من قتل الشاب العبقري حسن خيرالدين في كندا؟

صور حسن تروي عن براءته
صور حسن تروي عن براءته


أعلنت في كندا، في 23 شباط 2018، وفاة الشاب اللبناني حسن علي خيرالدين، الطالب اللبناني الذي طعن بخنجر في 14 شباط، يوم عيد ميلادة الـ23، داخل مهجع جامعة "هاليفاكس"، حيث كان يتخصص في علم الاقتصاد.

ووفق ما تروي لـ"المدن" حنين خيرالدين، وهي ابنة عم حسن، التي كانت على تواصل دائم معه من لبنان، فإن حسن أصيب بخنجر اخترق قفصه الصدري حتى القلب. ومع أن عملية الاسعاف، لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة إلى حين وصول المسعفين، خلافاً لما ذكر عن تأخر اسعافه في بعض وسائل الإعلام، وصل حسن المستشفى في حالة موت دماغي استمر 8 أيام إلى أن أعلنت وفاته نهائياً.

لا ترغب حنين بالحديث عن سبب طعن ابن عمها، خصوصاً أن الغموض لا يزال يلف القضية، وهناك مشتبه بهم رئيسيين في الجريمة، فيما التحليلات التي قدمتها بعض وسائل الاعلام، كما تقول، لا تستند إلى "قرائن مادية"، وهي تؤذي والدي حسن وشقيقيه في مكان اقامتهم في كندا.

ولعل امتعاض العائلة من التحليلات التي قدمت حول الجريمة، هو ما جعلها تتواصل مع السلطات اللبنانية، من أجل وقف تناقل أي معلومات تسيء إلى التحقيقات الجارية. عليه، أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين بياناً الأحد، في 26 شباط، طلبت فيه "توخي الدقة بنشر الأخبار المتعلقة بهذه الجريمة وعدم اختلاق روايات وسيناريوهات عن ملابساتها قد لا تمت إلى دوافعها الحقيقية بصلة، انما انتظار نتائج التحقيقات التي ما زالت جارية احتراماً لمشاعر أهل الفقيد".

البحث في سيرة حسن يظهر شخصية شاب شديد الذكاء، والطموح، وشديد التعلق بلبنان، رغم اطلاعه العميق على كل ظروفه الصعبة.

تميز حسن بذكائه منذ الصغر، ونال لقب "العبقري" عندما كان في عمر 13 لدى مشاركته في مسابقة "عيش سفاري" على تلفزيون MBC.

في آخر حديث مسجل لحسن مع ابنة عمه حنين، يصر رداً على نقاش دار معها على أنه "عائد، حتى ولو بظروف الفساد وغيرها". ويقول: "سأعيش بالقرف حتى أغير القرف. أريد أن أعرف ماذا يحصل، أن أعمل، لأنه في النهاية بلدي، ولا يمكن أن اترك بلدي، بالمنيح أو بالعاطل".

قدمت حنين هذا التسجيل الصوتي لعمها علي، كوصية من حسن لدفنه في لبنان، بعدما كان موضوع نقاش في العائلة. علماً أن شقيق حسن الأصغر، كان يدرك رغبة حسن هذه، فأطلق حملة لجمع التبرعات لدى وفاته، من أجل تأمين تكاليف نقل جثته إلى تراب وطنه. فنجح بجمع المبلغ في أقل من 48 ساعة من خلال شبكة العلاقات المحيطة بالعائلة وتعاطف أبناء الجالية اللبنانية معها.

لم يشعر حسن يوماً أنه كندي، كما تقول حنين، بل لم يكن يرغب بجنسية غير الجنسية اللبنانية. كانت هذه الوطنية متجذرة فيه إلى حد الألم على كل أوضاع البلد.

وقد أنشأ حسن لنفسه صفحة، ضمنها أدق ما يتعلق بلبنان، وأغناها بحس النقد السياسي والاقتصادي الذي تميز به. فكان يبدي، وفق حنين، رأيه في كل القضايا اللبنانية، ولم يكن متحزباً لأحد.

ميول حسن القوية إلى اختصاص الاقتصاد عززتها، وفق حنين، رغبته بالنهوض باقتصاد لبنان. فتكشف أنه في رسالة صوتية أخرى له، كان قد طرح تساؤلات عديدة حول كيفية صرف رواتب النواب، ومصادر مداخيلهم للتأكد من عدم ارتهانهم للقوى الخارجية، وكان يرى ضرورة لمحاسبة كل شخص يسرق بلدنا.

في آخر زيارة لحسن خلال أحداث عرسال الأولى، تألم كثيراً بعد سماعه أخبار العسكريين المخطوفين والذين ذبحوا. لذلك، عمل على ادراج سيرتهم عبر موسوعة WIKIPEDIA حتى يتسنى لكل باحث عنهم أن يصل إلى معلومات دقيقة حولهم.

صور حسن، كما تقول حنين، تروي عن براءته، وطيبة قلبه، حيث كان الكل يحبونه، ولم يؤذ أحداً يوماً، وكان انساناً مسالماً، تحمل مسؤلية شقيقيه الصغيرين في غياب والده الذي أبقته ظروف العمل بعيداً منهم في دبي، منذ سفرهم في العام 2009، فكانوا يلتقون مرة في السنة في لبنان أو في كندا.

لماذا يطعن شاب بهذه المواصفات، في بلد من الأكثر أماناً عالمياً؟ هذا هو السؤال الذي يحير عائلة حسن، وهي لا تريد أن تتبنى أياً من التحليلات التي ربطت القضية بأيدي "يهودية"، مبدية ثقتها بالسلطات الكندية، وبالمتابعة التي تجريها السفارة اللبنانية في كندا.


تعليقات: