اللحظة المشؤومة
«إلى من أطلق النار واصاب والدتي ألا تبتّ يداك، وأذاقك الله مرارة الحياة، يا من لا تقيم اعتباراً لأرواح الناس ولوعة فقدان الاحباء، فبأي ذنب أحرم من جنتي؟ وأي ذنب ارتكبته أمي؟ ماذا استفدت من إطلاق النار ولماذا تحمل السلاح؟ ليتني أعلم من أنت ايها المجرم الجبان الذي سولت له نفسه خطف انفاسي مني»... كلمات قالها بصمت شادي ابن باسمة خ. التي أصيبت يوم الاحد الماضي برصاصة في رأسها في احد مقاهي بلدة ضهر العين.
رصاصة الغدر
وحيد باسمة (53 عاما) المفجوع من هول المصاب، تحدث لـ "النهار" والغصة تكاد تخنق ما تبقى له من انفاس قائلاً: "في صباح ذلك اليوم قررت ووالدتي وبعض اقاربي التوجه الى مقهى، لم يمر على وصولنا اكثر من ربع ساعة، حتى اصابت رصاصة شاشة تلفزيون موجودة في المكان قبل ان تكمل طريقها وتصيب رأس والدتي. أذكر ان الساعة كانت الحادية عشرة و10 دقائق بالتمام، لن انسى هذه اللحظات المأسوية ولن اجد لها كلمات تصف شعوري وانا ارى الدماء تسيل من رفيقة دربي، حبيبة عمري، الا ليت المجرم يعلم ان رصاصته ادمت قلبي قبل أن تغدر بأمي".
لا أمل بالنجاة
"لا امل لمن ربتني 23 عاماً بالنجاة، هي اليوم تعيش على الآلات بانتظار وصول شقيقتيها من بلاد الاغتراب، في لحظة انتهى كل شيء جميل في حياتي، رسم مجرم طريقاً جديداً لي، مظلماً، مجهول الافق، متعباً شاقاً وموجعاً، لا اعلم كيف ساسير خطواتي من دون رفيقتي التي رسمت اجمل سنوات عمري، مع العلم انها رسامة، انسانة شفافة، هادئة محبة وقورة"، قال شادي ابن منطقة الزاهرية، مضيفاً "سيمر عيد الام غداً ووالدتي على سرير العناية الفائقة في مستشفى ألبر هيكل، سيمر ورصاصة المجرم لا تزال في رأسها لتكون شاهدة على السلاح المتلفت الذي يحصد احبابنا".
فتح مخفر ضهر العين تحقيقاً بالقضية، وبحسب ما قاله مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار": "الى الان لم يتم التعرف إلى مطلق النار، وما تم تداوله انه من بلدة قريبة ليس صحيحاً، التحقيق لا يزال مفتوحاً لكشف تفاصيل ما حدث".
تعليقات: