على مدى أكثر من ثلاثة أشهر، شهدت الحقول المزروعة بالزيتون في النبطية ومنطقتها، نبضا وحيوية لا مثيل لهما، حيث انتشر المزارعون في الحقول لقطاف موسم الزيتون كل على طريقته، كبارا وصغارا، شبابا ونساء يمتشقون الشجرة التي باركها الله في القرآن لجني محصول العام.
الكثير منهم أكد أن الموسم الحالي وفير عكس العام الماضي، انها "المعاومة" وفي حسابات المزارعين تعني ان الانتاج يفيض عاما ليتراجع في العام الثاني، انما هذا العام الرزق وفير والانتاج كبير والاشجار تنوء بأثقالها.
حل موسم قطاف الزيتون المغمس بالتعب باكرا منتصف ايلول، والمزارعون يتوجهون الى الحقول لجني الثمار التي ما زال بعضها مليء بالقنابل العنقودية الاسرائيلية. يغامرون بحياتهم بحثا عن لقمة العيش، وأيديهم على قلوبهم خوفا من الخطر الاسرائيلي المعادي المدفون في الارض، وذلك لالتقاط حبات الرزق لكسب العيش الحلال.
تم تحديد سعر صفيحة الزيتون ب 100 دولار من انتاج السنة، وقد حركت معاصر الزيتون دواليبها وحماوتها، وهي اليوم تكاد تتوقف وتبرد مع انتهاء الموسم، فيما الصفيحة من السنة الماضية تباع اليوم ب 100 ألف ليرة ، وكيلو الزيتون الجيد والممتاز من الحبة الكبيرة بنوعيها الاخضر والاسود ب 5 الاف ليرة، والمتوسط ب 3 الاف ليرة.
ناصر
وأوضح رئيس بلدية يحمر أحمد ناصر في حديث الى "الوكالة الوطنية للاعلام"، انه "يوجد في منطقة النبطية مليوني شجرة من الزيتون، بعضها مضى على زراعته اكثر من 20 سنة. والشجرة هنا مقاومة لكل العوامل الطبيعية والمناخية، وتعتبر منطقة النبطية الثانية من حيث زراعة الزيتون بعد حاصبيا ومرجعيون، يليها بنت جبيل وصور وقانا وفرون والغندورية"، مؤكدا ان "مزارعين استصلحوا اراضيهم وزرعوها بالزيتون الاسباني الجديد والذي تبقى شجرته صغيرة الا انها تحمل الكثير".
وقال: "الانتاج هذا العام كان ممتازا، والقطاف شارف على النهاية وصفيحة الزيت بيعت ب 100 دولار نظرا لوفرة الانتاج. الا اننا نطالب بعدم اغراق الاسواق اللبنانية بالزيت المستورد كي يصرف 5 الاف مزارع في النبطية ومنطقتها انتاجهم المحلي. وعلى الوزارة دعم المزارعين وتوفير الادوية للذبابة التي تسمى عين الطاووس للتخلص منها وحماية الشجرة من الامراض".
وأشار احد المزارعين من يحمر الى أن "موسم الزيتون وانتاجه يختلف من عام الى آخر. فسنة يكون مثقلا بالحمل وسنة يتراجع"، لافتا الى ان "كرومه انتجت العام الماضي 100 طن من زيت الزيتون. أما السنة فيكاد يصل الانتاج الى نحو مئتي طن فضلا عن ما نوفره للمونة من " كبس الزيتون للاكل"، ولقد حددوا سعر تنكة الزيت ب 150 الف ليرة، وما يقلقنا اننا لم نستطع الوصول الى حقولنا القريبة من نهر الليطاني في الشحامة التي لم تنظف بعد من القنابل العنقودية من اجل جني المحصول الذي يبقى من عام الى آخر على الشجر، خصوصا وان المنطقة تشتهر بنضج الحبات وبرائحة زيتها الممزوجة ببركة التراب".
أما احدى المزارعات من كفرتبنيت فقالت: "تلتف العائلة من صغيرها الى كبيرها حول بعضها في عملية القطاف، حتى لا تدفع أجرة عمال. ونحن في وضع اقتصادي ومعيشي واجتماعي ضاغط، ولقمة العيش لا تأتي بسهولة فهي تكون مغمسة بالتعب والعرق، انتاجنا جيد ورزقنا للاستهلاك المحلي البيتي ونوزعه على العائلة ونبيع ما يقارب ال 250 طن زيت. ونطالب بدعمنا بالادوية المطلوبة لمكافحة الامراض التي تفتك بشجرة الزيتون وهي حشرة "عين الطاووس".
ومن بلدة أرنون أشار احد المزارعين الى أن مساحات واسعة من الكروم تحيط بالبلدة. الموسم الحالي ممتاز ويكفي حاجة كل بيت للتموين ونبيع ما يزيد، وسعر التنكة 150الف ليرة، وسعر كيلو الزيتون المرصوص ب 6 الاف ليرة، اما الزيتون المنتشر قرب المدرسة، فلم يستطع اصحابه قطافه نظرا لوجود قنابل عنقودية غير مرئية وباتت مع العوامل الطبيعية مطمورة في الارض"، سائلا "لماذا لا يتم التعويض على اصحابها من اجل التخفيف عن ما لحق بهم من خسائر فادحة.
تعليقات: