استوقفني استغراب بعض المسؤولين في الوطن الأم واستهجانهم لتدني نسبة مشاركة المغتربين في الانتخابات البرلمانية التي نظمت في أكثر من ٣٩ دولة حول العالم.
يبدو أن الطبقة الحاكمة تجهل أو تتجاهل أن الغسيل اللبناني يتم نشره على الدوام على حبال الإعلام والفضائيات، وأن المغترب يتابع أخبار الفضائح والسرقات والصفقات وحفلات التكاذب، ويعرف حق المعرفة أن حكام اليوم أمراء الحرب بالأمس يتعاملون مع الشعب كقطيع أغنام تنتقل ملكيته بالوراثة من الجد إلى الإبن إلى الحفيد.
المغترب اللبناني يعرف أن حصته بالوطن سلبت وأن الحاكم وزبانيته ورعيته هم السبب في تهجيره واقتلاعه من وطنه والرمي به على أرصفة الدول استجداء للقمة العيش والعيش بكرامة ..
المغترب اللبناني يرى انتفاخ جيوب الحكام والوزراء والنواب وأولادهم وزوجاتهم وأتباعهم ويرى ويسمع صراخ أهله وأخوته على أبواب المدارس والمستشفيات، ويوجعه تذلل الفقراء على أعتاب الأبواب العالية استجداء للحقوق المكتسبة واستعطافاً لأرباب النفوذ وأصحاب المعالي والسعادة ..
المغترب اللبناني يدرك الفرق بين الوطن والمزرعة، بين دولة المؤسسات ودولة المكتسبات، بين المسؤول الذي يرى نفسه موظفاً مؤتمناً على مصالح الشعب، ساهراً على خدمته، متفانياً في سبيل رفاهيته، وبين الزعيم الوريث المورث المتأله، المستغبي لأهله وناسه، المتربع على عرش عقولهم، المستغل لضعفهم وعوزهم وحاجتهم..
المغترب اللبناني بلغ مرحلة الوعي بالمعاينة والمقارنة وقد خبر عن قرب الفرق بين دولة الإنسان ودولة السلطان ..
المغترب اللبناني لا تخدعه الوعود، ولا تبهره الخطابات، ولا تسحره الشعارات، وكيف يصدقها وقد أخرجته من رحم الوطن إلى بلاد الله الواسعة؟! ..
المغترب اللبناني أبى أن يدمغ إبهامه في حبر السلطة مفضلاً أن يطبع بصمة مطالبة واعتراض.. ولكي تعيدوه إلى الوطن شاهداً وشريكاً أعيدوا حقه في الوطن إليه ..
* الشيخ محمد أسعد قانصو ..
تعليقات: