من يقف وراء الفلتان الأخلاقي والأمني في منطقة البيسارية–العاقبية؟ ومن يتستر عليه؟
خلال مدة زمنية محددة، وقعت عدة سرقات في محيط منطقة محددة جدا، وهي تمتد من ساحل العاقبية الجنوبي الذي يقع في منطقة الزهراني، وتشمل البيسارية، وضيعة العرب، خاصة بعد اتصال مصدر موثوق بموقع “جنوبية”، حيث اطلعنا وبالأسماء على عدد السرقات التي جرت في وقت محدد اذ تنوعت السرقات ما بين المنازل والمحال التجارية.
هذا على صعيد السرقات، اما الوجه الآخر للمشكلة فهو انتشار المتسولات، بشكل واسع على مفترقات الطرق، بدء من خط العاقبية التجاري المفتوح وصولا الى جسر الزهراني الذي يصل منطقة الساحل بمنطقة النبطية.
هذا الخط الحيويّ الرابط بين صيدا وصور، وبين صيدا والنبطية، يعج بالفتيات السوريات ومكتومات القيد، اللواتي يختبئن خلف ستار فستان اسود طويل ولون أصفر أو بنيّ، جراء التعرض الدائم للشمس والهواء، اللواتي يتسولن، وبالوقت نفسه يعملن بالدعارة.
هذه المشكلة التي أثارتها “جنوبية” منذ أقل من عام، ووضعتها كإخبار أمام شرطة الآداب والقوى الأمنيّة.
مع الاشارة الى ان منطقة العاقبية تتبع لبلدة البيسارية إداريا وعقاريا، فتحدها من الشمال والشرق البيسارية، ومن الجنوب الصرفند. تطلّ على البحر من جهة الشرق. وتبعد عن العاصمة بيروت 56 كلم، وترتفع 150 متر عن سطح البحر. ويبلغ عدد سكانها أكثر من ألفيّ نسمة.
ورغم كل مميزاتها السياحية جغرافيا، كونها تطل على شاطىء مميّز، الا انها تفتقد لأدنى مستويات النظافة، والهندسة، والنظام. فالقاصد لشاطئها او محالها التجارية، المرصوفة على طول الخط البحري الساحلي جنوبا، يلاحظ عدم توانيّ المقيمين عن اشاعة الفوضى على طرقاتها، اضافة الى عدم وجود فاصل حديديّ او باطون لحماية اللسيارات بالإتجاهين مع غياب تام لجسر مشاة. ولطالما عانى المارة فيها من خطر الصدم. علما انها بلدية غنيّة نظرا للرسوم البلدية التي تدفعها المحال التجارية الكثيرة فيها.
واليوم، يواجه أهل العاقبية وقاطنوها، اضافة الى ما تقدّم من أزمات، أزمة جديدة تتجلى في صورة معاكسة لما يفترض ان تكون عليه،وهي مسلسل السرقات.
فقد طالت السرقة كل من مطعم السلطان، وكوفيه رين، وكافيه الامام، ومنزل سلمى حسين، ومنزل علي نصرالله، ورئاسة بيع دخان سكيكي، وميني ماركت محمود مخدر، وملحمة الوسام، وملحمة موسى، اما السرقة الأخيرة فقد وقعت في 23-2-2018 لمنزل محمود عبدون في البيسارية. ولم يسلم مركز بلدية البيسارية نفسه من الخلع والكسر.
وبعد عرض هذه اللائحة، نجد ان السرقات مستمرة حيث ان المنطقة باتت تستيقظ كل صباح على أخبار عمليات السرقة والنهب دون أي كشف لأي سارق او عصابة.
ويتردد بين أبناء المنطقة ان السارقين عصابة ترويج مخدرات. خاصة انه تم القاء القبض على مجموعة ترويج وبيع المخدرات في المنطقة، خاصة في بلدة البابلية، القريبة جدا، للعاقبية والبيسارية.
وبحسب مصدر آخر، قال للموقع انه يوجد في المنطقة 7000 نازح سوري، و1000 (نُوريّ)، و1500 فلسطيني، اضافة الى ان عدد سكان البيسارية يصل الى 4750 نسمة، في حين يبلغ عدد المقيمين 21000 نسمة. اضافة الى العرب فهم عدد لا يستهان به. وكان السوريون عبارة عن عمال فقط، لكن بعد الأحداث في سوريا أحضر هؤلاء العمال عوائلهم.
ويحيل، هذا المصدر، ارتفاع عدد السرقات الى عدم تحمّل الاهل لمسؤولياتهم ايضا، فالاولاد يعودون الى المنزل في الرابعة فجرا ولا من يهتم او يراقب.
وفي اتصال مع رئيس بلدية البيسارية، نزيه عيد، ردا على سؤال حول الاجراءات حيال تكرار السرقات، قال لـ”جنوبية”: “سرّ تكرار السرقات الى ان البلدة لم تعد تضم سكانها فقط، بل هناك 21000 نسمة، وانا أعيش في البلدة ولم أتركها يوما، ولم يكن الوضع سابقا على هذه الحال. لكن السرقات التي تمت كانت سرقة للـ”القجج”، وقد تم إلقاء القبض على السارق الذي كان من (النَوَر). اما بالنسبة لسرقة بلدية البيسارية فهي مسألة مناوشات سياسية، وانتهت بمصالحة وانتهى الخلاف، اما السرقات الأخرى فهي تحصل كل يوم في أي مكان في لبنان”.
واضاف عيد “ليس لدى البلدية سوى حارس واحد، فكيف يمكن للبلدية تأمين حراسة المنطقة الممتدة حتى العاقبية. مع الاشارة الى ان الصندوق البلدية المستقل دفع لنا 290 مليون ليرة فقط، يذهب ثلثها الى معالجة النفايات فقط”.
وختم رئيس بلدية البيسارية العاقبية نزيه عيد بالقول “لا امكانيات مادية لدينا، لذا لا يمكننا تأمين حرّاس بعدد كاف أيضا. وهذه مسؤولية القوى الأمنيّة”.
تعليقات: