هل يُضحّي الحزب الشيوعي اللبناني بقوى اليسار والمستقلين والحالة المدنية التي شكّلها شباب "الجنوب يستطيع" في دائرة الجنوب الثالثة، مقابل التحالف مع قوى يعتبرها البعض من "أذناب السلطة"؟
كادت أن تشهد هذه الدائرة تشكيل تحالف يضم إلى الشيوعي قوى أخرى مثل اليسار الديمقراطي، التجمع اللبناني، منظمة العمل الشيوعي و"الجنوب يستطيع" وحزب الطليعة وبعض المستقلين. لكن يبدو أن محاولة الشيوعي فرض قوى جديدة على التحالف قد تطيح بالجهود التي بذلت في الأشهر الفائتة. فوفق ممثل التجمع اللبناني محمد عواضة يحاول الشيوعي اليوم فرض قوى سياسية من مخلّفات النظام السوري مثل حركة الشعب وقوى الشعب العامل، ومحاولة تسويقهم كمرشحين في الدائرة. وهذا قد يؤدي إلى فشل مساعي توحيد قوى المعارضة وتشكيل تحالف سياسي متجانس في الجنوب.
وفي حال أصرّ الشيوعي على خياراته الجديدة قد تذهب الأمور إلى التصعيد، كما يؤكد ممثل "الجنوب يستطيع" فارس الحلبي. يضيف: "مازالت اليد ممدودة للجميع. لقد كان الاتفاق مع الشيوعي بأن يكون له ثلاثة مرشحين وأن تترك المقاعد الأخرى للمستقلين. أما في حال ذهب الشيوعي إلى فرض قوى جديدة أو تفرّد بالرأي وفرض مرشحين ليسوا من الجو المدني والديمقراطي سيكون هناك اختلاف في وجهات النظر بيننا، ولا نعرف حينها ماذا سيكون مصير تشكيل اللائحة وهل سيبقى التعاون معه أم لا".
أما ممثل منظمة العمل الشيوعي محمود قميحة فيعتبر أنه إلى حد الساعة ليس هناك خلاف مع الحزب الشيوعي. ما حصل أن أحد ممثلي "هيئة العرقوب" (قوى الشعب العامل) حضر إلى أحد الاجتماعات ونحن نعتبر أن هذه القوى في نهاية المطاف من قوى السلطة. يضيف: "كمنظمة عمل شيوعي لدينا موقف من كل قوى تحاول أن تظهر بمظهر جديد وهي في الاساس تصب في خانة أحزاب السلطة. بالتالي، لا تحالف معها".
بدوره يشير ممثل حركة اليسار الديمقراطي حسن قانصو إلى الجهود التي بذلت في الأشهر الفائتة لتوحيد قوى الاعتراض في الجنوب، حيث تمّ التوافق مع الشيوعي على خوض المعركة ضد قوى السلطة كلها واتباعها أيضاً. وتم التوافق على عدم التفاوض في مسألة الترشيحات مع أي جهة سياسية من "أذناب السلطة"، وأن يقتصر تواصل الشيوعي مع حلفائه على مسألة تجيير الأصوات للائحة. لكن ما حصل أن الشيوعي يحاول فرض محمد حمدان من قوى الشعب العامل كمرشح تحت مسمى أنه شخص جيد وأن ترشيحه سيكون باسم "هيئة أبناء العرقوب" لا اسم حزبه.
بحذر وروية يتعاطى منسق الحملة الانتخابية للحزب الشيوعي اللبناني في الجنوب عمران فوعاني. فهو ينفي عملية فرض أي قوى على أي لائحة، ميشراً إلى أن "جهود تشكيل التحالفات وتأليف اللوائح لا تزال قائمة على خلفية تجميع كل قوى الاعتراض رغم بعض العوائق والتحفظات من الأفرقاء على بعضهم البعض"، مؤكداً أنهم "سيعملون بشكل مشترك مع كل شركائهم للوصول إلى أفضل الشروط لخوض الانتخابات بشكل ناجح".
لم تحسم الأمور بعد، والعمل جار لعدم اعطاء منصة لأي جهة من خارج قوى الاعتراض الحقيقية في الجنوب، كما يؤكد قميحة. ويستدرك أن للشيوعي الحرية في ادارة علاقاته السياسية وهذا شأنه، لكن كمنظمة "لا نستطيع أن ندعم أي لائحة قد تضم ممثلين عن قوى الشعب العامل أو حركة الشعب أو أي قوة مماثلة". وهذا ما تؤكده القوى الأخرى.
أما في حال اصرار الشيوعي على مواقفه فهناك سعيٌ لتشكيل نواة لائحة في اليومين المقبلين وترك اليد ممدودة للشيوعي في حال أراد الالتزام بالاتفاق السابق، أي ترشيح ثلاثة أعضاء منه من أصل المقاعد الـ11 المخصصة للدائرة، كما يؤكد الحلبي. أما المقاعد الثمانية الأخرى فهي رهن توافق الجميع عليها وعدم تفرّد أي جهة بها، كما يؤكد قانصو.
---------- ---------- -----------
موقع خيام دوت كوم يرحب بكافة الكتابات والآراء والإعلانات ليبقى، على مسافة واحدة من كل الأطراف، منبراً حراً للجميع وجسر تواصل بين أبناء المنطقة..
يمكن التواصل مع فريق عمل الموقع، عبر البريد الألكتروني: info@khiyam.com أو الهاتف/واتس 03/107980.
تعليقات: