رافق أصدقاءه إلى أحد المكاتب الانتخابية في أبي سمراء – طرابلس للمطالبة بالسماح لأصحاب البسطات بالتوقف والاسترزاق على الدوار. وما إن انتهوا وهمّوا بالمغادرة على متن دراجة نارية، حتى أصيب بطلقتين ناريتين، إحداهما في رأسه والثانية في صدره. سقط على الأرض مضرجاً بدمائه، لافظاً آخر أنفاسه. هو حسين حمود ابن الزاهرية الذي قتل على يد قريبه.
توقيف قبل الفرار
فيديو اللحظات الأخيرة من حياة حسين (26 عاماً) تداوله ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي"فايسبوك". علامات استفهام عدة طرحت عمّن يقف خلف مقتله والسبب الكامن وراء ذلك، ليتبين أنّ ابن خاله ماهر ع.، هو مَن أطلق النار عليه من سلاح حربي، قبل أن يفر من المكان متوجهاً إلى مطار الرئيس رفيق الحريري في محاولة للهرب إلى تركيا. ووفق ما قال مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ"النهار"، أنه عند الساعة الثامنة والنصف من مساء أمس، وأثناء وجود حسين أمام أحد المكاتب، أُصيب بطلقتين ناريتين من أصل ثلاث، من سلاح حربي، ما لبث أن فارق الحياة متأثراً بجروحه. وبنتيجة المتابعة الميدانية تمكنت مفرزة استقصاء الشمال من تحديد هويه القاتل والسلاح المستخدم والوجهه التي فر إليها، وهي المطار. حيث قام استقصاء الشمال بالتنسيق مع القضاء المختص ومتابعة الموضوع مع الضابطه العدلية والإدارية والتفتيشات في مطار بيروت الدولي، بتوقيف الفاعل داخل المطار قبيل مغادرته".
"طلقتان من طريق الخطأ"!
ووفق ما أكده المصدر الأمني، فإنّ "إطلاق النار من قبل ماهر الذي يحمل الجنسية الاوسترالية، والذي قدم إلى لبنان منذ نحو ثلاثة اشهر، جرى من طريق الخطأ، أثناء لهوه بالسلاح الحربي. وقد جرى توقيفه وتسليمه إلى القضاء المختص". في حين قال مصطفى شقيق حسين: "حتى اللحظة وصلنا أن ماهر لم يكن يقصد قتل حسين، لكن إن كان الأمر كذلك، لماذا حاول الهرب"؟ وشرح: "في الأمس قصد شقيقي مع أصدقائه ممن يمتلكون البسطات مكتباً انتخابياً، على الرغم من انه لا يمتلك بسطة، بل هو موظف في شركة أفراح في بيروت، كما كان ماهر معهم حيث رافق ابن خاله الآخر الذي يمتلك بسطة، وبعد أن انتهوا من ايصال رسالتهم، من دون وقوع أي إشكال، صعد أخي على دراجة نارية في حين استقل ماهر السيارة مع قريبه، وقد كان يتبادل الحديث مع حسين حين أطلق ثلاث طلقات اثنتان منهما اصابتاه".
اللافت في القضية، أن ثلاث رصاصات أُطلقت من طريق الخطأ، لتنهي في لحظة حياة حسين، حيث زف إلى مثواه الأخير اليوم، وهو الذي" كان ينتظر الشهر المقبل كي يُزَفّ إلى عروسه". وأضاف مصطفى: "كل ما نريده الآن معرفة الحقيقة، نحن رفعنا دعوى ضد القاتل ونسلم الأمر إلى القضاء".
إنه السلاح المتفلت من جديد الذي حصد وسيحصد المزيد من الضحايا، إذا ما بقي منتشراً في كل يد وزاوية!
تعليقات: