استهلاك لبنان للمادة المستنفدة للبيئة انخفض من 918 طناً إلى 218
عشرة اعوام مضت على تأسيس مشروع "وحدة الاوزون الوطنية" في وزارة البيئة بادارة برنامج الامم المتحدة، والمموّل من الصندوق المتعدد الاطراف في بروتوكول مونتريال. فقد تمكن المشروع من اقناع اصحاب 100 مصنع، بينها من يعمل في انتاج عبوات الرشّ وآلات التبريد والاسفنج والعوازل، من التحول الى العمل بتكنولوجيات بديلة صديقة للاوزون بعدما كانت تعتمد في انتاجها على مادة SFS المستنفدة لطبقة الاوزون والبيئة.
12 مليون دولار ثمرة نجاح المشروع
عن المراحل العملية للمشروع والنجاح الذي حققه، تحدث مديره مازن حسين، فلفت الى انه في عام 1993 كان لبنان يستهلك سنويا 918 وطنا من مادة SFS الشائعة الاستعمال في صناعات محلية متخصصة بانتاج عبوات السبراي والبرادات وقطاعات اخرى. وفي عام 2006 تدنت هذه النسبة بفضل الجهود التي قام بها المشروع الى 218 طناً، اي بنسبة وصلت الى 73 في المئة.
وتابع: "الجدير ذكره ان نشاط المشروع توزع في كل المناطق اللبنانية، ففي عام 2000 وبعيد تحرير الجنوب مباشرة، اتصلنا بالمصانع الجنوبية وقمنا بزيارتها حيث قدمنا لها الدعم الفني والتقني للانتقال الى اعتماد المواد البديلة غير المستنفدة للاوزون وقد نجحنا في ذلك".
واشار الى ان "هذا النجاح اللافت الذي حققه المشروع نال الاعجاب، ليس على الصعيد المحلي فحسب بل على الصعيد العالمي، وأهَّل لبنان لأن يحصد في ايلول الماضي واثناء مشاركة وفد من وزارة البيئة وفريق عمل وحدة الاوزون الوطنية في اجتماعات بروتوكول مونتريال لحماية الارض، جائزة افضل المشاريع المنفذة في العالم، وهي جائزة لم تحصل عليها اي دولة عربية من قبل".
ولفت الى ان المشروع تمكن خلال عمله الميداني الذي استهله عام 1998، من ان يجلب الى لبنان 12 مليون دولار توزعت على قطاعي النصاعة والزراعة وتنوعت بين مساعدات تقنية وفنية"، مؤكدا ان تجاوب المصانع كان لافتا ومشجعاً نظرا الى قيام المكتب بتوفير تقنيات ومستلزمات التحول الجديدة لاستخدام المواد البديلة من دون اي مقابل"، معتبرا ان اهميته "تكمن في ايجاد شراكة حقيقية ما بين المنظمات الدولية العاملة والقطاع الخاص والاهلي والتعليمي".
تنشيط الاقتصاد
وذكر حسين "ان نجاح المشروع لم يقتصر على وقف استعمال مادة SFS فحسب، بل تمكن من تنشيط الحركة الاقتصادية محلياً عبر ايجاد فرص عمل جديدة. وتعترف المصانع انه لولا المساعدة التي قدمناها لها، لاقفلت ابوابها وصرفت عمالها. فاعتمادها على الانتاج تبعا للتكنولوجيات الصديقة للاوزون فتح امامها باب التصدير الى الاسواق العالمية التي لا تقبل بالاستيراد الا تبعاً للمعايير العالمية".
وختم مشيرا الى انه في عام 1999 التزم لبنان خفض استهلاكه حتى 50 في المئة، على امل ان يصل الى 85 في المئة سنة 2008، 100 في المئة سنة 2010.
مشاريع مستقبلية
بعدما حقق المشروع، الهدف الذي أنشئ من اجله، ما هي مشاريعه الآنية والمستقبلية؟
شرحت نائبة مدير المشروع لما مغامس قائلة: "حاليا نحن في صدد تنفيذ المراحل الاولية لمشروع تزويد المعاهد الفنية الرسمية التي تدرس اختصاص التبريد والتكييف المعدات اللازمة لتدريب طلابها على العمل عليها عندما يدخلون سوق العمل. وهذا المشروع هو نتيجة التعاون بين وزارتي البيئة والتربية والمديرية العامة للتعليم المهني، اما كلفته فتراوح بين 200 و250 الف دولار".
في المقابل، نعمل مع قطاع الفنيين العاملين في مجال التكييف والتبريد والذي يصل عددهم الى نحو 2500 فني لتدريبهم على استعمال التكنولوجيات البديلة الصديقة للاوزون. كذلك نموّل نحو 250 محلا لصيانة تبريد المنال. اما كلفة المشروع فتصل الى 600 الف دولار.
أفضل ملصق اعلاني
وأشارت منسقة الاتصالات جومانا سماحة الى ان المشروع منح مجال التوعية اهتماما كبيراً، فهو يخصص سنويا حملات تشمل زيارات ميدانية للمدارس تتزامن مع وتوزيع كتيبات عن الاوزون ونشرات مصورة على التلامذة، اضافة الى المحاضرات، كذلك توزع صيفاً على الشواطئ ارشادات عن سبل الحماية من الاشعة ما فوق البنفسجية.
لكن النجاح اللافت للمشروع سجل في آذار الماضي، حيث اطلقت وزارة البيئة بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة، مسابقة لطلاب الجامعات والمدارس عن افضل ملصق اعلاني وموضوع علمي عن سبل حماية طبقة الاوزون، وفازت بالمرتبتين الاولى والثانية الطالبتان ليال عطية ورنا براق من معهد AUT. وتم اختيار ملصق برّاق في المؤتمر العالمي للاوزون الذي عقد في مونتريال – كندا في ايلول الماضي، كأفضل ملصق عالمي من بين ممثلين لـ168 بلداً.
تعليقات: