بعد «الانجاز التاريخي» الذي حققته مملكة الصمت والذهب على ايران، خلال الاجتماع الاخير لجامعة الدول العربية في القاهرة، جاء الامين العام لهذه الجامعة التي فقدت هويتها، وبالتالي وظيفتها، إلى بيروت لحضور مؤتمر ما..
جاء ابو الغيط إلى بيروت متباهياً بإنجازه التاريخي المدفوع بالنقد المذهب، وهي التي تعرفه ويعرفها اذ زارها، مرة من قبل، وهو وزير لخارجية مصر عشية “انتفاضة الميدان” العظيمة .. (في 25 تشرين الاول 2007).
وخلال غداء أقيم للصحافيين في فندق فينيسيا ببيروت، دار الحديث حول الاوضاع المضطربة التي كانت تعيشها مصر في ظل رئيسها الحي ـ الميت حسني مبارك، واحتمال انفجار الفقراء ضد النظام الذي أفقرهم..
كان زوار القاهرة، آنذاك ـ يعودون منها بانطباعات تؤكد أن الاوضاع السائدة في مصر بائسة جداً، فالأغنياء تتزايد أعدادهم وتتعاظم ثرواتهم والفقراء الذين كانوا بالملايين فغدوا بعشرات الملايين.
سُئل ابو الغيط: هل لديكم حلول للمسألة الاجتماعية في مصر؟
ورد الوزير الفصيح متبجحاً: أتعرفون أعداد الشرطة في مصر؟ انهم يتجاوزن المليون، وهناك ايضاً قوات الامن المركزي وعددهم كبير جداً.. هذا قبل أن نصل إلى الجيش الذي ربح حرب اكتوبر، إذا كنتم قد نسيتم … فمن يجرؤ على النزول إلى الشارع وتهديد سلامة النظام كما تتخوفون؟! اطمئنوا.. لن تنزل الجماهير، فإذا نزل بعض المتطرفين والمشاغبين فانهم لن يعودوا إلى منازلهم..
بعد ذلك ستدور الارض دورة كاملة، وستنفجر مصر، وينزل الملايين إلى ميدان التحرير، وسيسقط حكم الاخوان المسلمين “الذي لم يمتع بالشباب”… وسيختفي ابو الغيط من المسرح السياسي، وسيدور على محطات التلفزة “يبيع” مذكراته وتجربته للجمهور..
ولما بلغت جامعة الدول العربية سن اليأس، وباتت مؤسسة عتيقة وعاجزة، قرارها لمن يدفع، وجد ابو الغيط من يحمله إلى مقعد الامين لعام.. على عكازين من الكلام مدفوع الثمن، كما في اجتماعها الاخير.
تعليقات: