صعد على عمود الكهرباء لاصلاح عطل فتعطلت حياته الى الابد بعدما اصيب بصعقة قاتله، نقل على اثرها الى المستشفى مصابا بحروق من الدرجة الثانية. بقي صامدا لوقت قصير، تحدث مع الموجودين، قبل ان يطبق عينه وتفارق الروح جسده... هو مصطفى بكور ابن بلدة بقرصونا الذي صُعق احباؤه بخبر وفاته المفاجئ.
"تأكيد قاتل"
لم يتحمّل قلب بكور قوة الصدمة الكهربائية التي اصيب بها بعد ظهر امس في منطقة غوسطا، وبحسب ما قاله قريبه المختار محمد بكور لـ"النهار": "يعمل مصطفى في شركة bus للكهرباء منذ سنوات، لكنه توقف عن العمل فترة بعد نقل مركزها من زحلة الى جونية، ليعاود الانضمام اليها قبل نحو شهرين. لم يصعد في الامس على العمود الا بعدما تم التأكيد له ان الكهرباء مقطوعة على الخطين، وقد اخذ ورقه من الشركة بذلك، لكن للاسف كان الواقع عكس ذلك".
تحقيق وتسجيلات
"ارسلت الشركة موظفين لاخذ الصور كي تتمكن من المباشرة بالتحقيقات"، بحسب ما قاله المدير العام لشركة bus فادي ابو جودة لـ"النهار"، حيث لفت الى ان "كل الاتصالات مع مركز التحكم ومؤسسة كهرباء لبنان مسجلة، لذا سنحقق بما حصل واذا ثبت وجود تقصير سنحمّل الشخص المعني المسؤولية وسنعمل لعدم تكرار الحادث". واشار الى ان زميلي مصطفى اللذين كانا معه اثناء وقوع المصيبة في حاله يرثى لها، ولم يتمكنا الى الان من الحديث لمعرفة ماذا جرى بالتحديد".
شروط للسلامة
ليست المرة الاولى التي يتوفى فيها عامل على عمود الكهرباء في لبنان، ما يطرح علامات استفهام عن شروط السلامة المتبعة في شركات الكهرباء، عن ذلك علّق ابو جودة "تنقسم شروط السلامة والحماية في bus بين الحماية الشخصية، من الملابس الى ماسك الوجه والكف الخاص بكل نوع من انواع التوتر سواء المتوسط او المنخفض، اضافة الى الحزام الذي يتم وضعه عند الصعود على عمود الكهرباء والمظلة في حال وقع، والحذاء الواقي، والسجادة العازلة للتيار، وبين طريقة العمل المطابقة مئة بالمئة لتلك التي تتبعها الشركة في #فرنسا، حيث يوجد انظمة عمل محددة، منها كيفية تدخل الموظف في الشبكة وكيفية العزل". واكد انه "ينبغي على العاملين في الشركة احترام قوانينها وانظمتها، ولدينا فريق مستقل لمكافحة اهمال الحماية".
رحيل مأسوي
ما حصل مع بكور يدمي القلوب، ووفق المختار ان الرجل الاربعيني الاب لولدين كان يشعر بمفارقته لاحبائه، اذ قبل ايام طلب من صهره ان يصالحه مع شقيقه بعد خلاف نشب بينهما منذ فترة طويلة، قابله واعاد المياه الى مجاريها، كما تواصل مع معظم معارفه، ليأتي خبر موته امس صادماً للجميع. لقد كرّس مصطفى وقته لعائلته، فاراد توفير حياة كريمة لها، لكن للاسف خسر حياته اثناء قيامه بعمله".
بكّر بكور في الرحيل، فيما الجميع بانتظار نتائج التحقيق للكشف عن المسبّب الذي يقف خلف موت انسان "بغمضة عين"!.
تعليقات: