خرق حادث أمني، الأحد في 19 تشرين الثاني، استقرار مخيم عين الحلوة، الذي يعيش منذ أسابيع سلاماً وبرداً غير مسبوقين. إذ اغتال مجهول الفلسطيني محمود حجير في سوق الخضار. ما أعاد المخاوف من عودة الاغتيالات والتصفيات إلى المخيم.
مسلح خرج من زواريب متداخلة تفضي إلى المدخل الفوقاني لسوق الخضار، فاجأ حجير (52 سنة) مطلقاً باتجاهه رصاصاً من بندقية كلاشينكوف، فأصيب إصابات خطيرة جداً قبل أن يفارق الحياة في مستشفى الراعي في صيدا. وعبر تسجيل صوتي نسب إلى ابنة القتيل، وبث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اتهمت بلال بدر بالوقوف وراء اغتيال والدها، وقالت إن القاتل معروف، وهو "البولز". كما جزم أقارب للضحية أن "بلال فعلها".
لا انتماء فصائلياً ثابتاً لحجير. إذ انتمى سابقاً إلى منظمات وجمعيات فلسطينية عدة. وفور شيوع خبر اغتياله سجل ظهور مسلح في أحياء داخل المخيم، خصوصاً في الصفصاف، الذي يسيطر عليه متشددون إسلاميون. وسارعت القيادات الفلسطينية إلى احتواء الموقف فأجرت اتصالات وعقدت اجتماعات في ما بينها، بينما لم تسجل بعد أي ردة فعل من ذوي الضحية.
وتؤكد مصادر فلسطينية، لـ"المدن"، أن حجير كان قد تقدم بدعوى قضائية لدى السلطات اللبنانية ضد كمال بدر، شقيق المتشدد الأصولي بلال بدر، بعد ساعات من تسليم نفسه إلى عناصر مخابرات الجيش اللبناني، عند حاجز للجيش في محيط المخيم.
وفي دعواه، اتهم حجير كمال بإحراق منازل عائدة لآل حجير في حي الطيري داخل عين الحلوة خلال اشتباكات اندلعت قبل أشهر. وأيضاً، وهذا الأهم، اتهمه بالوقوف وراء اغتيال شقيقه مسعد حجير، العنصر في القوة الأمنية قبل فترة طويلة. ووفق المصادر، استبق حجير دعواه بانتقادات قاسية كتبها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضد المجموعات الأصولية المتشددة، متهماً إياها بارتكابات عدة ضد المدنيين، مستعرضاً لائحة بأسماء ضحايا يعتقد أن كمال بدر ومتشددين آخرين قاموا بتصفيتهم بأمر من شقيقه بلال، داعياً المتضررين من أولياء الدم إلى تقديم دعاوى قضائية ضده.
وهذا ما قام به فعلاً فلسطينيون، ورفعوا دعاوى ضد كمال، الذي تشير المصادر إلى أن مساعي إقناعه (وكذلك إقناع شقيقه بلال) بتسليم نفسه استمرت لأكثر من شهر على قاعدة أن ملفه غير دسم، وأنه متهم بأعمال قتل غير مثبتة وبالانتماء إلى تنظيم إرهابي، في حين جاءت هذه الدعاوى لتعقد الأمور وتنسف وعوداً ربما أعطاها فلسطينيون للشقيقين بدر.
وإذ تخشى المصادر من أن يتأثر سلباً ملف تسليم مطلوبين أنفسهم إلى السلطات اللبنانية، بعد تصفية حجير، فإن فلسطينيي عين الحلوة يتخوفون من أن تكون حادثة تصفية حجير مقدمة لعودة مسلسل الاغتيالات والتصفيات الذي شهده المخيم في فترات سابقة. لكن، مصدراً في الأمن الوطني الفلسطيني يقول، لـ"المدن"، "لا داعي للخوف. الوضع متماسك، والأمن الوطني الفلسطيني سيضرب بيد من حديد كل من تسول نفسه تعكير أمن عين الحلوة".
* المصدر: المدن
تعليقات: