وقضايا المرأة العربية؟

الثامن من شهر آذار من كل عام هو اليوم العالمي للمرأة، يجري فيه عالمياً الإحتفال بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تحققت في مجال النهوض بالمرأة، وهي مناسبة تطرح فيها أهم القضايا والمشاكل والتحديات التي تقف عائقاً أمام الطموحات التنموية المختلفة، وترفع فيها الشعارات لإعطاء المرأة حقوقها... علاوة على ذلك ففي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا يتم إعطاء المرأة العاملة إجازة مدفوعة الأجر في هذا اليوم.

جاء هذا اليوم بعد عقدِ أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي عام 1945 في باريس. تبع ذلك المؤتمر عدد من الاجتماعات والمؤتمرات في العالم للمناداة بقضايا المرأة والمطالبة بحقوقها فجعلوا من المرأة والأسرة محورين أساسيين من محاور عمل التجمعات والفعاليات الاجتماعية، بالأخص لدى المنظمات والجمعيات التي ترفع ألوية الحرية والمساواة وحقوق الإنسان، فأصبح هذا التاريخ يوماً عالمياً ولم يبقى محصوراً بفئة ديمقراطية معينة.

لا شك أن الشعارات التي تُرفع هي لإنصاف المرأة ورفع الظلم عنها... من هنا لا بدّ أن يُسلط الضوء على الظلم الحاصل وعن مدى جدية نظرة المجتمع الدولي وتعاطيه مع هذه المواضيع.

ففي فلسطين المحتلة ومنذ أن وُجهت تهمةُ الاغتصاب لرئيس الدولة الصهيونية موشي كاتساف و إعلام المجتمع الغربي ينظر بإعجاب زائد إلى الديمقراطية في هذه الدولة... إنها حقاً قمة الديمقراطية حين توجه تهمة كهذه لرئيس البلاد، بالأخص عند وجود امرأة مظلومة، يا للعدالة التي نفتقد إليها بالأخص في هذا اليوم العالمي... والإغتصاب جريمة بشعة ومستنكرة!

لكن أين كان المجتمع الغربي عندما قام الصهاينة باغتصاب كامل فلسطين؟ حين إغتصبوا أرضاً بكاملها ونكّلوا بشعبها! وأين يقف هذا المجتمع الآن من تمادي الصهاينة في قهر الشعب الفلسطيني؟

هل من تجرأ الحديث في العالم الغربيّ عن ظلم الدولة الصهيونية لنساء فلسطين أو عن معاناتهن ومعاناة أطفالهن، أو عن قهر كامل المجتمع الفلسطيني؟

من جانب آخر، أين يقف المجتمع الغربي، بالأخص المدافعين عن حقوق المرأة، من هتك الأعراض في العراق ومن إنتهاك هقوق النساء فيه؟ بل أين كان الضمير العالمي عند إحتلال العراق وتدمير بنيته الإقتصادية والإجتماعية وتهجير الملايين من أبنائه وأي موقفٍ من عمليات قتل مئات العراقيات يومياً ومن نهب خيرات البلاد؟ أليس الإحتلال مسؤولاً عن سلامة المدنيين؟ كيف يجري تحميله المسؤولية؟

لقد وقف المجتمع الغربي ساكتاً أمام الحجج الكاذبة والخادعة التي بررت من خلالها الإدارة الأمريكية إحتلالها العراق، فلم يكن مستغرباً سكوت هذا المجتمع لمدة ثلاثٍ وثلاثين يوماً طيلة الإعتداءات الصهيونية الإجرامية خلال عدوان تموز على المدنيين اللبنانيين، وقد أكدت الإحصاءات أن اكثرية ضحايا هذه الإعتداءات كانوا من النساء والأطفال، وطالت الإعتداءات أساساً القرى المساكن والأرزاق والبنية التحتية للبلد، كما طالت قوافل المدنيين الهاربين من القصف ... لكن المستغرب كان في وقاحة الموقف الغربي عند تجاوز درجة السكوت إلى تبرير العدوان بحجة تحرير الأسيرين الصهيونيين. ومناضلينا الأسرى أليس لهم أي اعتبار بنظر العالم ورافعي ألوية الحرية والمساواة؟

تعليقات: