مرجعيون: الضرر طال الحمضيات والزيتون والخضار وأشجار الزينة

مواطن من حاصبيا ينقل مواشيه النافقة (طارق بو حمدان)
مواطن من حاصبيا ينقل مواشيه النافقة (طارق بو حمدان)


ذاب ثلج العاصفة وبان مرج الأضرار

الجنوب:

كان من شأن الصقيع الذي لف لبنان مؤخراً أن يرفع من استهلاك المواد المستخدمة في التدفئة، لا سيما المازوت والحطب في المناطق اللبنانية الجبلية منها وحتى في تلك التي تعتبر معتدلة المناخ عادة كمرجعيون ومحيطها. وحولت العاصفة الثلجية والطقس الجليدي، حفر الطرقات إلى أخاديد وبحيرات عائمة، مهمتها اصطياد السيارات العابرة، وتسببت الموجة الجليدية بأضرار في بساتين الحمضيات، وفي براعم الأشجار المثمرة، ولم توفر الخضار في الخيم البلاستيكية. وأكملت الرياح التي وصلت سرعتها إلى مئة كيلومتر في الساعة المهمة، فاقتلعت ما اقتلعته من مزروعات وخيم بلاستيكية وعرضت الإنتاج الزراعي جنوباً لأضرار جسيمة.

وعلت أصوات مزارعي المنطقة الحدودية مطالبين بالتعويض على الأشجار المثمرة التي أسقط ثمرها على الأرض، وعن حقول الزيتون وأصناف الخضار، خصوصا بعد تلف أنواع عدة من محاصيلهم الزراعية.

وبعد موجة الصقيع الأولى التي طالت الخيم البلاستيكية المزروعة بالخضار والحمضيات، فأحرقت المحاصيل ورمدت المزروعات، ارتفعت الأسعار بشكل رهيب، ومن الممكن أن يتضاعف سعرها أكثر، مع استيراد كميات منها من الخارج، لأن ضررالصقيع طال ايضاً البلدان المجاورة، كما يقول تاجر الخضار أبو الياس، مبدياً خشيته «من فوضى في الأسواق، حيث ان الاستيراد لن يكون الحل المرجو، كونه لا يؤمن البضاعة بالأسعار التي كانت متداولة من قبل».

واليوم، بعد انحسار العاصفة، وحسب المثل القائل «ذاب الثلج وبان المرج»، تتكشف هموم المزارعين وخسائرهم، وهنا تبدأ الحكاية، ويدور الحديث حول التعويضات وغلاء الأسعار المتوقع لا محالة، ومع تأثر أشجار الحمضيات قضى الطقس الجليدي على موسم الليمون ونوعيته، بمختلف أصنافه: الكلمنتين والافندي وأبو صرة والشموطي.

بكثيرٍ من الألم يتحدث المزارعون والمستثمرون في وطى الخيام وسهول سردا والوزاني والميسات، وبساتين الأشجار المثمرة وحقول الزيتون في منطقة مرجعيون عن النكبة التي ألمّت بهم. ويؤكد المزارع عبد العلي أبو كامل، أن بساتين الحمضيات التي استثمرها بـ«الضمان» على الليطاني، أُصيبت بأضرار مباشرة، طالت مختلف الإنتاج من أنواع الليمون، مما كبده خسارة تقدر بـ 28 مليون ليرة لبنانية.

أضاف غصن، «تسرب البرودة الشديدة إلى حنايا الأشجارالمثمرة، كان كفيلاً بجعل مذاق الليمون مراً إلى حدٍ كبير، بفعل الصقيع الذي عمل على قتل الحيوية الجارية في الأغصان، ما يدل على الجذور الميتة التي لم تتحمل انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ويؤشر الى خسارة كبيرة تكبدناها بتلف أكثر من نصف الموسم وسقوطه تحت الأشجار، وتجنب المستهلك شراء الليمون بسبب مرارة طعمه».

ورأى أن الإنتاج تعرض لكارثة طبيعية كبيرة، بات معها عدد كبير من المزارعين، عاجزين عن تحمل الخسارة والبدء بالانتاج من جديد. وطالب غصن الدولة ووزارة الزراعة وكل المعنيين، بحل مشاكل المزارعين، ومساعدتهم على تخطي الخسائر الناتجة عن كوارث الطبيعة والظروف المناخية القاهرة، والعمل فوراً على مسح الأضرار، والتعويض على المزارعين.

على مقربة من بستان غصن، تقع كارثة أخرى في بستان جاره أبو حسين جعفر الذي أصابه ما أصاب جاره من أذى الطبيعة، وبادرنا بالقول، «وضعت جنى عمري بانتظار الموسم، لكن قسوة الطبيعة حولت الحلو مراً، وتسببت العاصفة بالقضاء على الإنتاج، الذي تساقط دون رحمة تحت الأشجار، وجاء «الملاّح» ليزيد الضرر، ويحرق الأوراق ويقضي على البراعم وبخاصة اللوزيات والحمضيات، فيلحق اليباس بالأغصان، ويمتص «ماوية» الليمون، ويجعل مذاق الثمار مراً، ويؤخر من نمو الأشجار». ويضيف «المهم أن لا يتأخروا علينا بالدفع، بعدما خسرت في ضمان هذا الموسم نحو 15 مليون ليرة».

تترك أبو حسين لتجد كارثة أخرى في حقول الزيتون، حيث أصاب الصقيع مقتلا في أشجارها، وخلف خسائر مادية كبيرة، كان من المفترض أن تنتج زيتاً مدراراً، ولكن الصقيع حول هذه النعمة إلى خسارة تتجاوز آلاف الدولارات.

ولم تسلم أشجار الحور والصفصاف والدلب والكينا وحتى القصب التي تظلل ضفاف الأنهر، من كارثة الطبيعة، فتكسرت أغصانها وهوى بعض من فروعها إلى الأرض.

وتحت عنوان "العرقوب: كارثة حيوانية وزراعية"، كتب طارق ابو حمدان:

حاصبيا :

تكشفت العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة الأسبوع المنصرم، عن اضرار فادحة طاولت القطاعين الرزاعي والحيواني، بحيث اشارت التقارير والإحصاءات الأولية الى نفوق حوالى 1400 رأس ماعز، اضافة الى تلف مساحات واسعة مزروعة بالخضار، وخسارة حوالى 90٪ من موسم ليمون وحمضيات وادي الحاصباني.

رئيس بلدية حاصــبيا كامل ابــو غيدا جال على البساتين المتضررة في وادي الحاصباني، برفقة العديد من المزارعين المتضررين وبعض رؤساء التعاونيات الزراعية ولمسوا حــجم الاضــرار التي خلفتها العاصفة الثلجية وموجة الصقيع من اضرار في البساتين والحقول المزروعة بالخضار.

ابو غيدا اعتبر ما حصل في هذا الوادي اشبه بكارثة زراعية، فالثلوج والصقيع والرياح تعاونت على تكسير الأشجار التي تساقطت ثمارها، وما بقي من ثمارها تجمد واهترى، معتبرا ان الأخطر من كل ذلك اليباس الذي بدأ يضرب الأشجار وبنسبة عالية مما يعني ان الخسائر في تصاعد مستمر.

رئيس التعاونية الزراعية مهدي سعسوع دعا كافة الجهات المعنية الى العــمل بجـدية، لإنقاذ الزراعة في وادي الحاصباني التي تعني نصف المجتمع هنا، فوادي الحاصباني هو الشريان الرئيسي والدعامة الأساسية في اقتصاد البلدة، مضيفا المطلوب ارسال خبراء زراعيين للكشف ومعالجة ما خلفته العاصفة على الشجر حيث الخوف من اليباس بات هم المزارع ،كذلك نطالب الهيئة العليا للإغاثة ووزارة الزراعة دفع بدل الخسائر الكبيرة للمتضررين مع التذكير الى ان كمية كبيرة من زيت حاصبيا لا يزال مكدسا في الخوابي.

قطاع الماشية اخذ نصيبه من العاصفة الثلجية فنفق المئات من رؤوس الماعز والغنم، بحيث توزعت الخسائر على حوالى 75 راعيا من قرى ميمس ـ الخلوات ـ عين قنيا ـ شويا ـ شبعا ـ حلتا ـ الماري ـ مزرعة شانوح، الراعي اسعد حاطوم نفق من قطيعه حوالى 50 رأس من الماعز خلال الأسبوع الماضـي، وقال ان العدد الى ارتفاع في ظل موجة الصقيع المتواصلة بعد هدوء العاصفة، في حين ذكر هيثم عبد العال ان الثلوج التي وصلت سماكتها اكثر من متر في مزرعة شانوح، اضطرته كما باقي الرعاة الى حبس قطعان الماشية في هذا المحور لعــدة ايام متواصلة، مما ادى الى استهلاك كامل للعــلف الإحتياطي تبعه نفوق في المواشي، وكانت الخسائر كبيرة بحيث تراوحت لكل راع بين 40 الى 70 رأس لتصل خسائر هذا القطاع الى حدود الـ 1400 رأس، ثمن الواحد منها ما بين الـ70 الى 100الف ليرة لبنانية، الراعي احمد عبدو من حلتا طلب من الجهات المعنية التعويض عن هذه الخسائر المضافة الى تلك التي اصابت هذا القطاع نتيجة للإعتداءات الإسرائيلية في حرب تموز الماضي، والتي لم تدفع بعد.

---------------------------------------

وكتبت المستقبل:

العاصفة تفتك بالحمضيات والخيم البلاستيكية والنحل والقطعان

حاصبيا ـ

ذابت الثلوج وإنحسر الجليد ما شكل فرصة لمزارعي منطقة حاصبيا، ورعاة الماشية في منطقة العرقوب، لتفقد الأضرار الزراعية والحيوانية، التي تشكل المورد الأساسي لشريحة واسعة من سكان المنطقة، من مواشي وحمضيات وبقول وخضار وزيتون يعاني أصلاً من مشكلة تصريف الزيت المكدس في الخوابي.

وكانت الأضرار في المزروعات كما توقعها اصحابها بسبب العاصفة الثلجية التي غطت المنطقة على مدى ثلاثة أيام، حيث بدأ المزارعون والبلديات بتقدير نسبة الأضرار مناشدين الحكومة والهيئة العليا للإغاثة العمل بأسرع ما يمكن للتعويض في ظل الظروف الإقتصادية الصعبة التي يعاني منها المجتمع اللبناني.

ولفت مهدي سعسوع رئيس التعاونية الزراعية الى أن العاصفة الثلجية ادت الى أضرار كبيرة في المزروعات خاصة في الحمضيات بحيث تضرر هذا الموسم بما نسبته 60% وقضت العاصفة ايضاً على70% من النحل الذي نفق بسبب الثلوج والصقيع ما إستدعى بعض النحالين الى نقل قفرانهم الى المناطق الساحلية تخوفاً من اي عاصفة جديدة.

من جهته تفقد رئيس بلدية حاصبيا كامل ابو غيدا الأضرار الزراعية التي خلفتها العاصفة في حوض الحاصباني يرافقه عدد من مزارعي البلدة، لافتاً الى أن الوضع صعب جداً على المزارعين لأن الخيم البلاستيكية والحقول المزروعة بالملفوف والباذنجان والفول وغيرها من الخضار وموسم الحمضيات ضرب بشكل كبير بحيث وصلت الأضرار الى ال80% وتكسر قسم كبير من ألأشجار. وناشد الجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة والهيئة العليا للإغاثة الإسراع بالكشف على الاضرار التي لحقت بالمزروعات والتعويض على أصحابها.

وفي منطقة العرقوب ناشد رعاة الماشية الجهات المعنية والهيئة العليا للإغاثة مساعدتهم في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها أصلاً، والعاصفة الثلجية التي حاصرت مواشيهم في زرائبها لأكثر من أربعة أيام، ما أدى الى نفوق مئات رؤوس الماعز بسبب الثلوج والجليد. وقال هيثم عبد العال من بلدة حلتا، وفيها اكثر من 3000 راس من الماعز، "عانينا كثيراً جراء العاصفة التي غطت زرائبنا بالثلوج وبقيت مواشينا محاصرة لأكثر من ثلاثة أيام ونفق عندي أكثر من 50 راساً من الماعز كذلك الأمر عند بقية رعاة المنطقة".

تعليقات: