تسجيل انتصار رمزي دولي في ملف القدس داخل أروقة الأمم المتحدة على الرغم من تلويح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعصا ضد مناهضي قراره بحق المدينة، لن يثني الكيان الصهيوني عن مواصلة جرائمه في الداخل الفلسطيني، في الوقت الذي يتأهب فيه الجيش الاسرائيلي على الحدود اللبنانية ـــ الفلسطينية، تحسّباً لأي تحرّك لعناصر حزب الله.
وعلى الرغم من خطابات المسؤولين الاسرائيليين حول استبعاد أي حرب قريبة مع الحزب الذي تستهدفه اسرائيل وتستدرجه سورياً، تكثّف الأخيرة، مناوراتها العسكرية على الحدود، وينشغل محللوها العسكريون في دراسات معمّقة حول خطط وأنواع أسلحة حزب الله، وسط تخوّف أطراف لبنانية عدة من أية عملية استفزازية قد تشعل ما حاول لبنان تجنبه في تشرين الثاني الماضي، في ظلّ معطيات تشير إلى أن الحزب فعلاً يعمل على تحريك الجبهات جنوب البلاد. وتؤكد مصادر متابعة لـ"ليبانون ديبايت" أنّ حزب الله بدأ بتنفيذ خطته اللوجستية جنوباً، عبر نشر عدد إضافي من عناصره في المنطقة، تزامناً مع تخفيض عديده في ساحات القتال السورية، وفقاً للأجندة الاقليمية.
وتوضح أنّ حزب الله لم يحرّك يوماً أياً من وحداته العسكرية المتأهبّة في الجنوب، باستثناء بعض القادة الذين اختيروا لتقديم خبرات عسكرية على الأراضي السورية. لكنه أرسل إلى سوريا عناصر "التعبئة" من مناطق جنوبية عدة لاكتساب الخبرات القتالية والعودة إلى الجنوب لاحقاً، بهدف تنقيح الوحدات المنتشرة هناك.
شباب الحزب الموجودون في ساحات القتال السورية يبلغ عددهم بالآلاف. ومنذ فترة، بدأت عملية إعادتهم تدريجياً إلى المناطق الجنوبية للانضمام إلى صفوف الوحدات الميدانية.
أما الحديث عن انضمام بعض عناصر فلسطينية إلى جبهة الحزب الجنوبية، تنفي هذه المصادر الأمر، موضحة أنّه لا يوجد أي تنسيق بين الحزب والفصائل الفلسطينية في البقعة من الارض التي تتمتع "باستقلالية في العمل الميداني المقاوم"، ولا يمكن ضمّهم إلى وحدات الحزب، انطلاقاً من 3 أسباب رئيسية. الأول يعود إلى تاريخ بعض الفصائل الفلسطينية الحافل بالتعديات في الجنوب، والتي تركت أثرها لدى البيئة الحاضنة للحزب، الأمر الذي يمنع أي وجود مسلّح لها جنوباً.
السبب الثاني يكمن في خصوصية العامل العسكري للحزب الذي يحتاج إلى هامش من الخصوصية يتيح له تأمين السرية المطلوبة لمثل هذا العمل، كما أنّ عملية ضم أطراف مؤيدة ليست بعامل كاف يمكن أن يعطي الثقة للحزب بعدم خرقه في أية لحظة، لذلك فهو يحتاط ويتخذّ الإجراءات اللازمة في هذا الموضوع الحسّاس.
والعامل الثالث رسمي بامتياز، ويعود إلى عدم إمكانية دخول الأجانب إلى الجنوب اللبناني إلا بإذن أي الحصول على تصريح خطي من مديرية المخابرات – فرع الجنوب - في صيدا، للعمل في حقلي البناء والزراعة، وتصريح السياحة يُعطى لفترة زمنية محددة، مع استبعاد احتمال الدخول بطريقة غير شرعيّة، لعوامل طبيعية اخرى.
أولاً، يتوجب على كل قاصد للمناطق الجنوبية المرور إما عبر معبر وادي الخردلي، أو وادي الحجير، وهما ممران يتمركز فيهما حاجزان للجيش اللبناني. أما إذا أراد الدخول من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه عليه المرور بالوادي، حيث حاجز آخر للجيش، ولا يمكنه اجتياز الأراضي الجبلية الوعرة والشاهقة، باعتبار أن معظمها مزروعة بالألغام ابان حقبة الاحتلال ولم تطهّر كليّاً بعد. وفي صور، يوجد حاجزان للجيش عند مفرق برج رحّال ومدخل نهر القاسمية، ما يبدّد الشكوك حول أية محاولة غير قانونية.
أمّا الجيش اللبناني يعمل على رفع جهوزيته منذ أواخر الصيف، إذ انتشرت ألوية نخبة في مناطق الجنوب الليطاني، علماً أن الجيش عزّز صفوفه العام 2016 عبر نشر الألوية المجوقلة، بعدما كان يعتمد سابقاً على ألوية المشاة.
تعليقات: