+T
فيما كان العالم بأسره يدين القرار الأميركي بحقّ القدس وتجلّى الموقفُ اللبناني بمسيراتِ الغضب والتظاهرات داخل المخيمات ومنها مخيم عين الحلوة، استخدم عددٌ كبير من المسلّحين الفلسطينين الرصاصَ المتفلّتَ والعشوائيّ للتعبير عن ابتهاجهم بإطلاق المقاومة صاروخَين من غزة على مستعمرة سيدوروت الإسرائيلية ما أدّى لأن يطاولَ الرصاصُ الطائش والعشوائيّ مدينة صيدا وحارتَها ومغدوشة وهي مناطق محيطة بالمخيّم.
وتسبّب الرصاص بمقتل شابٍ من حركة «حماس» برصاص وجرح اثنين آخرين في المخيم ومواطنة لبنانية في حارة صيدا، فيما أدخل الرصاصُ العشوائيّ الهلعَ في صفوف السكان الصيداويين الذين تضامنوا مع القدس أيضاً.
واستدعى الأمرُ تدخّلاً امنيّاً وعسكريّاً لبنانيّاً على أعلى المستويات وفق معلومات «الجمهورية» بعدما تبيّن أنه لم تبق بقعة في المخيم لم يُطلَق منها النارُ العشوائي والرصاص ولا زاروب ولا سيما الرصاص المتفلّت.
وحسب مصدر أمني لبنانيّ فإنّ الرصاص أُطلق من جبل الحليب وصفورية والقاطع الرابع وحي الزيب والشارع الفوقاني والنادي الرياضي ضوان، بمشاركة قوات اللواء المقدح وقوات العرموشي وقوات الشايب والطاووس وقوات أبو عرب وقوات اللينو وعصبة الأنصار الإسلامية حتى إنّ جماعاتٍ مطلوبة أطلقت النار تحت عنوان «إنتصار لفلسطين والقدس».
هذه العراضات المسلّحة كما أسمتها مصادرُ سياسية جنوبية لـ»الجمهورية» لم يرضَ عنها قادة المخيم ووجهاؤه الذين دانوه من خلال الاتّصالات التي أجروها مع القوى الأمنية اللبنانية، معلنين التنصّل من عناصرهم، حتى إنّ فخري السعدي الذي سُلّم للقوى اللبنانية بصفته مطلقَ النار لم يكن وحيداً إلّا أنه كان كبشَ محرقة لإسدال الستارة عن غيره من المتهوّرين الذين حوّلوا ليلَ المخيم الى نهار، وما أبقى الغطاءَ على العشرات، فلماذا لا يُسلَّمون؟
أم إنّهم محميّون من قادة التنظيمات؟ مع العلم أنّ مدير مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد الركن فوزي حمادي وخلال اجتماعٍ سابق مع القادة العسكريّين الفلسطينيين في المخيم حضره رئيسُ قسم الأمن القومي في مخابرات الجنوب العقيد سهيل حرب، تمّ إبلاغُهم أنه ممنوع إطلاق النار في المناسبات والأعراس لأنها عادةٌ غير سليمة تُسيءُ للمخيم وجواره خصوصاً وأنّ الرصاصَ الطائش من هذا المخيم كان أدّى لإصابةِ عسكريٍّ لبنانيّ على مدخل ثكنة محمد زغيب في صيدا.
وعلمت «الجمهورية» أنّ «القوى الأمنية اللبنانية تحمّل قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء أبو عرب المسؤولية الأولى لأنّ قوّاته شاركت في إطلاق النار من البركسات وأنه المسؤول الأوّل عن السلاح الفلسطيني، فلماذا لا يُصار الى جمعه تحت إشراف الدولة خصوصاً أنه لم يُستخدَم في تحرير فلسطين بل في المناسبات والعراضات والحمايات فخَرَج عن هدفه».
من هنا تقول مصادرُ فلسطينية، وإثر تلقّي أبو عرب تنبيهاً لخطورة الأمر وتكراره، سارع الى دعوة قيادة الأمن الوطني الفلسطيني في مكتبه في المخيم لاجتماع حضره قادة الوحدات والكتائب والألوية وبدا خلاله أبو عرب منفعلاً موزّعاً المسؤولية على الجميع من حركة «فتح» وغيرها، مؤكّداً أنه سيعتمد المحاسبة لمَن أسماهم «المخلّين بالأمن» من مطلقي النار في الهواء في كل المناسبات والتي تهدف الى زرع الفتنة بين أبناء البيت الواحد» قاصداً بذلك «حماس» التي فقدت شاباً من كشافتها المسمّاة «الإسراء» بالرصاص الطائش ويُدعى عبد الرحمن ناصر 1995 الذي نُقل الى مستشفى الراعي وفارق الحياة لخطورة إصابته.
وتشير المصادر الى أنّ أبو عرب كان قادراً على المحاسبة فلماذا لا يُحاسب مرافقيه ممّن أطلقوا النار أثناء الحراسة في البركسات وتنصّلوا من ذلك، سائلةً لماذا لم يتحرّك السفيرُ الفلسطيني أشرف دبور ويسارع الى فتح تحقيق لدى مسؤولي «فتح» في المخيم ومحاسبتهم على هذا الإهمال والتقصير بحقّ أرواح السكان من أبنائه وأبناء صيدا النموذجية في التضامن مع القدس، كما أهل الجنوب.
ونعى القطاع الشبابي لحركة «حماس» في مخيم عين الحلوة الى أبناء المخيم والشعب الفلسطيني عبد الرحمن ناصر والذي ارتقى حسب البيان بطلقات الفلتان والعشوائية وقد كان رمزَ الهمّة العالية في خدمة القضية الفلسطينية.
تعليقات: