هشام حداد
بيروت_
يحقّق برنامج «لهون وبس» عبر شاشتي LBCI وLDC اليوم نجاحاً لم يحقّقه من قبل برنامج لبناني بشهادة شركات الإحصاء، التي أكّدت أنّ البرنامج تخطّى مرحلة المنافسة ليصبح ظاهرة في عالم التلفزيون، خدمته مواقع التواصل الاجتماعي التي تتناقل فيديوهات مقتطعة منه على نطاق واسع تخطّى حدود لبنان.
يؤكد مقدّم البرنامج هشام حداد أنّ نجاح البرنامج يعود إلى كل العاملين فيه، يرفض نسب النجاح إلى نفسه، إلا أنّه يدرك تماماً أنّه بات خارج إطار المنافسة ويقول "من الظلم أن نتواضع على حسابهم" في إشارة إلى البرامج المشابهة التي تقدّم على الشاشات اللبنانية.
في حواره مع "سيدتي" يؤكّد هشام حداد أنّ نجوم الصف الأوّل متعبون، وأنّ الظواهر التي فرضتها السوشال ميديا جعلت من بذل الجهد لاستضافة نجم صفّ أوّل مضيعة للوقت.
-في المواسم الماضية صرّحت أكثر من مرّة أنّ ما يهمّك في "لهون وبس" هو فقرة الستاند آب كوميدي وليس المقابلة الفنيّة، اليوم تتّجه نحو نوعية من النجوم غير مستهلكة هل هذا الأمر مقصود؟
بالطبع، وأود هنا أن أخبركم أمراً قد يبدو مستغرباً ومستهجناً، أنّ المجهود الذي نبذله لنحضر نجماً مثل Abu صاحب أغنية "تلات دقات" التي شكّلت ظاهرة في العالم العربي لم يكلّفنا سوى اتصال أخبرناه فيه عن البرنامج، طلب أن يشاهده على اليوتيوب ثم حجزنا له وحضر إلى بيروت، وهو جهد أقل بكثير من الجهد الذي قد نبذله مع الفنان عاصي الحلاني، الذي ظهر هذا العام عبر الشاشات أكثر من عشر مرّات، فنجوم الصف الأوّل يريدون أن نعدهم بلبن العصفور ليحضروا إلى التصوير، بينما Abu الذي حقّق مشاهدات فاقت الـ150 مليون مشاهدة على اليوتيوب حضر دون شروط، وحقّق نسبة مشاهدة قياسيّة. في لبنان أهم نجم بالكاد يحقّق ثلاثة ملايين مشاهدة على اليوتيوب ويصاب بالغرور.
- Abu وقبله معن البرغوث صاحب أغنية "هلا بالخميس" وقريباً "أوكا وأورتيغا" مع نجاح أغنية "إلعب يلا"، حسب الأرقام، هذه النوعية من الضيوف تحقّق نسب مشاهدة أعلى من مشاهدة نجوم الصفّ الأوّل؟
تحقّق نسب مشاهدة دون أن تكلّفنا شيئاً. المشاهدون يرغبون بهذه النوعية من الفنانين الذين فرضتهم السوشال ميديا، لذلك ثمّة أسماء لمعت اليوم مثل ناصيف زيتون وأدهم نابلسي لأنّ الناس متعطّشون لوجوهٍ جديدة، يشعر المشاهد أنّها قريبة منه، وأنّها لا تتكبّر عليه، في حين أنّ ثمّة نجوم يعيشون على ماضيهم، وعندما تطلبين منهم مقابلة يضعون شروطاً خيالية.
-الإعلاميون اللبنانيون الذين قدّموا برامج في مصر، أجمعوا على أنّ التعامل مع الفنانين المصريين أسهل بكثير من التعامل مع الفنان اللبناني، هل لمست شيئاً من هذا القبيل؟
استقبلت في البرنامج فنانين مصريين من بينهم الأسطورة فيفي عبده ولمست تواضعها، وأنا أؤيّد مقولة أنّ التعامل مع الفنان اللبناني صعب لأنّ العنجهيّة هي جزء من العقليّة اللبنانية، فلبنان والإيمان بالمظاهر ولدا معاً. نحن أقصى فنان يحقّق شهرة لا يتمكّن من حصد إلا بضعة ملايين من المشاهدات ويتكبّر، بينما تجدين فناناً مثل عادل إمام يتحدّث في مقابلة له عني ويبدي إعجابه بي ويشبّهني بالفنان محمد هنيدي. لدى عادل إمام تواضع ليتكلّم عن شخص لم يرغمه أحد على أن يأتي على سيرته.
-حواراتك خرجت من إطار الحوار التقليدي لتتحوّل إلى جلسة مزاح، برأيك هل فقد الحوار الفنّي هيبته؟ أم أنّ هذا ما يطلبه المشاهدون؟
شاهدي البرامج المخصّصة فقط للحوارات الفنيّة لتلمسي بنفسك أن عصر الحوارات الجديّة انتهى، وأنّ الحوار الفنّي فقد هيبته ووهجه منذ زمن. اليوم لم يعد المشاهد ينتظر ظهور الفنان على التلفزيون ليعرف أسراره بوجود السوشال ميديا التي جعلت كل التفاصيل متاحة.
-هل يعقل أنّه مع كل النجاح الذي حقّقته لا يزال بعض نجوم الصفّ الأوّل يرفضون الظهور في برنامجك؟
هل تصدّقين أنّني أنا شخصياً لم أعد أتّصل بهم ولم أعد أدعوهم للظهور في برنامجي؟ عموماً من يختار الظهور في غير برامج يخسر كثيراً لأنّ ظهور الفنانين في برنامجنا خدمهم كثيراً. لا أريد أن أبدو مغروراً لكن سؤال كهذا يرغمك على الدفاع عن نفسك. دعيني أخبرك أمراً مثبتاً بالأرقام، أرقام مشاهدة الإعلانات التجارية التي تمرّ بين فقرات "لهون وبس"، تفوق أرقام برامج بحالها، حتى في وقت الإعلانات المشاهدون لا يغيّرون المحطّة.
-مثل أي برنامج؟
مثل برنامج "منا وجر"، نسبة مشاهدته أقل من نسبة مشاهدة إعلاناتنا.
-ألا تخشى أن يتسبّب هذا التصريح بخلاف جديد مع بيار رباط؟
أعطيتك مثالاً "منا وجر" لأنّه برنامج ناجح، بالنهاية أنا لا أتحدّث عن نفسي، أتحدّثت عن "لهون وبس" الذي شكّل حالة، أنا قدّمت أكثر من برنامج لم يحقّق ما حققه "لهون وبس"، والفضل يعود إلى التركيبة بمجملها، من معدين إلى جاد والفرقة كلها، لديّ أقوى معد في العالم، لاحظي أنّ فقرة رادادر في "منا وجر" مدّتها سبع دقائق ومقدّمها يكرّر نفسها، بينما لدينا ساعة ونصف وفي كل أسبوع ننجح في تقديم مادّة جديدة. من الظلم أن نتواضع على حسابهم.
-ماذا عن البرنامج المنافس "هيدا حكي"، كيف تجد الصيغة الجديدة التي يقدّم بها الموسم الجديد؟
"هيدا حكي" اليوم من أضعف البرامج، لأنهم حاربوا المنطق التلفزيوني الذي يقول إنّ برنامجاً قُدّم على خمسة مواسم من غير الممكن تغيير صيغته واستقدام إلى جانب مقدّمه نجمٍ جديد على طاولة واحدة، وهذه الصيغة أصلاً غير مجدية، لأنّ المقدّم بدل أن يعطي مادّة جديدة يأخذ من وهج زميله فيشتّت المشاهدين، فضلاً عن كثرة العناصر في البرنامج.
"هيدا حكي" اليوم من أضعف البرامج وقد وقع في الخطأ الذي وقعت فيه برامج مثل CHI N N و B B CHI بسبب كثرة العناصر وتشتّت المشاهدين، والغريب أنّ "هيدا حكي" اتّجه إلى هذه التوليفة الفاشلة أصلاً ليخسر فضاعت شعبيته وبات مفككاً بدل أن يكون مثيراً للاهتمام، لا يعرف المشاهد من أين تبدأ الحلقة وكيف تنتهي، وأصلاً المحطة لم تعد تهتم بإعلاناته وأشكّ أنّه سيستمر، والقيمون على البرنامج لم يعودوا يؤمنون به منذ زمن، ولم يعد ثمة اهتمام بمتابعة التغريدات إن وجدت، مساء أمس كان هناك 13 تغريدة عن البرنامج، وأعتقد أنّه سيتوقف.
-ما هي الرسالة التي توجّهها لعادل كرم؟
أريد أن أقول له إنّه نجم كبير، وثمّة فريق يقف خلفه شقيقه طارق يوجّه اليوم مسيرته إلى مكان آخر وهو التمثيل الدرامي، وهي خطّة ذكية تحسب له، لأنّه بعد 25 سنة من الكوميديا تختمر شخصية الممثل، وهو ما لا أدّعيه أنا اليوم كممثل لا يمتلك مصداقية المسيرة بما يخولني أخذ دور في فيلم لزياد الدويري مثلاً. المشكلة أنّ عادل لا يزال يحتفظ بذلك المنتَج الذي يقلّل من قيمة مسيرته، لكنّي أعتقد أنه على طريق إيقافه ليهتم بمسيرته الفنية، خصوصاً أنّه بات واضحاً أنّ الشباب اليوم يصوّرون "هيدا حكي" و"ما في متلو" بلا نفس. نحن نلاحظ ونفهم.
-تحضّر لحلقة مميزة ليلة رأس السنة على شاشة LBCI وLDC ، ماذا تخبرنا عنها؟
ستبدأ الحلقة بستاند أب كوميدي، ثم نكمل مع أبراج ماغي فرح وتوقعات العام الجديدة، ثم سهرة فنية، أقدّمها أنا والفنان مروان خوري الذي يخوض اليوم تجربة التقديم مع برنامج "طرب مع مروان"، سنستضيف فيها يارا ووائل جسار، ثم زياد برجي ونداء شرارة، ثم رنين الشعار.
هشام حداد مع ريما فقيه
هشام حداد مع معن برغوت
تعليقات: