صيدا
تحت عنوان “عهد التميمي أيقونة فلسطين” وتضامنا مع “القدس عاصمة أبدية لفلسطين” رعت بلدية مدينة صيدا بالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية في قضاء صيدا المهرجان الفني التحية إلى الطفلة الفلسطينية المناضلة عهد التميمي والطفل المقاوم فوزي الجنيدي، فأطلقت مساء الخميس في 25 كانون الثاني الجاري 3 بطاقات بريديتين تحية لهما، ومجموعة معارض صور ورسم تشكيلي شارك فيها حشد من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين.
نظم المهرجان المنوع “جمعية التنمية للإنسان والبيئة” و”المجلس الثقافي للبنان الجنوبي” و”جمعية بيت المصور في لبنان” و”معرض خليل برجاوي لطوابع البريد” ومعرض “فلسطين في عيون العالم” في قاعة جمعية التنمية في صيدا؛ وحضر إلى رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي رئيس تجمع المؤسسات الأهلية في صيدا والجوار الأستاذ ماجد حمتو ورئيس جمعية التنمية الأستاذ فضل الله حسونة وحشد من رؤساء الجمعيات المشاركة والفنانين المهتمين من لبنانيين وفلسطينيين.
وبعد النشيدين الوطنيين الللبناني والفلسطيني، تحدث رئيس جمعية بيت المصور في لبنان الزميل كامل جابر فقال: “من لقائنا المتواضع أمام روح الطفلة البطلة عهد التميمي المنتفضة على الظلم والقهر والعدوان نعلنها باسم الجميع ها هنا، أن عهداً اضحت أيقونة فلسطين. هي مثال متكرر لكل أطفال فلسطين الذين يكملون بأجسادهم العارية، إلا من الثورة والعنفوان، مسيرة المقاومة حتى تحريره فلسطين كاملة من رجس الاحتلال، ولكي تبقى القدس عاصمتها الأبدية. فبرعاية بلدية مدينة صيدا، وبالتعاون مع تجمع المؤسسات الأهلية في قضاء صيدا، نطلق نحن في جمعية التنمية للإنسان والبيئة والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وجمعية بيت المصور في لبنان ومعرض خليل برجاوي لطوابع البريد ومعرض فلسطين في عيون العالم لصاحبه الصديق أحمد الخطاب، وبمشاركة حشد من الفنانين اللبنانيين والفلسطينيين وفي مقدمتهم الفنان التشكيلي الفلسطيني أسامة زيدان ونائب رئيس جمعية بيت المصور الفنان باسم نحلة، هذه المعارض التحية التي تمثل نموذجاً من المقاومة الثقافية لكل أشكال التطبيع مع العدو الإسرائيلي، أو بمواجهة من يهمس سراً أو يجهر علناً تآمره على فلسطين وأهلها؛ ونطلق كذلك بطاقتي تحية إلى عهد التميمي أيقونة فلسطين من رسم الفنان الفلسطيني يوسف كتلو والفنانة الإيطالية اليسيا بيلونزي، وبطاقة للطفل المقاوم فوزي الجنيدي (كذلك من رسم الفنانة الإيطالية اليسيا بيلونزي)، ومعارض صور ورسوم كاريكاتور وأعمالاً فنية منوعة تقديراً لهما ولأقرانهما، مطالبين الضمير العالمي والإنساني، بالإفراج الفوري عن عهد التميمي المعتقلة ظلماً وتعسفاً، وعن جميع الأطفال الفلسطينيين المعتقلين في سجون العدو، وعددهم يقدر بالمئات”.
وبعدما قدّم الفنان الشاب أيمن السعودي معزوفة “موطني” على البيانو، تحدث عضو جمعية بيت المصور الإعلامي خليل العلي باسم الجمعيات المشاركة فقال: “من مدينة النضال والصمود صيدا الأبية التي كانت وما زالت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في محطاته النضاليّة كلها، نوجه تحية الى القدس عاصمة فلسطين الأبديّة، وإلى أيقونة فلسطين عهد التميمي التي صفعت وجه الاحتلال بكل كبرياء وعنفوان، وإلى الأسطورة فوزي الجنيدي الذي تكالب عليه أكثر من 23 جندياً صهيونياً لاعتقاله، وإلى الأسيرة إسراء الجعابيص التي حكم عليها بالسجن لمدة 11 عاماً بتهمة محاولة قتل شرطي، وذلك بعد أن انفجرت أسطوانة غاز قرب حاجز لجيش الاحتلال نتيجة إطلاق قوات الاحتلال النار على سيارتها بينما كانت عائدة من مدينة أريحا إلى مدينة القدس. واعتقلت إسراء جريحة عام 2015، ومع الانفجار تلاشت أصابعها بسبب حروق التهمت 50% من جسدها، وهي اليوم بحاجة لثماني عمليات جراحية في أنحاء جسدها”.
وأضاف العلي: “نجتمع اليوم لنقف وقفة من أجلنا، من أجل إنسانيتنا لنكرس وقوفنا وانحيازنا لقضاياها التي هي قضايانا. القدس هي قضيتنا وفلسطين لنا ولن تكون للمغتصب المحتل. ان اجتماعنا اليوم محاولة منا لأن نكون بجانب الحق، فالطفولة حق وعهد طفلة والحرية حق وفلسطين أسيرة والوطن حق ونحن كفلسطينيين نحتاج ان نشعر بالانتماء والتجذر في وطننا كي نشعر بمعنى الحياة. عهد وفوزي وإسراء هم صورة واضحة للمقاومة الأبية التي يخوضها الشعب الفلسطيني بكل شرائحه وقواه، من الطفل إلى الشيخ، نصرة للقدس العربية وإننا نقول لترامب وللكيان الصهيوني البغيض أنتم إلى زوال والقدس وفلسطين وشعبها هم الباقون.”
وختم: “باسم زملائي في جمعية بيت المصور في لبنان والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ندعو المثقفين العرب لإطلاق انتفاضة ثقافية نصرة للقدس والأسرى وللشعب الفلسطيني وقضيته المركزية، لأن أي فعل مهما بدا بسيطاً هو فعل إيمان بالحق. والحق هو الله”.
وبعد عرض فيلم عن مسيرة التميمي من إعداد الإعلامي خليل العلي، تحدث خليل برجاوي فقال: “آل التميمي صبراً، آل التميمي فخراً، لقد جلبت عهدكم الشمس إلى عتمة ليل العرب، فكانت هي الشمس وصنعت لنا الفجر. عهد التميمي، والله هذه الجميلة جعلتنا نخجل، هي أجرأ من أجرئنا وأقوى من أقوانا. هي وحدها قوات العاصفة، عاصفة حزم وعزم، غير ذلك الحزم والعزم العاصف بعيداً عن فلسطين. هي قوات العاصفة والصاعقة والكفاح المسلح وقوات الـ17 وجيوش التحرير، أي عهد وأي مجد؟ هنيئاً لك فلسطين، ما زالت الأرحام تنجب ألغازاً وأيقونات، وما زالت تلك الجينات الواعية الشامخة الراسخة الجميلة الأصيلة العجيبة الصلبة والجريئة، تتنقل وتدور من جولييت زكا إلى فاطمة البرناوي وشادية أبو غزالة وليلى خالد ولينا النابلسي، إلى دلال المغربي وآيات الأخرس وأشرقت قطناني، وتدور من عهد إلى عهد، وصولاً إلى عهد وأي عهد ومجد؟”.
وأضاف: “في أزرق عينيها أمشاط ورصاص ستملأ جعب المقاومين، وفي أشقر شعرها أحزمة ستشد رباط قلوبهم، وفي صوتها بركان، وضربة قدمها على الأرض بركان وفي قبضة يدها بركان حتى أن ذلك الجندي الأخرق لن ينسى صفعتها على وجهه حتى يموت”.
وختم: “لقد دأبنا نحن في معرض خليل برجاوي لطوابع البريد وجمعية بيت المصور بشخص رئيسها المصمم الأستاذ كامل جابر على إصدار مجموعات من البطاقات البريدية ومنها البطاقات التي ستوزع عليكم اليوم، سعياً إلى شكل من أشكال النشر للمعلومة ولثقافة المراسلة والتواصل، وباباً واسعاً لأرشفة الأحداث وتعميمها على أمل أن تنال شيئاً من أعجابكم وتفاعلكم”.
وكانت كلمة الرعاية ألقاها رئيس بلدية مدينة صيدا المهندس محمد السعودي فقال: “عاماً بعد عام، تمر السنوات على القضية الفلسطينية وعلى المأساة في فلسطين، التي تتجدد في كل يوم مع استمرار الإحتلال بالنسبة إلى معاييرنا بأن فلسطين كل فلسطين هي حق لنا، وحتى بحسب المعايير الدولية التي تعترف بإسرائيل، يستمر هذا الكيان الغاصب بقضم أجزاء عبر سياسات الاستيطان مما يعترف به العالم على أنه فلسطين بحدودها الدولية. وبعيداً عن وجهة نظرنا المنحازة إلى قضية فلسطين بحكم رابطة العروبة والدين، لكن أيضاً من وجهة نظر الإنسانية، ينتهك العهدو الإسرائيلي في كل يوم أبسط الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني. في كل يوم يزداد هذا العدو الأرعن همجية، يهدف من ورائها إلى كسر عزيمة الفلسطينيين ومن خلفهم كل مؤيد للقضية، للرضوخ إلى حقيقة أن إسرائيل أصبحت أمراً واقعاً، فلا جدوى من الاعتراض والمقاومة والمطالبة بما قد مر عليه الزمن. وهذه السياسة قد نجحت تاريخياً مع الكثير من الشعوب التي رضخت في آخر المطاف إلى واقعها المر، ونسيت قضيتها. لكن في فلسطين، الخطة لم تنجح برغم كل السنين وبرغم كل الهمجية وبرغم محاولات تمييع القضية، وأكثر من ذلك، برغم كل خذلان المحيط العربي والإسلامي”.
وأضاف السعودي: “في فلسطين وخارجها، تتوارث الأجيال القضية، من جيل إلى جيل، وفي الداخل الفلسطيني، شعب الجبارين، لا ينفك يبرز منه في كل حين شخصية تتحول رمزاً للقضية. في يوم ما، وقف الطفل فارس عودة حيث لا يجروء الرجال، وحيداً أمام دبابة الميركافا فخر الصناعة الإسرائيلية، وبحجارته الصغيرة حطم هيبتها أمام أعين الصحافة العالمية. ومحمد الدرة الذي سقط في حضن والده، تحولت قضيته إلى رمز عالمي لطفولة فقدت الأمن حتى بين ذراعي والده، فتحولت شهادته إلى دليل إدانة في وجه الكيان الغاصب”.
وتابع: “واليوم، عهد التميمي جبارة من أرض فلسطين، منذ نعومة أناملها لفتت أنظار الصحافة العالمية، واليوم وهي أبنة الستة عشر ربيعاً، أخذ الاحتلال قراره ضارباً بعرض الحائط كل المواثيق الدولية وحقوق الإنسان، للقضاء على هذه الطفلة التي تحولت رمزاً للقضية، ورمزاً للعين التي تقاوم المخرز، ورمزاً لحقيقة أنه وبرغم كل الظروف نستطيع أن نخلق من الضعف قوة نواجه بها أعتى قوى الاستكبار. عهد التميم كم نشعر بالفخر ونحن نراك برغم طفولتك البريئة، شامخة الجبين أمام جبروت الإسرائيلي، بجنوده وضباطه ومحاكمه… نشعر بالفخر، لكننا أيضاً نشعر بالضعف لأننا نقف عاجزين عن أن نكون معك في المواجهة، ونشعر بالخجل لأننا تركناك تحاربين وحدك عن شرف هذه الأمة”.
وختم السعودي: “اليوم، ولأنك أصبحت رمزاً للعنفوان، ورمزاً للقضية، نجتمع بأقل الواجب لنوجه لك التحية من صيدا، ولنكون صوتك في كل ساحة نستطيع أن نوصل رسالتك ورسالة القضية الفلسطينية، إلى من يعنيهم الأمر وحتى إلى من لا يعنيهم الأمر، عسى أن ننجح بتغيير ما بنفوسنا، لكي يغير الله ما بأحوالنا، ونعود كما كنا يوماً، أمة إذا اشتكى منها عضو، تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى”.
وبعد توزيع البطاقات على الحضور (وهي من تصميم الإعلامي كامل جابر، مرفقة إحداها بتحية من الفنان مرسيل خليفة تحت عنوان “إلى عهد” بخط يده. وتحمل البطاقات نبذة عن عهد التميمي المولودة في قرية” النبي صالح في 30 آذار/مارس 2001، وتاريخ نضالها واعتقالها؛ وكذلك تحمل إحدى البطقاقات نبذة عن الطفل فوزي الجنيدي وتاريخ اعتقاله)؛ جال الجميع في المعرض الذي ضم صوراً وأعمال كاريكاتور (40 لوحة) لفنانين وإعلاميين فلسطينيين وعالميين، إلى معرض رسم ولوحات للفنان الفلسطيني أسامة زيدان واللبناني باسم نحلة. وقد جسدت هذه اللوحات عهد التميمي والقدس وانتفاضة الفلسطينيين.
تعليقات: