إحتفلت إدارة مسرح إسطنبولي باليوم العالمي للمسرح في مدينة صور اللبنانية وذلك من أمام سينما ريفولي التي يعمل فريق متطوعي جمعية تيرو للفنون على إعادة تأهيلها وإفتتاحها من جديد بعد 29 عاماً على إقفالها، وقد شارك بالتظاهرة فرق مسرحية وموسيقية من مدينة صور والقرى المجاورة ، وقد بدأت الاحتفالية بكرنفال وعروض مسرح شارع ولوحات فنية لطلاب محترف تيرو للفنون ضمن فنون الفرجة، وعرضت أفلام سينمائية قصيرة تحريكية ووثائقية ودرامية على شاشة سينما ريفولي للمرة الاولى منذ العام 1988 .
وقال مؤسس مهرجان لبنان المسرحي الدولي الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي "إن المسرح هو أبو الفنون لأنّه من أقدم أنواع الفنون التي عرفها التاريخ على مر العصور ولدى كافة الشعوب، واليوم نحتفل باليوم العالمي للمسرح في لبنان رغم كل الظروف التي يعانيها المسرح في بلادنا إلا أننا نصارع من أجل البقاء والاستمرارية عبر المتطوعين والمبادارات الفردية وطلاب معاهد الفنون، فنحن متمسكون بالحلم والأمل في ظل غياب السياسات الداعمة للثقافة في هذا البلد الذي لا يوجد فيه أي مسرح وطني على غرار العديد من البلدان العربية، والمسرحي يعاني ما يعانيه في مهنة الفقر، فلا يمكن لنا بناء مسرح حقيقي دون إلزامية مادة المسرح في المناهج الدراسية في لبنان، لذلك نطالب الدولة بالعمل على الإنماء المتوازي في جميع المناطق اللبنانية " .
ولفرقة مسرح إسطنبولي التي تختص في عروض الفضاء المفتوح ومسرح الشارع العديد من الأعمال منها عرض قوم يابا، نزهة في ميدان معركة، زنقة زنقة، تجربة الجدار، البيت الأسود، هوامش،الجدار، حكايات من الحدود، مدرسة الديكتاتور، محكمة الشعب، نساء بلا هوية، وشاركت الفرقة في عدد من المهرجانات المحلية والدولية في كل من تونس والجزائر والمغرب والكويت وسورية والأردن والعراق وإسبانيا والبرتغال وهولندا وفرنسا وتشيلي وتركيا وجورجيا واليونان وبلجيكا، وحصدت الفرقة على جائزة أفضل عمل مسرحي من وزارة الثقافة اللبنانية في مهرجان الجامعات عام 2009، وجائزة أفضل ممثل في مهرجان عشيات طقوس في الأردن عام 2013، أما عمل تجربة الجدار الذي شارك في مهرجان ألماغرو الإسباني فيعتبر أول عمل عربي يدخل في المسابقة الرسمية للمهرجان في عام 2011 .
وتعمل جمعية تيرو للفنون على توفير مساحات ثقافية حرة ومستقلة في لبنان،وإقامة الأنشطة الثقافية المتنوعة بينها مهرجانات دولية مسرحية وسينمائية وموسيقية وورش عمل تدريبية وعروض الأفلام والمعارض، بهدف إستعادة النشاط الفني وتفعيل الإنماء الثقافي المتوازي وكسر المركزية الثقافية من خلال إعادة فتح دور السينما المقفلة في لبنان كسينما ريفولي والحمرا وستارز التي شهدت مؤخراً إقفالاً قسرياً، بعدما أعيد فتحها بعد 27عاماً على إقفالها في مدينة النبطية . كما وقعت الجمعية إتفاقية تعاون ثقافي بين صور وبغداد، وبين النبطية وكوردستان العراق، وعقدت شراكة سينمائية مع مهرجان الصيف السينمائي في مدريد، وأقامت تبادل ثقافي بين طلاب تيرو للفنون وطلاب مدرسة ريتفيلد في هولندا، وشارك طلاب المسرح ولمناسبة اليوم العالمي للسلام عرض شارع تم بثه مباشرة من مقر الأمم المتّحدة في لبنان إلى مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك بحضور الأمين العام بان كي مون وطلّاب من مختلف أنحاء العالم ، وأنتجت أعمالاً لشوشو منها جوَا وبرَا وحكاية العم شوشو .
هذا واحتفل للمرة الأولى باليوم العالمي للمسرح في 26 اذار من عام 1962، عندما أطلق موسم «مسرح الأمم» في باريس، ولا تزال الاحتفالية مستمرة إلى اليوم، وتكتسب مزيداً من الزّخم بسبب حرص الكثير من المسارح في العالم على المشاركة في إحياء هذا اليوم . أما البداية الفعلية للحركة المسرحية العربية في لبنان تعود للعام 1847 حين قدّم مارون النقاش مسرحية البخيل عن موليير .
تعليقات: