المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سها عبد القادر
ليس التهذيبُ خياراً في التربية بل هو ضرورة لينجح الطفل في التعامل مع العالم من حوله. لا يولد التهذيب مع الطفل بل على الأهل تلقينه إياه مروراً بتعليمه مبادئ اللياقة وإتقان التصرّف ومراعاة صورته الاجتماعية منذ صغر سنّه.
في عالمنا، بات الطفلُ مقدَّساً. يتعامل الكثير من الأهل مع طلبات أبنائهم وبناتهم على أنها أوامر، ويعملون على تنفيذ رغبات صغارهم مهما صعب عليهم ذلك، بينما يغضون الطرف عن الكثير من السلوكيات غير المؤدّبة بحجة عدم إضعاف شخصية الطفل.
ولكن بين تربية طفل ضعيف الشخصية ومقموع وقلق وخائف، وبين تجاهل تعليمه أصول التصرّف في المجتمع فرق كبير. فاللياقة لا تجعله ضعيفاً بل أنيقاً ومحبوباً.
تطرح المستشارةُ في الإتيكيت والبروتوكول سها عبد القادر في حديث لـ»الجمهورية» آدابَ السلوك العام للأطفال والأولاد والمراهقين، مشدِّدةً على أهمية استخدامهم صيَغ الاستئذان والشكر.
فعند الطلب يجب استعمال عبارات مثل: «من فضلك»، أو «لو سمحت»، وعند تلقّي الطلب والحصول عليه يجب شكر الشخص الذي أمّنه لنا.
عندما يسأل أحدهم عن أحوال الطفل أو المراهق، تلفت عبد القادر إلى أهمية أن يكون الجواب بروح إيجابية، حيث يشكر الطفل الله، ويخبر عن أحواله، ثم يشكر الشخص الذي سأله ويسأله عن حاله أيضاً، مثلاً: «الحمد لله أنا أنهيت امتحاناتي المدرسية وأنت كيف حالك؟».
عندما يزور الطفل أو المراهق أحد أصدقائه فليتذكّر قبل المغادرة أن يشكر والده ووالدته على حسن استضافته في منزلهما. كما من المهم أن يُقدّر أيّ هديه يقدّمها أحد المقرّبين أو الأصدقاء له ويشكر مَن قدّمها بحرارة. وعندما يساعدكم أحدهم أشكروه من قلبكم فذلك سيجعله يسعى إلى مساعدتكم مرة أخرى، خصوصاً إذا كان أحد المدرّسين أو الزملاء في الصف.
الاستئذان
بالنسبة لآداب الحديث، من المهم أن يعتاد الإنسان منذ صغره على عدم مقاطعة كلام الكبار أو كلام الغير، فبدل أن يعتبر الطفل أنّ إمطار والدته بوابل من النق والطلبات خلال حديثها مع صديقتها أمر طبيعي يجب تعليمه أهمّية الانتظار حتّى ينهي الراشدون حديثهم ويلتفتوا إليه ليتكلّم. ولو اضطر إلى مقاطعة الحديث يستخدم صيغة الاستئذان: «بعد إذنكم».
قبل أن يدخل أيّ غرفة يجب أن يطرق الباب وينتظر الإذن للدخول. وفي حال عدم تأكّد الطفل من إمكانية القيام بتصرف معيّن، عليه أن يسأل أولاً. الاستئذان يجنّبه عقاب الأهل أو اتّخاذ قرارات والقيام بسلوكيات خاطئة.
لا للسخرية
غالباً ما يسخر الأطفال والمراهقون من الأطفال الآخرين أو من الكبار ويشمتون من شكل الغير وتصرّفاتهم، علماً أنّ التنمّر والعنف الجسدي والمعنوي ضد أقرانهم يسبب لهؤلاء الألم والمشكلات النفسية، كما أنّ التجمّع مع الآخرين ضد شخص واحد تصرّف شرير.
وتشدّد المستشارة في الإتيكيت والبروتوكول سها عبد القادر على أهمية إبتعاد الطفل أو المراهق عن التعليق والسخرية من شكل أو تصرّفات أيّ شخص ونعت الغير بالأوصاف السيّئة أو اللجوء إلى كلمات بذيئة.
في المقابل، يمكن التعليق إيجاباً أو المجاملة، لأنّ الناس يرحبّون بالكلمة الطيّبة، بينما يجرحها الكلام غير اللطيف ويصيبها بالحزن. فعندما يكون رأي الأطفال أو المراهقين سلبياً ليحتفظوا به لأنفسهم بدل التفوّه به بصوت عالٍ، وليتذكّروا أنّ إغاظة الآخرين تدلّ على ضعف الشخصية. كما يمكنهم طلب الإيضاحات من والديهم.
لتكونوا أطفالاً ومراهقين لائقين
• عندما تتصلون بأحدهم عبر الهاتف يجب إلقاء التحية أولاً، ثمّ التعريف بالنفس والسؤال عن الشخص الذي تريدون التحدّث إليه.
• قول «أنا آسف» أو «المعذرة» عند الاصطدام بأيِّ شخص أثناء السير أو الجري.
• عند فتح أيِّ باب وبعد المرور أنظروا وراءكم لتفتحوا الباب لمَن يأتي بعدكم.
• غطوا فمكم عند الكحة أو العطس دائماً، ولا تضعوا أصابعكم في أنفكم أمام الآخرين. كما يجب غسل اليدين دائماً والاحتفاظ بالأظافر نظيفة.
تعليقات: