فضائح منتظرة بعد تقرير فينوغراد السري

نشر التقرير السري من تقرير لجنة فينوغراد التي أنهت تحقيقاتها حول أسباب فشل الحرب الاخيرة على لبنان سيزيد من حدة الهزات الزلزالية التي تضرب الحياة في اسرائيل وربما تعجل بسقوط حكومة أولمرت .. لكن كيف تمتد نتائج «الفضائح المنتظرة» الى الولايات المتحدة ولبنان وبعض العواصم العربية.

إذا صح ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لقناة العالم الاخبارية الفضائية الايرانية من الجزء السري من التقرير «سيكشف ان الادارة الاميركية هي (وليست اسرائيل) من اتخذ قرار الحرب على لبنان وان العدوان تم بعد تواطؤ وتعاون بعض الاوساط العربية واللبنانية مع حربها ضد لبنان في يوليو (تموز) الماضي «فإن المسرح السياسي الشرق أوسطي والاميركي سيترنح ويهتز من تحت الاسرائيليين أولا ومن ثم آمريهم في واشنطن ثانيا ويسبب احراجا للنظم والاطراف العربية التي عملت في الخفاء لدعم الحرب الاخيرة؟.

بالطبع فإن هذه «الحقائق الفضائحية» ما كان لها ان ترى النور لو أن العدوان أصاب اهدافه، بل ان كل شيء قد طمر في مكانه لكن العاصفة التي ثارت في اسرائيل كشفت الغبار عن المخفيات من الخطط «حيث ان الاميركيين رسموا والاسرائيليين نفذوا وبعض الاطراف اللبنانية ساعدوا وروجوا وساهموا».

رب ضارة نافعة .. إذ ان الضغط الجماهيري الاسرائيلي الذي يبحث عن حقيقة ما حصل بغية استخلاص العبر من هذه التجربة القاسية التي أحدثت شرخا كبيرا في صورة اسرائيل .. قد يفرج عن حقائق كاملة كان الكثيرون في منطقتنا يجهلونها أو يتجاهلونها بقصد أو دون قصد وهي ان الحكومة الاسرائيلية كانت أداة تنفيذية في مشروع «الفوضى الخلاقة» الذي طمر تحت ركام حرب تموز في لبنان، وان قوى ودولا في المنطقة كانت تساير هذا المشروع أو تسانده أو حتى تصمت انتظارا لدور أو مصلحة لها في المشروع الأهم «الشرق الأوسط الكبير أو الموسع».

حكومة أولمرت لن تصمد أمام الحقائق المنتظرة التي ربما تعلنها لجنة فينوغراد.. لأن دور الاخير في اتخاذ القرار كان هامشيا ومعدوما فهو لم يخطط أو يقرر ساعة الصفر بل جاءته الاشارة من واشنطن الأمر الذي سوف يفضح هذه الدولة التي تعتبر نفسها صاحبة قرار على صعيد المنطقة والعالم.

في المقابل ماذا سيقول صناع القرار في الادارة الاميركية لجمهورهم وخصومهم في الكونغرس اذا ما اتضح جليا ان قرار الحرب هو أميركي بامتياز قبل اجتياز الحدود وأسر الجنديين الاسرائيليين من قبل حزب الله.

وبعد هذا وذاك أين ستضع الجهات اللبنانية والعربية وجهها أمام شعوبها اذا ما تبين ضلوعها في هذا المخطط القذر، هل يكذبون لجنة الياهو فينوغراد، أم هل يصمتون أم يعترفون بأخطائهم؟.

ما هو واضح على المدى المنظور أن كشف الجانب السري في التقرير سيثير عواصف جديدة في المنطقة وفي الولايات المتحدة، نأمل في نهايتها أن تجرف معها جميع من زيفوا الحقائق وتلاعبوا بها وجيروها زمنا طويلا لخدمة مشروعاتهم واستراتيجياتهم ومصالحهم وان تضع الامور في نصابها وحجمها الطبيعي.

تعليقات: