تقدم الوزير اللبناني السابق والبروفيسور في العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف جورج قرم، ترشيح مؤسسة عامل الدولية التي يرأسها الدكتور كامل مهنا لنيل جائزة نوبل للسلام للعام 2018، بناء على انجازاتها الانسانية ونضالاتها المستمرة منذ قرابة اربعة عقود.
أسس جوائز نوبل ألفريد نوبل مخترع الديناميت. وستعلن جائزة نوبل للسلام في السادس من أكتوبر تشرين الأول ومن الممكن أن يحصل عليها فرد واحد أو أكثر أو منظمة أو أكثر. وتقدم الجائزة في أوسلو يوم العاشر من ديسمبر كانون الأول.
وارسل قرم رسالة إلى أعضاء لجنة التحكيم في نوبل قال فيها: "إنني فخور بأن أتقدم بترشيح مؤسسة عامل الدولية للحصول على جائزة نوبل، وذلك بناء على تاريخ هذه المؤسسة الإنسانية الحافل بالتضحيات والانجازات".
وأضاف: "لقد كنت شاهداً على الجهود الإنسانية الجبارة التي بذلتها هذه المؤسسة من أجل بناء السلام. منذ تأسيسها عام 1979 تعمل هذه المؤسسة غير الطائفية من أجل تعزيز وضمان حقوق جميع الفئات لا سيما الفئات الضعيفة والمهمشة وراكمت في سجلها تقديم قرابة 10 ملايين خدمة لجميع الفئات دون تمييز، واليوم وبعد 38 عاماً من العمل الإنساني الملتزم لا تزال مؤسسة عامل تبذل جهوداً وانجازات إنسانية من خلال العمل الميداني مع الناس وخصوصاً في المناطق المهمشة والفقيرة، مثبتة ان المنظمات الانسانية قادرة على تحقيق أثر ايجابي وتغيير في حياة الناس من دون التمييز، وخصوصاً في بلد مثل لبنان عانى من حرب أهلية دامية ومظاهر عنف في الفترة الممتدة بين 1975 – 1990 وفي محيط متوتر أمنيا واجتماعياً".
واضاف قرم في رسالته: “ في بلد مثل لبنان والذي يستقبل أكثر من 1.5 مليون لاجئ سوري، كانت مؤسسة عامل في طليعة المؤسسات السباقة للاستجابة لهذه الكارثة، فقدمت حتى اليوم حوالي مليوني خدمة إنسانية للنازحين السوريين في لبنان عبر 24 مركزاً و6 عيادات طبية نقالة، وحدة تعليم نقالة، و800 متفرغا وعبر العمل مع المجتمعات المحلية المضيفة والتي تعاني من ظروف معيشية واقتصادية صعبة تستوجب ايضاً الاستجابة العاجلة والطارئة من خلال التمكين الاقتصادي والاجتماعي والدعم النفسي والتربوي والصحي”.
ويضيف الوزير قرم: " إنني مقتنع بأن جهود مؤسسة عامل ونضالاتها في مجالات التعليم وحماية الأطفال والصحة والمساندة النفسية - الاجتماعية والتأهيل المهني والتمكين والتوعية مع النازحين السوريين والمجتمع المضيف على حد سواء استطاعت الحد ولو بشكل جزئي من خطورة التصادم الذي قد يقع بين النازحين وأبناء المجتمع في لبنان والمنطقة المحيطة. وإننا نقف اليوم أمام أنموذجاً ديناميكياً للتغيير الحقيقي في العالم العربي على المستويين الاجتماعي والسياسي، وحتى على المستوى العالمي، فتعميم تجربة عامل في أوروبا التي تواجه اليوم تدفق النازحين، هو أمر في غاية الأهمية". ولعل ابرز اوجه هذه المبادرات، مبادرة “جنوب – شمال” والتي تخرق السائد منذ عقود في الحملات الدولية والتي انطلق اغلبها من الشمال الى الجنوب. ويطلق على هذه المبادرة تسمية "اللامات الثلاث (ل.ل.ل)" التي ترمز الى لبنان، وجزيرة ليسبوس في اليونان، وجزيرة لامبيدوزا في ايطاليا وهي ثلاث بقاع جغرافية شكلت رمزاً للتضامن مع اللاجئين واحتضانهم.
واختتم قرم رسالته قائلاً: أمام هذه الانجازات الانسانية السلمية، نحتاج إلى تعميم هذه النموذج على أكبر قدر ممكن من المجتمعات، حيث ستكون جائزة نوبل للسلام بمثابة دفع ومساهمة كبيرة في تعميم هذه التجربة النموذجية".
وإن الحملة تكون عبر هذه المبادرة الرائدة (ل.ل.ل) نموذجاً للتضامن العالمي مع اللاجئين والتي يجسدها لبنان وليسبوس ولامبيدوزا في مواجهة الخطاب الشعبوي والأمني والهوياتي السائد حالياً.
تعليقات: