علاج من دون ألم
الليزر يُحسّن دقة العلاج ويسرّع الشفاء
يُعتبر عام 1994 بداية الدخول الفعلي لليزر في عيادات الأسنان، ومنذ ذلك الحين كثرت أنواع الليزر المتوفرة لأطباء الأسنان وكثرت استعمالاتها. والعلاج بالليزر هو تقنية جديدة في عيادات الأسنان لتحسين الدقة في العلاج ولتقليل الآلام ولسرعة الشفاء. وأظهرت الإحصاءات أن 5% من أطباء الأسنان لديهم جهاز ليزر للعلاج في عياداتهم. وتتوقع الجمعية الأمريكية لطب الأسنان ADA أن هذه النسبة سترتفع إلى 30 % في عام 2015 ، وفي عام 2025 سترتفع إلى 50%. ويدل هذا على مدى توجه أطباء الأسنان لاستعمال الليزر لما له من مميزات تجذب كلا من المريض وطبيب الأسنان. ومما يجدر ذكره أن الليزر أنواع متعددة منها، ما يستخدم على الأنسجة الطرية مثل اللثة والجلد، ومنها ما يستخدم على الأنسجة الصلبة مثل الأسنان والعظم والغضاريف. وأن أنواع الليزر تختلف باختلاف الغاز المستعمل داخل الجهاز. وهذه الغازات يصدر عنها الطاقة الضوئية التي يتكون منها الليزر. والليزر طاقة ضوئية عالية تسير بخطوط مستقيمة ومتوازية، ما يجعلها تقطع مسافات أكبر من دون أن تفقد طاقتها. وتكون طاقتها مركزة على الجسم المصطدمة به. والليزر الأكثر شيوعا في الاستخدام بعيادات الأسنان هو الاربيوم ياج (Erbium YAG) والاربيوم كروميوم باج (Erbium chromium YAG) وهو ما يستعمل في حفر الأسنان وإزالة التسويس وعمليات العظام. وبالنسبة لليزر المستخدم في علاج اللثة والأنسجة الطرية فمنها نيوديميم ياج (Nd : YAG) وديود (Diode). وكان ليزر ثاني أوكسيد الكربون (Co2) أكثر شيوعا في الماضي، إلا أن استعمالاته قلّت بعيادات الأسنان في السنوات الأخيرة الماضية لظهور أنواع أكثر حساسية وفعالية.
* العلاج بالليزر
* ويمكن استعمال أجهزة الليزر، بأنواعها العديدة، في عيادات الأسنان لتحقيق عدة غايات علاجية، منها: - كشف تسوس الأسنان: الليزر من الأنواع الضعيفة القوة، يكشف التسويس في الأسنان عند بدايته ويمكن التخلص منه مبكرا قبل أن يكبر. - علاج تسويس الأسنان: يستعمل الليزر في إزالة التسويس من الأسنان وتنظيفها وتعقيمها وتحضيرها للحشوات بأنواعها. - علاج أمراض اللثة: يقوم بإزالة اللثة الملتهبة والزائدة. وكذلك يقوم بتعقيم الجيوب بين اللثة والأسنان وإزالة البكتيريا. وكذلك يزيل البكتيريا من جذور الأسنان عندما يقوم الطبيب بسحب الأعصاب من الأسنان وحشوها. - اخذ العينات من اللثة والأنسجة من الفم لفحصها المجهري وللكشف عن الأمراض الموجودة وكذلك عن السرطان. وكذلك يستعمل للتخلص من أمراض الأنسجة في الفم السطحية والصغيرة وكذلك لعلاج الألم في التهاب الهربز البسيط (القرحة الآكلة) Herpes Simple في لحظتها. - تبييض الأسنان: يستعمل الليزر في سرعة تبييض الأسنان في عيادات الأسنان. وهو يستعمل في تنشيط مادة البيروكسيد التي تستخدم في التبييض. وهذا ما يعرف لدى الناس (بالتبييض الضوئي). - علاج الأعصاب المقطوعة والأوعية الدموية المقطوعة وكذلك يمحو العلامات الناتجة بعد التئام الجروح بواسطة الفوتوبيوموديلايشن (photobiomodulation).
-علاج التهابات اللثة الناتج عن استعمال تركيبة الأسنان الكاملة المتحركة. عندما يكون الشخص يضع تركيبة أسنان متحركة لفترة طويلة أو انه لا يخلعها كل ليلة أو أن تكون التركيبة نفسها غير مصنوعة جيدا، يؤدي إلى التهاب في اللثة وكذلك يؤدي إلى أن تكبر اللثة وتصير عبارة عن جيوب كثيرة يصعب على المريض عندها ارتداء هذه التركيبة وتؤدي إلى آلام والتهابات فطرية وبكتيرية. والليزر يقوم هنا بإزالة هذه اللثة الزائدة وتعقيم المنطقة من غير نزيف يذكر ومن غير الحاجة أيضا إلى خياطة. - كما يتم استعمال الليزر تجميليا في تبييض الأسنان، فهو يستعمل في تطويل الأسنان الأمامية عند الأشخاص الذين إذا ابتسموا تظهر أسنانهم الأمامية قصيرة واللثة فوق الأسنان العليا كثيرة والشفة العليا تكون عالية ومما يجعل الظاهر عند الابتسامة لثة وقليلا من الأسنان. ويتم العلاج لهذه الظاهرة بالليزر بالتخلص من اللثة التي تغطي هذه الأسنان مما يجعل الأسنان أطول واللثة أقل وهذا يجعل الابتسامة أسنانا وقليلا من اللثة. علاج حساسية الأسنان: هذا ما يعاني منه الكثير من الناس. والأسنان الحساسة مشكلة عند كثير منا وأسبابها عديدة. من أسبابها الرئيسية هي نزول اللثة عن الأسنان وذلك يؤدي إلى كشف بعض من جذور هذه الأسنان وهذا ما يؤدي إلى كشف القنوات الموجودة في الجذر وهي ما تسبب الحساسية في الأسنان. ويحدث هذا الكشط في اللثة بأسباب عديدة أكثرها شيوعا هو تنظيف الأسنان بفرشاة خشنة أو تنظيف الأسنان بقوة. وكذلك أمراض اللثة غير المعالجة تؤدي إلى نزول اللثة عن الأسنان أيضا. وكذلك تراكم الجير على الأسنان يضعف من اللثة ويجعلها تنزل عن الأسنان وتكشف هذه القنوات الحساسة. ومن طرق العلاج لهذه الحساسية استعمال معجون أسنان أيضا ضد الحساسية. وينصح أطباء الأسنان باستعمال فرشاة أسنان ناعمة دوما وعدم الشد على الفرشاة والأسنان عند القيام بالتفريش. وهذه الحساسية، يمكن أن تأخذ وقتا طويلا لكي تتلاشى. والمهم أن باستعمال الليزر يمكن التخلص من هذه الحساسية في وقت أسرع، خلال زيارة أو زيارتين، عبر إغلاق هذه القنوات الجذرية بمجرد تمرير الليزر عليها. وحينها، والسلامة للحساسية، أهلا وسهلا للمثلجات الباردة وللشاي الحار.
* مشاكل أخرى
* كما يستخدم الليزر في علاج انقطاع التنفس المتكرر (Sleep Apnea) بواسطة التخلص من الأنسجة الزائدة من منطقة الحلق وكذلك في التخلص من اللوزتين عند مرضى التهاب اللوزتين المزمن وذلك يتم من دون أي نزيف ومن دون الحاجة للخياطة للمنطقة. ويوظف في علاج مشاكل التصاق اللسان من الأسفل في أرضية الفم، ويؤدي هذا الالتصاق الى صعوبة الطفل الرضيع في تقبل الرضاعة وكذلك يؤدي هذا الالتصاق إلى صعوبة لفظ بعض الكلمات والأحرف. ويقوم الليزر بقطع هذه الروابط وتخليص أسفل اللسان من التصاقه وتحرير اللسان للقيام بواجباته اليومية من التكلم ولفظ الكلمات طبيعيا.
* استشاري زراعة أسنان ـ مركز العجاجي للأسنان أستاذ مساعد سابق بجامعة ديترويت الأميركية
* مراجعة لإيجابيات الليزر وسلبياته في علاج الأسنان
* ضمن مراجعة الحسنات والسيئات لعلاج الأسنان بالليزر، فإن من الحسنات أن العلاج بالليزر يؤدي إلى آلام أقل، ما يعني أن في أكثر الأحيان لا يحتاج المريض إلى أي تخدير بالإبرة قبل العلاج به. كما أنه يقلل من قلق المريض بسبب انخفاض صوت الجهاز، مقارنة بجهاز حفر الأسنان الاعتيادي، ولعدم تسببه في نزيف بعد استعماله على الأنسجة، مثل اللثة وعدم التهابها حين استعماله. وهو يقتل البكتيريا عند استخدامه باللثة أو السن. ويقلل التسبب بأذى الخلايا المحاطة بمنطقة العلاج مقارنة بالعلاج، بالأدوات التقليدية، ويسرع في فترة الشفاء، مقارنة بالعلاج بالطرق الاعتيادية ويساعد الخلايا المعالجة به على النمو والانقسام والتئام الجروح بسرعة وبصورة جيدة. وبالنسبة للسيئات فهي أن الليزر له استخدامات محدودة فهو لا يجدر استخدامه على الأسطح المعدنية، مثل إزالة الحشوات المعدنية وقص التركيبات المعدنية الثابتة لإزالتها. وكذلك لا يمكن استخدامه لإزالة تسوس بين سنتين أو بجانب حشوة معدنية حتى لا تصطدم بها من غير قصد. ويجب علينا أن نعرف انه مهما تطور الليزر وتعددت استعمالاته في عيادة الأسنان فلن نستطيع التخلص من جهاز حفر الأسنان الذي اعتدنا عليه كليا وأيضا لن نستطيع التخلص من إبرة طبيب الأسنان كليا، حيث ان الليزر لا يلغي استخدام الإبرة، علما بأنه يمكن علاج بعض الأسنان من دونها. ولهذه الأسباب ترى أن أطباء الأسنان لم يتزاحموا على شراء أجهزة الليزر، خصوصا أن أسعار هذه الأجهزة ما زال عالياً، مقارنة بأجهزة حفر الأسنان المعتادة. ويتوقع في السنوات القليلة المقبلة أن تنخفض سعر هذه الأجهزة مما سيجعلها أكثر رواجا عند الكثير من عيادات الأسنان.
تعليقات: