يهتم الجنوبيون وتحديداً أهالي المنطقة الحدودية، بجمال الطبيعة في قراهم، وهم يدركون أهمية هذه البيئة، التي لا تزال بعيدة نوعاُ ما عن الكثير من أنواع التلوّث المنتشرة في لبنان.
لذلك فهم لا يتوانون عن عكس صورة هذا الجمال والنقاء، المتمثل بالكثير من المعالم البيئيّة، عبر العديد من النشاطات الهادفة أولاً إلى التعريف أكثر عن ما يسموه “لبنان الصغير”، وثانياً لنقل جمالية المنطقة.
وفي هذا المجال، أقام نادي الخيام الثقافي الاجتماعي - مجمع الدكتور شكرالله كرم- ومنتدى الفنان الجنوبي سمبوزيوم “ربيع مرجعيون”، حيث شارك فيه عدد كبير من الفنانين، الذين أتوا من مختلف المناطق اللبنانية، برئاسة الفنان حسين سلّوم الحائز على الجائزة الأولى، من الجامعة العربية في الإسكندرية للرسم السريع.
عكس جمالية البيئة الجنوبية
يهدف هذا النشاط إلى نقل جمالية المنطقة الحدودية وجمال فصل الربيع فيها، وتوضح في هذا السياق، الرئيسة السابقة للنادي وعضوة الهيئة الإدارية حالياً المحامية وداد يونس، لـ greenarea.me:
“الهدف من إقامة هذا النشاط هو عكس البيئة الجنوبية، تحديداً طبيعة سهل مرجعيون وجمال فصل الربيع في المنطقة”. تضيف: “تعاونّا مع "منتدى الفنان الجنوبي"، برئاسة الفنان "حسين سلّوم"، وأقَمنا هذا النشاط بعنوان (سمبوزيوم ربيع مرجعيون)، لعكس جمال طبيعة منطقتنا على اللوحات”.
امتاز هذا النشاط بعدد المشاركين فيه، وبجو الفرح الذي أثاره في نفوس المشاركين والقيّمين على حد سواء. وفي هذا المجال تؤكد يونس:
” شارك في هذا النشاط بحدود الخمسين أو أكثر، من الفنانين والفنانات الموهوبين، حيث توّزعوا حول نبع “الدردارة”، ونقلوا ما رأوه على شكل لوحات”.
ولم يقتصر النشاط على رسم المناظر الطبيعية الخلابة حول الدردارة، بل تعدّى الأمر الكثير من المعالم الأخرى، إذ تستطرد يونس: “قام الفنّانون أيضاً بجولة حول بعض المناطق، الأثرية والينابيع حيث تم تصويرها ومن ثم رسمها ، فكان رسماً جميلاً ومتنوّعاً يعكس جواً من الفرح الغامر”.
منطقة فنيّة مُغرية
تعتبر المنطقة الجنوبية، منطقة مُغرية من الناحية الفنيّة، نظراً للمعالم التي تمتاز بها. لذلك فليس من المُستغرب أن تستهوي الفنانين. هذا ما تؤكده يونس بالقول:
” أنّ الفنانين الذين شاركوا بهذا النشاط ، أتوا من مختلف المناطق اللبنانية، حيث اعتبروا أن المنطقة مُغرية لهم من ناحية جماليَّة البيئة الموجودة فيها، كذلك فهي مختلفة عن مناطق جبل لبنان”. تتابع:
” لذلك كان النشاط بمثابة فرح على بحيرة الدردارة على أرض سهل مرجعيون. هذه البحيرة نحن بيئياً حريصون عليها، ونتمنى من البلدية كذلك الإستمرار الدائم بالمحافظة عليها”.
أما بالنسبة إلى اللوحات التي تم رسمها، فهي معروضة في نادي الخيام الثقافي وقد يتم عرضها في مناطق أخرى، إذ توضح يونس في هذا الإطار: “من الممكن عرض هذه اللوحات، وذلك وفق النشاطات التي تتم بالتنسيق والمشاركة مع نوادٍ أخرى”.
نظراً إلى نجاح السمبوزيوم وما رافقه من أجواء فرح، فهو قيد التكرار، فوفق يونس:
“هكذا نشاط من الممكن أن يتكرر بشكل سنوي، و يُعتمد في السنوات المقبلة، كذلك قد يأخذ أشكالاً متعدّدة مع تعدُّد المواسم والفصول، فيُعاد تكراره خلال فترة الصيف أو خلال موسم الحصاد مثلاً”.
نشاطات نادي الخيام الثقافي الاجتماعي.
ينشط نادي الخيام الثقافي الإجتماعي، على صعيد الأعمال الثقافية الهادفة، ويسّجل له العديد من النشاطات التي يموّلها، إذ توضح يونس:
” نحن كنادي موَّلنا مشروع السمبوزيوم من الميزانية البسيطة لدينا. وعملنا يرتكز على النشاطات الثقافية والإجتماعية والبيئيّة “. تستطرد:
” تتعدّد نشاطات النادي، حيث تمَّ قبل حوالي الشهر إقامة مهرجان سينما بالتعاون مع الفنان قاسم اسطنبولي. وقد قمنا أيضاُ في العام الماضي، بدورة مسرحية لتلاميذ المدارس، وقد أدَّى الأطفال مشاهد مسرحية جميلة جداً. أيضاً، وبالمشاركة مع جمعية سيدات الخيام الناشطة في العديد من المجالات الثقافية والاجتماعية، مثل تشكيل فرقة موسيقية من الأطفال الصغار، على سبيل المثال لا الحصر، نقوم بالعديد من النشاطات ”.
وتختم يونس بالقول:
“تُعتبر الخيام بوابة مرجعيون، وبالنسبة إلينا المنطقة هي عبارة عن “لبنان الصغير”، نظراُ إلى التنوّع الموجود فيها، وانطلاقاً من هذا الأمر نحن نستقبل أي تعاون مع الغير برحابة صدر وتوجّهنا هو ثقافي اجتماعي بيئي على اختلاف أشكاله”.
يجهد أهالي المناطق الحدودية، إلى الحفاظ على بيئتهم من خلال الأقوال والأفعال، وهم حريصون على نقل الصورة الأفضل عنها، والسبب في ذلك يعود إلى الوعي الثقافي والبيئي الموجود لديهم، سواء أفراداً أومجموعات نظراً إلى أهمية ما يملكون على الصعيد البيئي.
تعليقات: