الطفلة المصابة نور حسن عطوي (8 سنوات) في المستشفى في تول (عدنان طباجة)
ضباط القوة الدولية زاروا جرحى الحادث وتعهدوا بالعلاج..
الخيام:
ما تزال ذيول حادث السير الذي أصيب فيه عشرة تلامذة من مدرسة «عيسى بن مريم» في الخيام، ثلاثة منهم إصاباتهم حرجة، إثر اصطدام ناقلة جند تابعة للقوة الإسبانية العاملة في إطار «اليونيفيل» في الجنوب أمس الأول بحافلة المدرسة تتفاعل. وعليه اعتصم تلامذة وإدارة وأفراد الهيئة التعليمية في المدرسة التابعة لمدارس جمعية المبرات الخيرية الإسلامية، بمشاركة أولياء أمور التلامذة وأهالٍ من البلدة في قضاء مرجعيون، أمام مبنى بلدية الخيام، احتجاجاً على الحادث المروّع الذي عرض حياة 25 تلميذاً وتلميذة، ومدّرستين والسائق للخطر فأدى إلى إصابة عشرة تلامذة، برضوض وكسور، إصابات ثلاثة منهم بالغة، في الرأس والفك والكتف والأرجل، وهم ما يزالون في مستشفى الشيخ راغب حرب في تول، يتلقون العلاج، فيما عاد السبعة الآخرون لمتابعة دروسهم في مدرستهم في دبين، ويخضعون لعلاج نفسي لمساعدتهم على تخطي الصدمة، بإشراف طبيب المدرسة الدكتور يوسف قاروط.
وردد التلامذة الذين رفعوا لافتات صغيرة، «نحنا صغار ارحمونا»، و«وين الإنسانية».. وطالب مدير مدرسة «عيسى بن مريم» أحمد عطية، في كلمته أمام الحشود، قوات «اليونيفيل» قي القطاع الشرقي، بـ«اتخاذ إجراءات مشددة لمنع تكرار حوادث مماثلة في المستقبل، خصوصاً أنه الحادث الثاني مع سيارة «فان» تابعة للمدرسة كانت في طريق العودة من فرعها الثاني في العديسة، في غضون ما يقارب ستة أشهر، على طريق بولفار مرجعيون، وأصيب جراؤه ثمانية تلامذة برضوض». وتابع، «نؤكد عليهم أخذ الإجراءات الفعلية والعملية السريعة، كي لا يتكرر مثل هذا الحادث، وأن يولوا الجانب الإنساني أهمية أكبر، لأن حياة الناس ليست رخيصة وسهلة، وبخاصة أن ما جرى، أدى إلى جرح عدد من التلامذة، تولى زملاء لنا نقلهم إلى المستشفى، في حين سيطر الذهول على أفراد الآلية الدولية».
ورفض عطية أن يأخذ هذا الاعتصام أي منحى سياسي، مؤكداً «أننا ننظر إلى هذا الحادث من الجانب الإنساني للحفاظ على الطفولة، ولا نسيّس هذا الحادث. والاعتصام هو لإيصال صوتنا بسرعة إلى آذان المسؤولين عن التنسيق مع القوات الدولية كي يأخذوا إجراءات عملية في المستقبل».
ولفت عطية، إلى أنه استقبل صباح امس في مكتب إدارة المدرسة في دبين، قائد الكتيبة الإسبانية الكولونيل سالفادور تابيا وضباطا كبارا في الكتيبة، أبدوا أسفهم لما حصل واضعين إمكانياتهم، واستعداد الكتيبة لتحمل كلفة علاج التلامذة الذين أصيبوا في الحادث، طالبين إليه تحديد موعد لزيارتهم في المستشفى وزيارة ذويهم، والتلامذة الآخرين في بيوتهم. وقال عطية، «إن القادة والضباط الإسبان أعربوا عن بالغ أسفهم للحادث، ونحن وإياهم على علاقة وطيدة، وهم قدموا خدمات ومساعدات جلّى للمدرسة والتلامذة، مطلع هذه السنة، وفي السنة الدراسية المنصرمة».
وأشار عطية إلى أن قائد القطاع الشرقي في «اليونيفيل» الجنرال كاسيميرو سان خوان زاره أمس واطلع على تفاصيل الحادث، وانتقل وإياه إلى مستشفى تول، لتفقّد الجرحى وأبدى أسفه للحادث.
وأكدت إحدى الأمهات المعتصمات، أن كوابيس حاصرت أطفالها طوال الليل جراء الحادث، فاستحال عليهم النوم. فيما صرخت سيدة أخرى «ما بدنا اياهم يحمونا، بدنا اياهم يرحمونا، عايشين من دون دولة، نحنا منحمي حالنا».
وفي السياق عينه، أصدرت بلدية الخيام بياناً طالبت فيه «القوات الإسبانية باتخاذ إجراءات مشددة بحق المتسببين بالحادث والعمل على وضع ضوابط صارمة لمنع تكرار حوادث مشابهة في المستقبل».
من جهة ثانية قالت الناطقة الرسمية باسم القوات الدولية العاملة في الجنوب ياسمينا بوزيان «إن «اليونيفيل» تأسف للحادث المأساوي وتتمنى أن يتعافى الأطفال الذين أصيبوا بالحادث بسرعة وفي شكل كامل».
من جهته، تمنى رئيس نقابة مكاتب السوق حسين غندور على «الوزارات والمحافظين والبلديات توجيه كتب خطية إلى «قيادة الطوارئ» تطلب فيه احترام قانون السير اللبناني وخصوصا عند اجتياز المناطق المأهولة والجبلية».
حالة الجريحات الصغيرات «مستقرة»
النبطية ـ «السفير»
أوضحت مصادر طبية في مستشفى الشيخ راغب حرب في تول للزميل عدنان طباجة أن حالة التلميذات الثلاث اللواتي اصبن في حادث الاصطدام مستقرة وطبيعية ولا تدعو للقلق.
وأصيبت الطفلة نور حسن عطوي (8 سنوات) بكسر في كتفها الأيسر وتشويه في الذقن والفم وفقدت أربعة أسنان، وقد اجريت لها عملية جراحية لكتفها لم تتكلل بالنجاح إثر انزلاق العظم وسيعيد الطبيب المعالج إجراءها لها.
أما ألاء علي سعد (9 سنوات) فقد أصيبت بكسر في الرسغ الأيسر وخدوش في الوجه، فيما شقيقتها إسراء (7 سنوات) تشكو من ارتجاج في الرأس واحمرار في العين اليسرى وكسر في الأنف.
وزار وفد من القوات الدولية العاملة في الجنوب التلميذات المصابات في المستشفى صباح أمس، وقدم لهن الهدايا وفرحت التلميذات كثيراً بهذه الهدايا وشكرت القوات الدولية على مبادرتها.
وطالب والد ألاء وإسراء علي سعد المسؤولين في القوات الدولية العاملة في الجنوب بأن يأمروا عناصرهم بقيادة سياراتهم وآلياتهم على طريق الجنوب بهدوء وروية، وعدم تناولهم المشروبات الروحية أثناء القيادة، والتخفيف من دورياتهم أثناء ذهاب وإياب الطلاب من وإلى مدارسهم، لما فيه سلامة الجميع.
مقالة: تلامذة الخيام تحت رحمة القيادات المتهورة
.
.
تعليقات: