صبحي القاعوري: دولة رئيس الوزراء اللبناني و«النأي بالنفس»


شاهدنا على شاشات التلفزة دولة الرئيس الحريري من قصر بعبدا الى بيت الوسط الى عين التينة ، وردد انه من ضمن الشروط العودة عن الإستقالة " النأي بالنفس " اي ينآ لبنان عما يحيط به من أزمات أمنية واقتصادية وما شابه ..

طبعاً هذا الكلام مقصود فيه شريحة كبيرة من النسيج اللبناني ، وزاد على ذلك على تياره أن ينأ بنفسه ، وقبل ان نثبت عدم صحة هذا " النأي " من الناحية الدستورية ، نود القول للتذكير :

دولة الرئيس اول من تدخل في شؤون الشقيقة سورية ، تياركم ومحازبيكم بنقل الأسلحة من ميناء طرابلس الى الأراضي السورية ، وأول من جاء برجال المخابرات الى الحدود اللبنانية السورية فريقكم ، وأول من زار الحدود الشرقية فيلتمان بمرافقة مكين ، وأول من أرسل احد نوابه الى تركيا وفتح مكتب بحجة توزيع الحليب والبطانيات دولتكم ، ولم يعد كل هذا خافياً على احد خاصة بعد ظهور رئيس وزراء قطر السابق على التلفزيون الرسمي القطري وتكلم بكل صراحة .

اذا دولة الرئيس أنتم من شجع على التدخل في شؤون الغير وعدم النأي بالنفس .

دولة الرئيس : اول مخالفة لدولتكم في مبدأ النأي بالنفس انسحابكم عند حضور السفير السوري لتقديم التهاني بالعيد الوطني 22/11/2017 ، وهي دولة شقيقة والسفير لا يمثل نفسه إنما يمثل دولته وحكومتكم تعترف بها ودولتهم من وقع على تعيين سفير لبناني لديها .

دولة الرئيس : معنى النأي بالنفس للدول يعني الإنكفاء والتقوقع ، وهل نستطيع نحن هذا ؟

وهل نستطيع بالحد الأدنى عدم مسايرة الدول الكبرى وبعض الدول الإقليمية في بعض الأمور السياسية ؟ اعتقد بأن هذا موضع شك .

دولة الرئيس : النأي بالنفس اذا ما طُبق فهو الزامٌ للدولة وليس للأحزاب او الأفراد ، لأن الحكومة لا تستطيع منع هذا اوذاك من تأييد عمل اي دولة إقليمية في محيطنا العربي ، وما جاء على لسانك بأن لبنان " عربي ". اذا نحن العرب مصير واحد ، ومنقسمون ، واللبنانيون منهم من يؤيد خط

هذا ومنهم من يؤيد خط ذاك ، اي ، لا نأي بالنفس ، إلا بالقمع ، وهذا مخالف للدستور ، الذي يعطي الحق للمواطن " حرية الرأي " ، وأي عمل من هذا يعتبر خرق للدستور .

دولة الرئيس : اذا ما رغبت حكومتكم الإعلان عن مناقصة انارة لبنان بالكهرباء بإستغلال المشروع لمدة 25 سنة وبالشروط التي تضعها حكومتكم ، وتقدم عدة دول من بينها عالمية واقليمية ، وكانت " ايران " الأقل تكلفة وحسب دفتر الشروط ، هل نجرأ على ترسيت المناقصة عليها ؟ من المؤكد لا ...

اذا اين مبدأ النأي بالنفس ؟

النأي بالنفس دولة الرئيس كلمة لا اعرف من اخترعها ، وأكيد من أطلقها لا يمت بالصلة لأي مدرسة دبلوماسية ، حيث لا تطبق ، وأي قاعدة علمية مهما كانت لا تعطي بصيصاً من النور لا يعمل بها ، فكيف اذا كانت هذه القاعدة دبلوماسية .

دولة الرئيس : كما وقفنا معكم في محنتكم ، فإننا نقف معكم بقيادة الدبلوماسية الحكيمة التي لا تعترف بالسراب ك " النأي بالنفس " لرفع شأن الوطن والمواطن .

عاش لبنان سيداً حراً مستقلاً عملاً لا قولاً .

* الحاج صبحي القاعوري - الكويت

تعليقات: