ابن اركي الجنوبية وسام عمّار
22 عاماً من الضياع، المرارة والحسرة انتهت بطلقة... توقف عداد الزمن في حياة ابن اركي الجنوبية وسام عمّار بعد ثلاث سنوات امضاها في بلاد الاغتراب، ربما اطفأ شمعته بيده ورحل بعيداً من أوجاعه خلال وجوده في شقة صديقه في ديربورن هايتس.
جلاء الصورة
ليل امس وصل خبر موت وسام (22 عاما) الى اقربائه في لبنان، الغموض كان يلف الموقف، بين القتل والانتحار تأرجحت الاخبار الى ان بدأت الصورة تنجلي صباح اليوم حيث شرح عمه حسن الذي رباه منذ الصغر لـ"النهار"، "بحسب المعلومات التي وصلتني من اولادي هناك وبعد التحقيق معهم ومع شقيقه علي وصديقه الذي كان في منزله لحظة موته فإنه على ما يبدو انتحر". واشار إلى أنه "كان في زيارة الى صديقه، اخذ مسدسه ونزل الى الطبقة الارضية من منزله قبل ان يصوب المسدس على راسه وينهي حياته".
"إذا رجعت عَبيروت من دون ما قلِّع رح كون زعلان"... آخر ما قاله جو قبل أن ينطلق في السباق الأخير
لكن ما الذي قد يدفع شاباً في بداية حياته يعمل في احد مطاعم اميركا الى الاقدام على خطوة مميتة ان كانت الحادثة فعلاً انتحاراً وليست جريمة؟! عن ذلك اجاب العم المفجوع "عانى وسام منذ كان في عمر السنة ونصف السنة من تخلي والدته فاطمة عنه وعن شقيقه بسبب زواج اخي من امرأة ثانية، كما عانى من معاملة زوجة ابيه القاسية له حيث كانت تضربه ضرباً مبرحاً حتى انها في احدى المرات كسرت قدمه، وعندما قررت العائلة الهجرة الى اميركا قبل سنوات أصرت زوجة والده على بقاء وسام وشقيقه في لبنان الا انه وبعد الضغط اصطحبتهما معها لفترة الا انها استمرت في تعذيبهما فعادا الى لبنان. ربيتهما بعد محاولاتي الفاشلة باقناع امهما ان يبقيا في حضنها على ان اتحمل مصروفهما، عندها وضعت وسام في دار الايتام واستمررت بمتابعته وتأمين كل ما يحتاجه مع العلم انه قبل نحو عامين توفي والده".
طريق الضياع
قبل ثلاث سنوات تمكن حسن من تأمين سفر وسام وعلي الى اميركا الا انه كما قال: "سار وسام بطريق السوء بعدما تعرف إلى مجموعة من الاصدقاء المنحرفين، دخل عالم الموسيقى والسكر وغيرها من الامور، حاول اولادي وشقيقه ابعاده عن هذه الاجواء الا انه لم يعر نصائحهم اي اهتمام، عندها قاطعوه، ضاقت به الدنيا حتى اتخذ قراره بإنهاء حياته". وعما ان كان سيتم نقل جثمان وسام من اميركا لدفنه في لبنان، اجاب "كلا، قررنا ان يوارى الثرى هناك".
الجميع بانتظار ان تحسم السلطات الاميركية سبب موت وسام، الا ان الشيء الاكيد هو خسارة شاب بطريقة شنيعة اياً تكن الخلفيات!
تعليقات: