الحادث
للمرة الأولى منذ سنوات ارتباطه، يغادر محمد المصري منزله من دون أن يقول لزوجته «انا راجع»، كأنه كان يشعر ان الموت بانتظاره. استقل دراجته النارية، توجه الى نهايته، وما إن وصل الى أوتوستراد المدينة الرياضية حتى لقي حتفه، بعدما دهسته جبالة باطون كانت تمر من المكان، ليسلم الروح مغادراً الحياة.
مقاومة المرض
65 عاماً هي عدد السنوات التي كتبت لمحمد على هذه الارض، تزوج خلالها وزرق بخمسة اولاد، عمل في الحدادة الافرنجية، رافضاً كما قالت شقيقته سمر لـ"النهار" أن "يتوقف عن ممارسة مهنته، على الرغم من طلب ابنه المتكرر له بأن يرتاح لا سيما بعد اصابته بفالج، لكنه كان انساناً عصامياً يرفض الاتكال على احد، قاوم مرضه حتى تحسن وضعه الصحي".
اللحظات الاخيرة
"أصر ابن محمد عليه كثيراً أن يتوقف عن قيادة دراجته النارية، لكون وضعه الصحي لا يسمح بذلك" قالت سمر، مشيراً إلى أنه "حتى انه انتزعها منه، وخبأها لكونه كان يخشى عليه من التعرض لحادث، الا انه في النهاية انصاع لرغبة والده واعاد له الدراجة". وعن اللحظات الاخيرة في حياة محمد، قالت: "صباح الاربعاء قصد احد الزبائن اتفق واياه على عمل، عاد الى منزله فرحاً، احتسى القهوة والاركيلة مع زوجته قبل أن يودعها قاصداً سوق الخضر، لم تمر دقائق على خروجه من منزله الكائن في منطقة الطريق الجديدة حتى دهسته جبالة باطون، الاصابة اتت على القسم السفلي من جسده، بمؤدية إلى مقتله".
"الغالي رحل"
تم توقيف سائق الجبالة، حيث فتحت القوى الامنية تحقيقاً بالحادثة، ولفتت سمر الى ان "السائق لا يحمل الجنسية اللبنانية، فأين الدولة من فوضى قيادة الاجانب في لبنان؟ والى الان لم نأخذ اي قرار في ما يتعلق بالتفاوض مع صاحب الجبالة من عدمه لكوننا في ايام عزاء، الغالي رحل، خسارتنا كبيرة ولا شيء يمكنه تعويضها". وختمت: "كان رجلاً طيب القلب، متفانياً، معطاء وحنوناً على كل من عرفه، اتخذ من رضا والدته شعاراً له، عمل وتعب من اجل ان يرتاح اولاده، وفي لحظة خطف من بينهم".
الراحل
تعليقات: