أفران صيدا تعود الى الحطب \"لأسباب صحية واقتصادية\"

بيتزا  على الحطب
بيتزا على الحطب


وبسبب غلاء المازوت والطحين ولأن "خبزه أطيب"

صيدا ـ

لجأت العديد من الأفران في مدينة صيدا لاستخدام الحطب في اشعال مخابزها بعدما كانت تحولت عنه في فترات سابقة الى استخدام المازوت، فيما حافظت أخرى على خصوصيتها كأفران تعمل على الحطب، وذلك لأسباب تتراوح بين الصحية المرتبطة بكون خبز الحطب أكثر فائدة وأطيب، وبين أسباب اقتصادية تتعلق بارتفاع سعر المازوت المستخدم عادة في الأفران الأوتوماتيكية. فيما تَجمع بعض الأفران بين "نارَي" الحطب والمازوت معاً لتخفف بهذا من عبء ذاك.

ومن لم يتمكن من تحمّل ارتفاع أسعار المازوت والطحين وعبء أجرة العمال ولم تسعفه كلفة الحطب، فّضل أن يُخمد فرنه ويبحث عن عمل أقل تكلفة واكثر ربحاً.

ويقول أبو حسن النداف، صاحب فرن يعمل على الحطب، منذ 25 سنة نستخدم الحطب في الفرن، لأن "لقمة" الحطب لا زالت أطيب و"رغيفو" ناشف، غير الأوتوماتيك، وخبز الحطب مرغوب. ومنقوشة الحطب مقصودة اكثر لأنها تنضج "على مهلها" وتأخذ وقتها داخل الفرن، بينما اليوم من المعروف أن كل شي سريع ليس طيباً. كما أن كلفة الحطب أقل من كلفة المازوت ونحن نشتري حطباً كل عشرة ايام، مثلاً تأتي شاحنة بحمولة 2 طن بكلفة تتراوح بين 200 ألف و300 ألف ليرة.

ويشير عفيف البطش، وهو صاحب فرن يعمل على المازوت والحطب في آن الى أنه يستخدم الحطب لأن الطلب على خبز الحطب أكثر لأنه افضل، ولأن المازوت "غالي وما بتوفيش معنا"، وكذلك الطحين والنايلون. ويقول: لذلك نستخدم الحطب والمازوت معاً، فاذا لم نفعل هكذا، سنضطر لاقفال الفرن. ونأتي بالحطب من الزهراني حيث يبلغ ثمن حمولة شاحنة صغيرة 300 ألف ليرة لا تكفي سوى عشرة أيام، ورغم ذلك يبقى الحطب أقل كلفة من المازوت. هناك أفران اقفلت بسبب ارتفاع سعر المازوت والطحين.

ويقول وفيق البابا وهو موزع خبز: ان سبب اقفال بعض الأفران في صيدا هو الغلاء الذي لحق بالمازوت والطحين وأجرة العمال ومازوت وطحين مش عم توفي معو. أما خبز الحطب فهو مرغوب لأنه أطيب وأكثر فائدة.

ويبقى المواطن ـ كما الرغيف ـ متقلباً بين نارين، ومكتوياً بنار واحدة هي نار الغلاء حطباً كان أم مازوتاً.

تعليقات: