ابنة رئيس الجمهورية ميراي ميشال عون
الوجه التكريمي لمقابلة المستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم في برنامج "لهون وبس"، لم يستقر على طابعه. فقد غلّف مقدم البرنامج هشام حداد الاحتفاء، بإطلالة استثنائية، لينتقد أداء "التيار الوطني الحر"، ويُخرج من ضيفته اجابات لم تكن متوقعة، رغم تكرار وصفها التكريمي بـ"ابنة العهد".
فحداد، كما بدا، أراد إحراج "التيار الوطني الحر"، بقدر مسعاه لتكريم "ابنة العهد" التي بدت ذكية في اجاباتها، متأنية، وقادرة على امتصاص الإحراج المراد بديبلوماسية، لكن تلك القدرة لم تعفها من إرباك، تمثل في ضخ الأسئلة المحرجة المباشرة، تكريساً لوجهة نظر معارضي "التيار الوطني الحر" الذين كانوا في وقت سابق جزءاً منه، قبل أن يتخذوا موقفاً محايداً إثر وصول وزير الخارجية جبران باسيل الى موقع رئاسة التيار.
لم يستغرق حداد في أدائه القائم على الهزل. فطبيعة الضيفة فرضت التخفيف من وتيرة الأداء المعهود، الى حدوده الدنيا. اتخذ سياقاً أكثر جدية مغلفاً بابتسامة عريضة ومنسوب عالٍ من الاحترام لمستشارة الرئيس اللبناني. بدأ ترحيباً في البداية، تلاه الدخول الى تفاصيل عائلية في سياق آخر، وصولاً الى أسئلة محرجة، بدا أنها لم تكن متوقعة بالنسبة للضيفة التي ظهرت في برنامج ترفيهي، لا في برنامج سياسي.
تطرّق حداد الى المبتعدين عن "الوطني الحر"، بعد وصول باسيل الى رئاسته. قارب الموضوع من زاوية "المصالحات" و"المصارحات". انتزع منها ايحاءً بأن المطلوب اعتذار من هؤلاء، مثل زياد عبس وغيره. لم يعطها فرصة الاستغراق في التوضيح. كان يبحث عن سبق في تلك الملفات الاشكالية في داخل التيار. بعدها، وسّع الدائرة الى محاولة ضرب حظوظ نقولا الشماس كمرشح انتخابي في لوائح التيار في بيروت، مستنداً الى ظهوره الى جانب باسيل في جولته الأخيرة في الأشرفية.
في الواقع، أخرج حداد الى الإعلام ما لم يخرج منذ عامين، إلا نادراً وفي اطار محدود ومبطن. كان حداد وجهة النظر الأخرى، منطلقاً من موقعه العَوني، من دون أن يكون منتسباً الى التيار في عهد باسيل. فقد فرّق بين "العونيين" ومنتسبي التيار في معرض الأسئلة، ليبدو كممثل عن هؤلاء المبتعدين، وصوتهم في مقابلة إعلامية، علماً أن هذا الملف قد أُشبع مناقشة في الاروقة الداخلية للتيار.
ولم يشفع الاطراء المتواصل، لتبديد ذلك الانطباع الذي نقل المقابلة من اطار المتوقع (إذا ما قورنت بمقابلة سابقة في برنامج "حديث البلد" في العام الماضي)، الى ما هو شاق وشيّق في الوقت نفسه. فالخروج عن الاسئلة المتوقعة، الى ما يُعرف اعلامياً بأنه "مفاجئ"، يستطيع أن يثبت المشاهد أمام الشاشة. وبأسلوب يتراوح بين "المزاح" والتكريم والمديح، مرّر رسائله، من غير أن يثير حفيظة المؤيدين للتيار، استناداً الى خلفية المؤيِّد للرئيس عون.
وليست هذه الحلقة، الى جانب مقابلة ملكة جمال الولايات المتحدة ريما فقيه في وقت سابق، استثناء في الموسم الأخير لهشام حداد. فالرجل، بات يتقن لعبة الجذب التلفزيونية، وراكم خبرة، مقارنة بإطلالاته الأولى. ويبقى أن أداءه الهزلي في مقاربة بعض الملفات، وربما اسفافه في تناول أخرى "منافِسة"، وصوته المرتفع، محل نقاش مستمر. لكن لا مجال للإنكار بأن أمسيته مساء الثلاثاء، هي الأكثر مشاهدة في الأمسيات التلفزيونية.
ابنة رئيس الجمهورية ميراي ميشال عون مع هشام حداد
تعليقات: