في مثل هذا اليوم 25 ديسمبر 1991 أعلن عميل المخابرات الأمريكية ال CIA رئيس الإتحاد السوفيتي وكان ترتيبه في الحكم الثامن منذ نشأ الإتحاد السوفياتي ، ميخائيل غورباتشوف ، استقالته في خطاب وجهه الى الشعب السوفياتي عبر التلفزيون الرسمي للإتحاد ، وأعلن تسليم كافة السلطات الدستورية الى الرئيس الروسي بوريس يلتسن بما فيها السلطة على الأسلحة النووية الروسية .
يلتسن لم يكن بعيداً عن مؤامرة تفكك الإتحاد السوفياتي ، حيث كان مدعوماً من اميركا ، وقد ثبت ذلك عند أيامه الأخيرة في الحكم ، وبضغط أميركي بأن لا يتعرض له الرئيس الجديد بوتين ، وتعهد بوتين بأن لا يقدم يلتسن الى المساءلة القانونية ، لجهة التآمر ونهب اموال الشعب خلال فتـرة رئـاسته .
عند الإعلان عن سقوط الإتحاد السوفياتي ، وقفت رئيسة وزراء بريطانيا امـام مجلس الـوزراء فٓـي10 داوننغ ستريت ، وقالت كلمتها المشهورة : لما يبق أمامنا إلا الإسلام ،وهذا دليل على أن بريطانيا شريكة في التآمر على تفكيك الإتحاد السوفياتي . وحديثاً قال الجنرال الأمريكي ويسلي ، وطبعاً هو يعبرعن رأي الإدارة الأمريكية قال : لا نريد ان يبقى الإسلام مشروعاً حراً يقرر فيه المسلمون ماهو الإسلام " نحن من نقرر لهم ما هو الإسلام " .
لقد عملت المخابرات الأمريكية والمخابرات البريطانية كفريق عمل واحد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لتفكيك الإتحاد السوفياتي ونجحوا في ذلك بعد عملٍ استغرق منهم حوالي ال 50 سنة ، ومن ثم أعادوا لملمة الأوراق ليبدأون العمل على انهيار الدول الإسلامية كما كان في أجندتهم من اقوال تاتشر ، حيث بدأوا بوضع أسس الأنهيار للدول الإسلامية فانشأوا دولة اسرائيل في قلب الدول الإسلامية .
لقد ساعد اميركا وبريطانيا على تفكيك الإتحاد السوفياتي ممارسات المسؤولين الكبار ، حيث كانت حياتهم المعيشية اكثر مما كان ومازال في بعض المجتمعات ، الطبقة الأورستقراطية او المجتمع المخملي ، وهذا ما لمسته عند زيارتي ضمن وفد تجاري عام 1989 الى موسكو وعاصمة ارمينيا " يريفان " حيث دعينا الى مطاعم خاصة لا اعتقد لها مثيل لا في إيطاليا ولا في فرنسا ، حتى على زمن الأمبراطوريات .
تفرغ الثنائي الأمريكي والبريطاني للدول الإسلامية ، وحسب تصورهم أن الوقت لا يستغرق وقتاً لإنهيار هذه الدول كما استغرق انهيار الإتحاد السوفياتي ، واعتمدوا مقولة ونستون تشرشل : اذا اندثر العرب لم يعد هناك خيانة ، واضيف بأن النساء هي من تسهل اكثر وتختصر الوقت ، وأكدت ذلك علناً " تسيبي ليفني " وزيرة خارجية العدو عن علاقتها الجنسية مع مسؤولين عرب ومنهم قادة فلسطينين وذكرت الأسماء ، وغيرها المستور وما هو اعظم .
لا أحدٍ يحسدنا اليوم ، حتى العدو الذي يتآمر علينا يرأف بنا لما نفعله وفعلناه ببعضنا ، وربنا يستر من الآتي .
وللأمانة ، اليوم اكثر شعوب الإتحاد السوفياتي المنهار يعضون أصابع الندم على الماضي مقارنة بالحاضر ، في ظل نظام الفساد " رأس المال " .
* الحاج صبحي القاعوري - الكويت
تعليقات: