المقابلة قديمة، نشرت اليوم. مواقع الكترونية اجتزأتها. وضعت المجهر على سؤالٍ واحد فقط يتناول علاقة "التيار الوطني الحر" مع #حزب_الله. فهل كانت دقيقة في نقلها؟
«التحالف مع حزب الله ما زال مستمراً ولكن هذا لا يعني أننا واحد. نحن متفقون على القضايا الخارجية وسوف نظل ضمانا لحزب الله في الداخل اللبناني في حال تعرّض لبنان لعدوان من اسرائيل او من غير اسرائيل او ما يسمى بالارهاب. ولكن في الموضوع الداخلي، يا للأسف، يتبين لنا أن ثمة خيارات لا تصب في مصلحة بناء الدولة في لبنان، وهذا ما يدفع لبنان ثمنه. هناك شيء اسمه فساد يأكلنا ولا نستطيع ان نبقيه. وثيقة التفاهم تتضمن بندا أساسيا هو بناء الدولة، ونأسف لأن هذا البند غير مطبّق لاعتبارات استراتيجية. نحن وحدة المسيحيين تهمنا ولكن ليس على حساب الدولة».
هذا ما قاله حرفياً وزير الخارجية جبران باسيل في المقابلة التي أجراها مع الصحافي بول خليفة لمصلحة "الماغازين" في التاسع من كانون الثاني المنصرم. الأجوبة الدقيقة عن الأسئلة حصلت عليها "النهار" من خليفة الذي خرج في استنتاجٍ محدّد: "كان التصريح متوازناً، لكن واضح أن هناك اجتزاءً في بعض الجمل من المقابلة، وهي مقابلة شاملة. موضوع حزب الله هو سؤال بين مجموعة كبيرة من الأسئلة. يبدو أن بعض المواقع الالكترونية يجتزئ الكلام أو يأخذ ما له علاقة بحزب الله فقط".
وكانت مواقع الكترونية تناولت مقابلة باسيل من دون توخّي الدقة التامة في الترجمة، أو من خلال لجوئها الى الاجتزاء. وفي كواليس المقابلة، كان خليفة قد طرح على باسيل السؤال الآتي:
ـ "التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر أصبح من أقدم التحالفات السياسية والأطول في تاريخ لبنان المعاصر".
أجاب: "سيستمر لفترة طويلة، لكن هناك بندا في التفاهم يتعلّق ببناء الدولة، لا يطبّقه حزب الله بسبب اعتبارات استراتيجية ".
وكانت بعض المواقع الالكترونية قد تناولت جملة نسبتها الى باسيل جاء فيها: "حزب الله يأخذ خيارات لا تخدم مصالح الدولة اللبنانية في الموضوع الداخلي، وكلّ لبنان يدفع الثمن". لكن الجملة الدقيقة التي قالها باسيل هنا هي التالية: "في الموضوع الداخلي، يا للأسف، يتبين لنا أن ثمة خيارات لا تصب في مصلحة بناء الدولة في لبنان، وهذا ما يدفع لبنان ثمنه". وهي جملة تلت جملة سابقة أجاب فيها باسيل عن السؤال نفسه، وليست جملة فردية غير مرتبطة بجمل أخرى. اذ جاء في الجملة التي سبقت: "التحالف مع حزب الله ما زال مستمراً ولكن هذا لا يعني أننا والحزب واحد. نحن متفقون على القضايا الخارجية وسوف نظل ضمانا لحزب الله في الداخل اللبناني في حال تعرّض لبنان لعدوان من اسرائيل او من غير اسرائيل او ما يسمى بالارهاب".
ويقول خليفة في تحليل إجابة باسيل إنها "ايجابية ولم تحمل معها أي تملّص". ويشير الى أن باسيل "تحدّث في هذا الإطار عن خلافات في خيارات بناء الدولة، لكنه أكّد أن تحالفا استراتيجيا في القضايا الخارجية مستمر وسوف يستمر لفترة طويلة".
وفي ما يخصّ "حزب الله" أيضاً، يقول إن باسيل كان يقصد خلال إجابته عن أحد الأسئلة ان "حزب الله حريص على وحدة الطائفة الشيعية ووحدة اللبنانيين، وهو قارن وقال ان التيار الوطني الحر حريص أيضاً على وحدة المسيحيين ولكن ليس على حساب الدولة ومحاربة الفساد".
يذكر أن المقابلة كان قد أجراها خليفة مع باسيل منذ قرابة الشهر. وهي نشرت في وقتٍ تشهد فيه الساحة السياسية أجواء محتدمة بين "التيار الوطني الحر" وحركة "أمل"، لم يمضِ ساعات على هدوئها. ويقول خليفة إن "توقيت نشر المقابلة تسبب بهذا اللغط بعد الأزمة المستجدة مع بري. وقد يعتبر البعض ان هناك تصعيدا من باسيل، لكنني اريد ان اؤكد أن هذه المقابلة أجريت معه في وقت سابق، فيما السؤال عن حزب الله جزء من أسئلة طرحت في مقابلة شاملة".
ويؤكد خليفة "كلّ حرف قاله باسيل في هذا الإطار، ونحن لم نحوّر اي كلمة ولكن التضخيم واضح".
ردّ باسيل
وفي سياقٍ متصل، صدر عن المكتب الإعلامي لباسيل بيانٌ، جاء فيه أن "وسائل الاعلام تتناقل كلاماً محرّفاً ومجتزأ للوزير جبران باسيل في حديثه الى مجلة "الماغازين" الناطقة باللغة الفرنسية، في موضوع العلاقة مع حزب الله.
والحقيقة ان ما قاله الوزير باسيل ان علاقتنا مع حزب الله استراتيجية وباقية وهي كسرت الرقم القياسي في التفاهمات السياسية في لبنان، وأننا على الموجة نفسها في القضايا الاستراتيجية".
اما في الموضوع الداخلي فقال باسيل انه "يأسف لوجود بعض الاختلافات في المواضيع الداخلية، وثمة قرارات يتخذها الحزب في الموضوع الداخلي لا تخدم الدولة وهذا ما يجعل لبنان يدفع الثمن، وأن بنداً اساسياً هو بناء الدولة في وثيقة التفاهم لا يطبّق بحجة قضايا السياسة الخارجية". وعليه، يؤكد باسيل انه "مهما حاول اليائسون تخريب العلاقة الاستراتيجية مع حزب الله لن ينجحوا".
تعليقات: