غيث وعدتم به، سرعان ما انهمر
لا أيّ وعد، فرعد، ثم لا مطرا
نجلّها وقفة منكم قد ائتلقت
شهامةً واكتست من قدركم كبرا
نجلّها نخوةً كفّاً مباركةً
تجتاح ما خلّف الحقد الذي انفجرا
أبا المروءات نعماءٌ سخيت بها
لا ما رأى مثلها شعب، وليس يرى
أغدقتموها على لبنان فاندفعت
تحيي له مدناً منكوبة وقرى
وإذ خشيتم على النصر الذي رقصت
له الملايين تيهاً فوق، كل ثرى
وإذ عليه خشيتم أن يغيّبه
بيت تراعى هنا، دمعٌ هناك جرى
قمتم حماة، ورحتم منبرين لهُ
ذاك الدمار، فلم تُبقوا له أثرا
ولا غرابة، ذا أنتم، وموقفقم
لطالما كان سبٌاقاً ومنتظرا
فبوركت نخوة عزٌت لدى كثر
في العاديات، وطابت عندكم قدرا
وبوركت، بوركت من خير معتصم
بل خير من كُلِ خير في الورى اختصرا
مهما تكن كلمات الشكر منصفةً
فليس تقضي لنا في شكركم وطرا
فيما وأنتم لأهل تبسطون يدا
لا تأبهون لمن أثنى، ومن شكرا
دمتم سمؤّ الأمير الشيخ مشرقةً
فعالكم، ما بدا منها وما استترا
دمتم بذاكرة الأيام نهر وفاً
آخى على الظلم نهراً للدماء جرى
هذي بلادي، كما حلم تقوم بكم
دورا، دروبا، بنىً تحتية، بُشرا
تقوم من دمها، مخضرةً ابدا
باسم الأمير الذي في قلبها حُفرا
وسوفَ تبقى لكم والله حافظةً
ما عمّرت ذلك الغيثَ الذي إنهمرا
وتبقى شاكرةً لله، حامدةً
مع حمده حمدا، مع شكره قطرا
حسن علي نعيم عبدالله
جنوب لبنان - بلدة الخيام
تعليقات: