قد لا نتوقع أن هذا المشهد قد يحدث في بلاد تدعي الحرية والإنسانية، قد نشاهده في مكان آخر منافٍ لهذا العالم المتحضر...
المشهد في مستشفى داخلي أو يمكن القول دار لرعاية المسنين في ليفونيا الأمريكية بالقرب من مدينة ديربورن لرجل مسن يدعى حسين يونس ويبلغ من العمر 89 عاماً أودعه إبنه هناك للمتابعة بعد أن أجرى عملية عساه يلقى العناية اللازمة...
إلا أنّ ابنه سليم يونس وأثناء زيارة والده لاحظ العديد من الكدمات في رأس والده وساقيه بالإضافة إلى إنخفاض كبير في وزنه. نشير أن يونس الأب لبناني هاجر إلى أمريكا ظناً منه أنها سترد عنه ويلات الحرب وتحمله في عوزه، لكنّ المعاملة العنصرية التي تلقاها في دار العجزة كانت أشبه بالوحشية والتعسف. بالإضافة إلى إستخدامهم كلمات نابية بحق المريض وألفاظ مهينة فيها الكثير من العنصرية كما هو واضح في الفيديو.
وبالعودة إلى الكدمات التي عاينها الإبن، أحسّ أن أمراً غريباً يحدث داخل غرفة والده فقرر أن يضع كاميرا خفية إلى جانب سريره. وبعد عدة أيام كانت الصدمة حيث كان الموظفون يصرخون على الرجل المسن ويقومون برميه بعنف أثناء نقله من الكرسي المتحرك إلى السرير والعكس. وتزعم العائلة أيضاً أن يونس حرم من الماء، وأنه أُصيب بعنف في رأسه، وركلت ساقيه إلى الحائط كما أن زر الإتصال الخاص به كان مأخوذاً منه.
ويقول ماركو محامي العائلة: ”أنّ حسين رجل لبناني مسن ولد وعاش في لبنان“. "إنه أمريكي من أصل لبناني، وبسبب ذلك، تم استهدافه في بيت للعناية التمريضية والإساءة إليه والمعاملة الفظيعة معه".
هذا مشهد واحد من بين مئات اللقطات التي تحتفظ بها عائلة يونس والتي تحوي على الكثير من الإهمال الذي كان يتعرض له العجوز داخل الدار، وكانت العائلة قد سحبت المسن فور تأكدها من المعاملة السيئة للموظفين وذلك في عام 2015 ورفعت دعوى قضائية بحقهم. وأوقفوا عن العمل بعد تحقيق داخلي أجري داخل المؤسسة الرعائية حيث أصدر دار الرعاية بياناً أوضح فيه أخذهم القضية على محمل الجد وإعادة تدريب جميع العاملين في المؤسسة وإيقاف كل من سهم ضلوعه في المعاملة السيئة للمسن علماً أنّ ما ظهر من تصرفات واردة في الفيديو لا تعكس بأي شكل من الأشكال الرعاية الجيدة التي يقدمها الموظفون لديهم على حدّ قولهم.
كيف يستطيع هؤلاء الذين عاهدوا أنفسهم أن يلتزموا بمهنتهم وصفاتها الإنسانية… كيف يتصرفون بهذه الوحشية مع شخص أضعف من مقاومتهم عاجز عن رد العنف والأذية؟؟ أليس هم من يجاهرون بالحقوق والإنسانية والحريات؟!
تعليقات: