستعمار البريطاني منتصف الخمسينات من القرن الماضي، وحل مكانه الاستعمار الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، وكان الاشتباك حتميا بين الاستعماروتطلعاتنا المستقبلية، و بعد ظهور الثروة النفطية ازدادت شهية الاستعمار بوطننا العربي و ثرواته، فضلًا عن موقعه الجغرافي. وقد نجح هذا وعد بلفورنتيجة احتلال بريطانيا لفلسطين بعد الوعد بالقوة، وبريطانيا فتحت باب الهجرة على مصراعيه لليهود من كافة أنحاء العالم لمئات ألوف اليهود، وقد تم تدريب و تسليح العصابات الصهيونية " شتيرن - الهاجاناه - أراغون"، وبالمقابل تم تكبيل الشعب الفلسطيني، وقمع من يعترض أو يقاوم بطريقة وحشية، ومنع الفلسطينيين من امتلاك السلاح للدفاع عن أرضهم وعائلاتهم، ومنع قيام مؤسسات فلسطينية في فلسطين. والمحطة الثانية كان قرارالتقسيم عام 1947 من خلال قرار الأمم المتحدة رقم 181 حيث أعطى الصبغة الشرعية للمستوطنات التي أقامها الصهاينة على أرض فلسطين، وتم الاعتراف بقيام دولة الاحتلال الصهيوني على 55% من الأرض الفلسطينية، وهنا كانت الخطورة في القرار 181 لأنه ساهم بقيام و تبلورالمشروع الصهيوني، و كانت معظم الدول العربية ما زالت تحت الاستعمار، وقلة منها كانت مستقلة تحكمها أنظمة دكتاتورية، رجعية، مرتبطة بالاستعمار، هدفها البقاء على رأس السلطة. وعندما زرع الاستعمار الكيان الصهيوني زرعت بالمقابل أنظمة عربية عميله له، وظيفتها حماية هذا الكيان الصهيوني.

وتابع: لمعرفة كيفية أن نحمي، ونبني، ونحررأرضنا وأنفسنا، لا بد لنا أن نعرف من هم أعداءنا، أعدؤنا هم الاستعمار والكيان الصهيوني، والأنظمة الرجعية التي زرعها الاستعمار التي مازالت موجودة حتى يومنا هذا.

وأضاف: إن خرافة الجيش الصهيوني الذي لا يهزم والموساد الصهيوني الذي تحطم على أيدي رجال المقاومة في جنوب لبنان وغزة ، لم تعد سائدة، ولكن على الرغم من ذلك ما زال العدو الصهيوني يلجأ إلى غسل الأدمغة، ليسهل الاقتناع باستحالة هزيمة العدو الصهيوني و زرع الإحباط في صفوف الشعب العربي، والتأثير على الرأي العام عبر شراء النخب والأقلام، كما إغراق المجتمع العربي بقضايا تافهة، تبعد الشعب العربي وشبابه عن القضية الفلسطينية، و استهداف ضرب القيم والأخلاتق في المجتمع وتشجيع.

إذن ما العمل ؟ لتجاوز ما تقدم حتى نحشد قوى الأمة. يجب تعليم الناس أن الكل مستهدف، و علينا نشر ثقافة المقاومة من خلال بناء الإنسان المقاوم، حتى نصل لبناء المجتمع المقاوم، كما كانت النجاحات و النصر في أعوام 1982 و2006 ، من خلال المقاومة الفلسطينية و المقاومة الوطنية والإسلامية اللبنانية، ويجب بناء أوسع شبكة صداقات في كافة أنحاء العالم، لأننا نمتلك قضية عادلة، علينا امتلاك المحامي الناجح من خلال الاعتماد على مراكز الأبحاث والدراسات، ومواجهة الحرب الباردة، والحد من تأثيرها، والاستعداد لخوض الحرب على كل الجبهات .

لذلك وجدت حركة المقاطعة Bds . وعلينا مقاطعة الشركات والمؤسسات التي تدعم الكيان الصهيوني، وأن يصير العمل المقاوم نمط الحياة التي نعيش، و تصير كل تفاصيل حياتنا تخدم العمل المقاوم، من الطعام و الشراب والملبس والمسكن، بحيث لا يعود للكيان الصهيوني أي مكسب مادي أونفسي من حياتنا، ولتصير معركتنا مع العدو الصهيوني معركة وجود .

















تعليقات: