تشكّل بيئة حاصبيا، أحد أهم مميزات المنطقة، كيف لا وهي التي تملك كافة مقوّمات التميّز، إن كان من خلال وفرة المياه على شكل أنهار أو ينابيع، التي من أبرزها “نهر الحاصباني”، فهو بمثابة شريان المنطقة الحيوي الأساسي، أو من خلال التنّوع والإنتشار الواسع للغطاء النباتي.
هذا الأمر يضع هذه البيئة ومقوّماتها، في قائمة الأمور الأساسية، ضمن المشاريع المدرجة في البرامج الإنتخابية للمرشحين عن هذه المنطقة.
وفي هذا السياق، تواصلت لـ greenarea.me ، مع أبرز المرشحين في منطقة حاصبيا، للوقوف عند هذه المشاريع والمخططات الهادفة إلى الحفاظ على مميزات هذه البيئة.
شرّوف: حصّة كبرى للبيئة
وفق مرشح الحزب الديمقراطي اللبناني البروفيسور وسام شرّوف، فإن لمشاريع البيئة في منطقة حاصبيا حصّه كبرى ضمن البرنامج الإنتخابي ، خاصة وأنّ شرّوف ذو خلفية بيئيّة بإمتياز، نظراً إلى نشاطاته العديدة في هذا المجال، في كافة المناطق اللبنانية. الأمر الذي يحتم أن تكون المشاريع البئيّة لمنطقة حاصبيا من ضمن أولوياته...
في هذا الإطار، يوضح شرّوف لـ greenarea.me ” كنت منذ زمن بعيد ناشطاُ بيئياً، في الـ “greenpeace” ببيروت، وقد شاركت بالعديد من النشاطات البيئية التي قامت بها الجمعية، في المطامر والمحارق في كافة أنحاء لبنان، وبقيت فعّالاً مع الجمعية لأمد طويل”. يتابع شرّوف “فكيف إذا كان الأمر يتعلق ببيئة منطقتنا”.
النقاط البيئية الأساسية
يفنّد شرّوف لـ greenarea.me النقاط البيئية الأساسية، التي يجب العمل عليها بقوّة في منطقة حاصبيا، وهي كما يعددها ” أولاً، التلوّث الكبير في نهر الليطاني، الذي بدوره يسبّب بتدمير شامل لبيئة المنطقة، والذي وصل فيه التسمم إلى نسب مرتفعة جداً”.
“ثانياً، نهر الحاصباني والثروّة السمكيّة فيه، وبالدرجة الأولى البيئة المحيطة بمجرى النهر التي تعاني من تدفق مياه الصرف الصحيّ، وما يسمى “البصيص”( مجرى لمياه الصرف الصحيّ لحاصبيا والقرى المجاورة لها)عليه”.
وفي السياق عينه، يؤكد شرّوف على “أنّه يجب حماية نهر الحاصباني بأكثر من طريقة، إحداها منع تحويل المياه المبتذلة الصادرة من المعامل، والمطاعم المنتشرة على ضفافه. والثانية تكمن في العمل على تطوير المنطقة التي كانت تشكّل مجرى “البصيص”، من خلال إقامة محطات تكرير متطورة، كفيلة بأن تحوّلها من منطقة غير مؤهلة للسكن أو للزراعة، إلى منطقة حديثة فيها حدائق مليئة بالأشجار ذات مظهر بيئي جميل ولائق”.
طموحات بيئيّة
لا تقف طموحات شرّوف البيئيّة عند هذا الحد، بل هناك العديد من المشاريع التي يريد العمل عليها، منها كما يستطرد “الحفاظ على الطيور، خاصة في منطقة يستهوي أبناءها الصيد، بحيث لم نعد نستطيع الحفاظ على العديد من أنواعها . وبالتالي فالحفاظ عليها يكون عبر تحديد مواعيد للصيد في أوقات ملزمة، ومنعها في الأوقات الأخرى”.
كذلك هناك موضوع بيئي مهم يجب العمل عليه، ” وهو موضوع النفايات والمكبّات العشوائية والحرق ، ويعتبر من أولى الخطوات الأساسية التي سنعمل على حلّها ، بمعزل عن ما تقوم به الدولة في المناطق الأخرى”.
يستطرد شرّوف “فنحن كمرشحين في منطقتنا نسعى لإيجاد آلية حديثة، تتلائم مع المعاير الأوروبية والدولية، في موضوع كيفية التخلص من النفايات، عبر الفرز من المصدر وكافة التفاصيل التابعة لها”.
الأولوية لنهر الحاصباني
تبقى حماية نهر الحاصباني، على رأس قائمة المشاريع البيئيّة، إلاّ أنّ هذه الحماية تتطلب العديد من الخطوات المرافقة لها. هذا ما يؤكد عليه شرّوف بالقول “يعتبر نهر الحاصباني المصدر الأساسي، لمنطقة حاصبيا وجمالية بيئتها، ولكنّه مرتبط بشكل وثيق بموضوع مياه الصرف الصحي التي تصب فيه عبر “البصيص”، وبالتالي فإن تحديث وتطوير المنطقة، التي كانت تجري فيها هذه المياه خلال السنوات السابقة، يعتبر أولوية لحماية النهر والثروّة السمكية فيه، وإلاّ فإن عملنا سيذهب هباءً”.
بناءً عليه، يشدّد شرّوف ” أنّ العنوان الرئيسي هو حماية نهر الحاصباني، وكل ما يترافق مع هذا الهدف من تفاصيل تهم بيئة حاصبيا، إذ يعتبر هذا المشروع ذات أهداف متعددة أبرزها الحفاظ على الثروّة السمكية، حماية صحة الأهالي، كذلك توسيع وزيادة المساحات الخضراء في المناطق التي كانت تفتقر إليها، من خلال تأهيلها وتطويرها، وزيادة عدد الأشجار فيها”.
هذه الأهداف ليست وليدة الفترة الإنتخابية التي نمر بها، بل هي نتيجة إهتمام مسبق، كما يوضح شرّوف “هذا ما كنا نسعى إليه جاهدين منذ سنوات، قبل أن نترشح للنيابة، وأنا شخصياً زرعت آلاف الأشجار من صنوبر وغيرها، من خلال الهبات التي كنا نحصل عليها من المنظمات الدولية، ووزارة الزراعة وغيرها.” “إذ يجب أن نشجع على زيادة الأشجار، لأن بيئة المنطقة تلائم نمو الكثير من أنواع الأشجار، خاصة مع وفرة المياه والطبيعة الجبلية التي تمتاز بها. كذلك يجب ان يكون هناك عملية تنظيم للبناء، بشكل يلزم توافر مساحات خضراء بين المنازل”.
تعتبر بيئة حاصبيا، ذات أهمية كبيرة نظراً إلى المميزات العديدة التي تتمتع بها، إلاّ أنّ هذه المميزات مهددّة بالتلاشي إذ لم يتم العمل على حمايتها، من قبل كافة الفئات الإجتماعيّة سواء أكانت في موقع السلطة أو لا، لذلك تبقى العبرة في تنفيذ هذه الوعود ، على أمل ألاّ تبقى حبراً على ورق.
ينابيع حاصبيا.. ثروة بيئية وسياحيّة مهمة
تعليقات: