كمال مرعي غريزي ابن بلدة بتاتر الذي نعاه الحزب التقدمي الاشتراكي كمناضل

غادر منزله وسط العواصف والثلوج ساعياً وراء رزقه، لكن هذه المرة كانت لقمة عيشه مغمسة بالدماء، بعدما انزلقت مركبة تابعة لـ #قوى_الامن_الداخلي على اوتوستراد المديرج في اتجاه بيروت، دهسته بينما كان واقفا امام فان للإكسبرس الذي يمتلكه، ليسقط أرضاً مفارقاً الحياة... هو كمال مرعي غريزي ابن بلدة بتاتر الذي نعاه الحزب التقدمي الاشتراكي كمناضل.

"شهيد لقمة العيش "

"قبل نحو ثلاث سنوات اشترى غريزي (58 عاماً) الإكسبرس، بعدما عمل سابقا في توزيع الخبز، كل ما كان يريده رزقاً حلالاً يكفيه قوت يومه مع عائلته، لكن شاء القدر يوم الثلثاء الماضي أن يفارق الحياة وهو واقف على الطريق أمام الفان الذي يسترزق منه"، وفق ما قاله قريبه رئيس بلدية بتاتر فادي غريزي لـ"النهار"، قبل ان يشرح شقيق الضحية بسام: "في ذلك اليوم قرر كمال اغلاق الإكسبرس عند الساعة العاشرة إلّا ربعاً صباحاً والعودة الى منزله مع العامل بسبب حال الطقس، لكن قبل أن يتمكن من ذلك انتهت حياته ليكون شهيد لقمة العيش".

ارتطمت سيارته من دون اي ضغط على الفرامل... هكذا توفي نائب رئيس بلدية الفرزل السابق (فيديو)

على طريق مديرج.

"قضاء وقدر "

لم ترفع عائلة غريزي دعوى ضد أحد. ووفق ما قال بسام: "نحن نؤمن بالقضاء والقدر. وعندما وصلني خبر وفاة كمال، أسرعت مع ابنه وشقيقي الى المكان لنجده جسداً بلا روح"، يقاطعه شقيقه بسام غاضباً: "نأسف من أن إحدى الناشطات على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك استخفّت بموت شقيقي، طارحة علامات استفهام عن أسباب وجوده على الأوتوستراد في ظل الطقس العاصف. ردّ الناشطون من أبناء البلدة عليها وأنا أقول لها في عقيدتنا لكل انسان أجل إن حان لا يقدم ساعة ولا يؤخر. وهذا جبلنا، جبل كمال جنبلاط".

مأتم مهيب

ترجل كمال الوالد لشاب وفتاتين عن صهوة جواده، رحل كما قال بسام "الانسان الخلوق والهادئ، صاحب الضحكة والنكتة الذي لم يفتعل يوما إشكالاً، ودّعته بلدته والحزب الاشتراكي في مأتم مهيب شارك فيه حشد من أبناء منطقة الجرد، بحضور ممثل القيادة مفوّض العدل نشأت الحسنية، وكيل داخلية الجرد زياد شيا، مفوض شؤون أسر الشهداء والجرحى رئيس بلدية بتاتر فادي غريزي، إضافة الى وفد كبير من أبناء مجدل عنجر وحوش الرافقة".

سيارة الفان للإكسبرس التي كان يمتلكها