لمناسبة اليوبيل الذهبي لانطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الخمسين، أقامت قيادتها في منطقة صيدا حفل استقبال، وإضاءة شعلة الانطلاقة، وافتتاح الشارع المحاذي لنادي ناجي العلي الجمعة 1/12/2017 في نادي ناجي العلي في مخيم عين الحلوة، وقد حضره فصائل العمل الوطني والإسلامي، وحركة أنصار الله، والحزب الديمقراطي الشعبي، وأعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني، ضم السادة صلاح صلاح والدكتورعبد رجا سرحان واللجان الشعبية، والهيئات النسوية، واتحاد نقابات عمال فلسطين، ولجان الأحياء والقواطع، والجمعيات و المؤسسات، وأعضاء في اللجنة المركزية الفرعية وقيادة المنطقة، وكوادر وأعضاء الجبهة وفرقة الطنابير التابعة لمنظمة الشبيبة الفلسطينية، وحشد جماهيري كبير.
استهل الحفل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، ونشيد الجبهة، والوقوف دقيقة وفاء على أرواح الشهداء. ومن ثم رحب الدكتور طلال أبو جاموس بالحضور، وقدم بطاقة معايدة للقائد أحمد سعدات، ومن خلاله لكل أسود الشعب الفلسطيني، مبارك انطلاقة الشعبية.
كلمة الجبهة ألقاها عضو لجنتها المركزية العامة هيثم عبده، استهلها بتوجيه التحية لكل الفدائيين، ولكل الشهداء الذين حفظوا وجه الأرض، تضاريسها، تلالها وسهولها كراحة أيديهم، شبرا شبرا وحجرا حجرا. رواد هذه المسيرة المظفرة على مدى خمسين عاما من النضال، خمسين عاما من العطاء والتضحية والالتزام، مشيرا إلى تجديد العهد اليوم للشهداء أولا، ولكل جماهير شعبنا، وقال: عانينا جميعا من سنوات التيه والضياع، وتعرضت قضيتنا للتبديد والتقزيم والتفريط، ألا يحق لنا بعد أكثر من عشرين عاما من التفاوض العبثي، أن يطلب جردة حساب، مراجعة سياسية شاملة؟ هل من المقبول أن نستمر بالمراهنة على خيار أوسلو؟ ألم يدخلنا مسار أوسلو في ضياع قضية اللاجئين؟ ألم يتضاعف الاستيطان ثلاثة أضعاف في الضفة؟ ما هو مصير الأسرى؟ وعددهم بازدياد مستمر. وما هو مصير القدس، والتي تحولت إلى مركز للاستيطان، وقد تضاعف عدد المستوطنين فيها مرات. وفلسطينيو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، فإنهم يتعرضون لأوسع حملة حصار وضغط، عبر سن القوانين العنصرية التي تحرمهم من لغتهم، من رفع الأذان، تسلبهم ممتلكاتهم التي كانت تسمى أملاك الغائبين، عدا عن تغيير أسماء الشوارع العربية إلى عبرية، منع إحياء مناسبات وطنية ومنها يوم النكبة.
لقد تحولت قضية اللاجئين من قضية سياسية وطنية إلى قضية إنسانية، مشاكل معيشية، عشرات الآلاف من جماهير شعبنا في سوريا، صاروا نازحين ومهاجرين في أرجاء الأرض، من لبنان إلى أوروبا فتك بنا عشر سنوات عجاف، ونرجو أن ينتهي، على الرغم من أن الأجواء غير مشجعة، ونحن جميعا نتابع ما جرى في القاهرة مؤخرا.
ونقول بشكل واضح: إن المطلوب هو العمل على كل الملفات، ومن غير المقبول الانتظار حتى يتم ما سمي بتمكين الحكومة، من غير المقبول أخذ شعبنا رهائن وعدم تخفيف معاناتهم ورفع الضغط عنهم، حتى يتم تمكين الحكومة.
ونقول أيضا: إن سلاح المقاومة غير مطروح للنقاش أبدا، لأن الاحتلال هو إعلان حرب مستمرة على شعبنا. إن المطلوب هو وقف التنسيق الأمني والالتزام بقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير.
إن المطلوب هو إجراء مراجعة سياسية شاملة، لنعرف اين كنا وأين أصبحنا، وما الذي ينتظرنا، ماذا يحضر لقضيتنا بما أطلقوا عليه صفقة القرن، لأن هناك من يعتقد أن صفقة القرن لم تبدأ، لقد بدأت هذه الصفقة المشبوهة بعد قمة الرياض المشؤومة التي كان بطلها الرئيس الأمريكي ترامب، وإن مضمون هذه الصفقة معروف، سابقا كانوا يقولون بمعادلة: التسوية الفلسطينية ثم التطبيع العربي، صفقة القرن تقول: التطبيع يؤدي إلى التسوية، والأنباء التي نسمعها كل يوم عن تطبيع عربي خليجي وتحديدا سعودي هو شروع في تنفيذ هذه الصفقة، كما أن جملة الضغوط التي تمارس على الجانب الفلسطيني يأتي في هذا السياق، كما أن الوحدة الوطنية الحقيقية تقوم على برنامج سياسي وطني يؤكد أن الشعب الفلسطيني مازال في مرحلة تحرروطني، وهو في حالة صراع مع احتلال إستيطاني إلغائي لشعبنا وحقوقنا.
وتابع: في الذكرى الخمسين للانطلاقة، الوعد يتجدد بأن الثورة باقية على الرغم كل الصعاب التي نمر فيها، وعهد الشهداء والأسرى سيبقى هو العهد.
ثم افتتح الشارع المحاذي للنادي، و من ثم توجه الحضور لإيقاد شعلة الانطلاقة على وقع الأهازيج و الأغاني الثورية الحماسية .
تعليقات: