فريق لبناني ـ دولي يحقق في حادثة الغجر الرصاص من الإسرائيليين .. واللبنانيان أعزلان

جنود لبنانيون قبالة الغجر أمس (ادوار عشي)
جنود لبنانيون قبالة الغجر أمس (ادوار عشي)


القطاع الشرقي ـ

واصل فريق مشترك من الجيش اللبناني و»اليونيفيل»، تحقيقاته بحادثة الغجر التي أودت بحياة مواطن لبناني وجرح آخرين برصاص جيش الاحتلال، حيث أشارت الوقائع الى أن الرصاص أطلق فقط من جانب قوات الاحتلال، والقتيل سقط داخل الأراضي اللبنانية وعلى بعد يتراوح بين 300 الى 400 متر من السياج الحدودي الشائك.

وتوجه الى محور الغجر ـ الوزاني صباح امس، ضباط من «اليونيفيل» ولجنة مراقبي الهدنة والجيش اللبناني، عملوا على معاينة المكان حيث حصلت الحادثة. وتبين انه خارج «الخط الأزرق» الوهمي المعتمد في هذا القطاع. على عكس ما كان قد ادعاه جيش الاحتلال في تقرير سلمه الى قيادة «اليونيفيل»، وجاء فيه ان أحد المدنيين كان مسلحا وانه أطلق النار باتجاه أحد المواقع الإسرائيلية المحاذية للسياج الحدودي.

وتأكد أنه لم يتم العثور بحوزة القتيل عبد الله المحمد والجريح سليم قبيسي، على أي نوع من السلاح، كما أن الفريق الدولي لم يؤكد هذا الإدعاء، بعدما قامت قوة من الوحدة الإسبانية، قوامها عشرة عناصر، بمعاينة مكان الحادث عن كثب، ولم تعثر على أي سلاح أو طلقات فارغة.

كذلك تقدمت قوة إسرائيلية مؤللة، من جهة الغجر ضمت فريق تحقيق من الضباط عاينوا مكان الحادث، وسط مراقبة من ضباط لبنانيين ودوليين على الجانب الآخر من نبع الوزاني. وبعد انسحاب الاسرائيليين، تقدمت قوة دولية من الوحدة الإسبانية، وعاينت المكان، ثم أجرى الجيش اللبناني مسحاً دقيقاً، بين بلدة الوزاني والنهر، ومحيط مطحنة المطران القديمة قرب النهر، إلى منطقة المتنزهات، صعودا في اتجاه الغجر، فيما لا يزال مصير الشخص الثالث (م.خ.ش) الذي كان ضمن تلك المجموعة مجهولاً. ويُعتقد أنه جرح في الحادث، حيث تم العثور على آثار دماء، في محيط مطحنة المطران القديمة.

وأفيد لاحقاً، أن الفريق الدولي باشر تحقيقاً فورياً للتأكد من الحقائق، والمزاعم الأولية بشأن عملية التهريب. وعاين أمس واليوم مكان الحادث، حيث من المتوقع أن يرفع تقريراً بثلاث نسخ، إلى الجانبين اللبناني والإسرائيلي وإلى قيادة «اليونيفيل»، لكن لم يعلن عن فحوى التقرير، كما حصل في حالات مماثلة.

في هذا السياق، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي من وجوده داخل بلدة الغجر لليوم الثالث على التوالي. واستحدث مواقع قتالية فردية على طول الخط المحاذي للطرف الغربي للبلدة، المشرف على مجرى ونبع الوزاني. كذلك ركز نقاط مراقبة على أسطح عدد من المنازل. ونفذت قوة مشاة اسرائيلية ظهر امس عملية تمشيط لأطراف بلدة الغجر على مدى حوالى ساعة، في ظل تحليق لطائرة استطلاع دون طيار في أجواء البلدة والمناطق المحاذية.

وسيّر الجيش اللبناني من جهته، دوريات في مناطق الوزاني وفي محور العباسية ـ المجيدية، في حين جال فريق من لجنة الهدنة الدولية على طول الخط الحدودي الممتد من محور الغجر وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا.

من جهة ثانية، قال شقيق القتيل المحمد، موسى ذياب المحمد لـ«السفير»: «ماذا باستطاعتنا القول، إسرائيل عدوة لبنان، وعدوة الانسان وكل العرب، وهذه طريقتها في التعامل مع كل الناس، الله يهّدها».

وتابع: «كنا نياماً، وفجأة سمعنا طرقاً على الباب، وكانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلاً، وقيل لنا، إن أخاك «قوصه» الإسرائيليون. لم نصدق الأمر، ولم نتبلغ شيئاً غير ذلك، وعلمنا لاحقاً أنه لجأ الى القوات الاسبانية، التي نقلته الى مستشفى مرجعيون ولدى وصوله إلى هناك توفي».

وقال رئيس بلدية الوزاني حسين الأحمد بدوره «إن وجودنا كأبناء منطقة الوزاني، أو أي منطقة محاذية للحدود مع العدو الإسرائيلي، معرض يومياً للاستشهاد في أي وقت، وأن الشهيد عبد الله هو أحد شهداء هذه البلدة، وبلدة الوزاني تدفع ضريبة الدم منذ السبعينيات وحتى الآن».

وطالب «الدولة اللبنانية والسلطات المختصة، الاهتمام بهذه المنطقة، وإيلائها الرعاية الكاملة، وسد حاجاتها الأساسية ومقومات الصمود لأهلها، علماً أن المنطقة تعاني من حرمان كامل منذ أيام الاحتلال، وحتى ما بعد التحرير، خاصة لناحية المقومات المعيشية والحياتية والاجتماعية».

------------------------------

التحقيقات في حادثة الغجر: الرصاص الاسرائيلي استهدف شخصين غير مسلحين داخل الأراضي اللبنانية

كشفت مصادر امنية في القطاع الشرقي لـ"المستقبل"، ما توصلت اليه التحقيقات التي اجرتها القوات الدولية عبر اللجنة التي شكلتها لمتابعة قضية مقتل مواطن لبناني وجرح آخر برصاص الجيش الاسرائيلي، يوم الاحد الماضي، عند الجانب اللبناني من الخط الازرق، اضافة الى التحقيقات التي اجرتها السلطات اللبنانية بينت الآتي:

ـ ان عدد الذين استهدفوا بنيران الجيش الاسرائيلي كان اثنين هما عبدالله المحمد الذي توفي متأثراً بالاصابة وسليم القبيسي، وبالتالي لا وجود لاي شخص ثالث كان معهما.

ـ ان الشخصين المستهدفين لم يكونا مسلحين.

ـ عثر في مكان اصابتهما على جهازي هاتف خليوين مرتبطين بالشبكة اللبنانية للاتصالات.

ـ ان الشخصين المستهدفين اما ان يكونا يهمان بتنفيذ تهريب للمخدرات او يقومان بعملية رصد واستطلاع لتنفيذها.

واشارت المصادر المتابعة للتحقيقات، بأن واحداً من المستهدفين باطلاق النار ربما يكون على علاقة باشخاص يتعاطون تجارة المخدرات على الجانب الآخر من الحدود، ومن المرجح ان يكون هؤلاء الاشخاص قد وشوا بهما، او ان جهازي الهاتف الخليوين قد كشفا مكانهما.

ولفتت المصادر الى وجود شقيقين للضحية المحمد معتقلين داخل اسرائيل منذ اكثر من شهر ونصف الشهر ربما على خلفية قيامهما بأعمال مشابهة.

ومن القطاع الشرقي، كتب عمر يحيى: تابع فريق مشترك من الجيش اللبناني واليونفيل تحقيقاته بحادثة الغجر. وقد اشارت كل الوقائع الى ان الرصاص انطلق فقط من الجانب الإسرائيلي، والقتيل سقط داخل الأراضي اللبنانية وعلى بعد اكثر من 300 متر من السياج الحدودي الشائك.

وقد توجه صباح امس أربعة ضباط من اليونفيل ولجنة مراقبي الهدنة والجيش اللبناني الى محور الغجر ـ الوزاني، قاموا بمعاينة ميدانية لمكان الحادث والتقطوا صورا، فتبين انه خارج الخط الأزرق المعتمد في هذا المحور، وأن الإصابات التي وقعت في صفوف المدنيين كانت الى الشمال من السياج الشائك ولمسافة تراوحت بين 300 و400 متر، وأن اطلاق النار حصل فقط من الجانب الإسرائيلي، على عكس ادعاءات جيش الإحتلال في تقرير سلمه الى قيادة اليونفيل وجاء فيه ان احد المدنيين كان مسلحا، وانه اطلق النار باتجاه احد المواقع الإسرائيلية المحاذية للسياج الحدودي.

الى ذلك، عزز جيش الإحتلال الإسرائيلي وجوده داخل بلدة الغجر، لليوم الثالث على التوالي، مستحدثاً مواقع قتالية فردية على طول الخط المحاذي للطرف الغربي لهذه البلدة والمشرف على مجرى ونبع الوزاني، وأقام نقاط مراقبة على أسطح بعض المنازل، في ظل تحليق طائرة استطلاع دون طيار في اجواء البلدة والمناطق المحاذية.

وقد سيّر الجيش اللبناني دوريات له في مناطق الوزاني وفي محور العباسية ـ المجيدية، في حين جال فريق من لجنة الهدنة الدولية على طول الخط الحدودي الممتد من محور الغجر حتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا.

وكثفت القوة الاسبانية من دورياتها الراجلة والمؤللة حول الشطر اللبناني من قرية الغجر، فيما كان الاسرائيليون يراقبون من تخوم القرية ما يجري في حوض الوزاني ومحيطه.

تعليقات: