الترابط العائلي والصداقة الحقّة.. سرّ السعادة

في احدى المناسبات التقيت بزميلة قديمة وتفاجأت بها وقد اعتدت دوما رؤيتها مع اختها ولكن هذه المره كانت وحدها ... سالتها باهتمام بالغ وببساطة.

لم اكن اعلم انني فتحت لها جرحا غائرا وحقيقة مرة في داخلها ..

أجابتني بألم وحزن: كانت اختي.. والان هي مجرد انسانة غريبة لا اعرفها..

والسبب تدخل زوجها في ورثة اهلها بشكل سلبي. مما سبب في تأزم العلاقة بين الاخوة.

تبا لزمن الماديات وأكل حقوق الاخرين ..

نصحتها كثيرا ولم تتجاوب ابدا. انها حاله ميؤوس منها . من هذا الجفاء والحقد ..

فالاخوة ليست علاقة صداقة او معرفة عادية، تنتهي حين يقع خلاف مادي او معنوي وهي اسمى مما نتوقع او تدخل بالحسابات ..فهي الدم الذي يجري في العروق.. لذلك حتى لو تجاهلت اخيك او اختك في حياتك .

فان كريات الدم ستصرخ في عروقك لتشعرك بالحنين اليهم ..

والذين يقسون على اخوتهم يعانون الضيق ولن يحصدوا سوى جفاف المشاعر والاحاسيس ..

ان روعة الاخوة ان تشعر اخوك بقيمته فى حياتك باشتياقك له . وان امره ومشكلاته تعنيك وان دموعه تنحدر في عينيك قبل عينيه ..

وان تسنده قبل ان يسقط وتكون له عكاز قبل ان يقول آه ..

الاخوة ليست اسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ولا اوراق في شجرة العائلة ولا ارقام هاتفية مسجلة ..

الاخوة تاريخ بر واخاء .. لذلك لن نستطيع ان تمحو كل ذلك فتستشعر بتانيب الضمير ..والدم سيشعرك بالحب والحنين لاخوة يقاسموك كريات دمك نفسها ...فاياك ثم اياك ان تفرط باخوتك من اجل اي شي في هذه الدنيا ..فكل شي ممكن تعويضه الا الاخوة ..ولا شي يؤلم اكثر من ان يتغير عليك انسان كان يعني لك الكثير ..

هنيئا لمن يحرص ان لا يظلم احدا ..ولا يكره احدا ...ولا يجرح احدا ..

ولا يرى نفسه فوق احد ..فكلنا راحلون ولا يبقى الا الذ كرى الطيبة ..

نتمنى الخير والهناء للجميع ...

* وفاء محمد علي ابو عباس

الترابط العائلي والصداقة الحقّة.. سرّ السعادة